مقالات

مفاوضات “أمريكية-إيرانية” في سلطنة عمان، هل توقف الضربات على الحوثيين؟

كتب:
جميل الشعبي

تستعد واشنطن وطهران لبدء جولة مفاوضات حاسمة يوم السبت 12 أبريل في سلطنة عمان، برعاية عمانية، حيث تُطرح على الطاولة ملفات شائكة أبرزها البرنامج النووي الإيراني، وتصعيد الحوثيين في اليمن، واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وتأتي المحادثات في ظل تصريحات أمريكية حازمة مفادها أن الضربات الجوية ضد الحوثيين لن تتوقف إلا بوقف هجماتهم على السفن.

الملفات المطروحة: بين النووي والصراع الإقليمي
البرنامج النووي: أصر البيت الأبيض على أن المحادثات ستكون “مباشرة” رغم تأكيد طهران أنها “غير مباشرة” عبر وساطة عمانية. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الهدف هو “ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي”. بينما أشارت إيران إلى تقديمها “عرضًا سخيًا” للمفاوضات غير المباشرة، مؤكدة أن “الكرة في ملعب أمريكا”.
أزمة الحوثيين: منذ 15 مارس، شنّت الولايات المتحدة ضربات جوية مكثفة استهدفت قيادات حوثية ومخازن أسلحة في صنعاء، صعدة، الحديدة، حجة، ذمار، والبيضاء وفقًا لتصريحات البنتاغون. وجددت واشنطن تحذيرها بأن العمليات العسكرية ستستمر ما لم يوقف الحوثيون هجماتهم على الملاحة البحرية.

التوقعات والتحديات
الخيار العسكري: حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن فشل المفاوضات سيكون “يومًا سيئًا للغاية” لإيران، بينما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الخيار العسكري “لا مفر منه” إذا طالت المفاوضات.
الدور العماني: تُعد عمان وسيطًا رئيسيًا، حيث سبق أن نجحت في تسهيل حوارات غير مباشرة بين الطرفين. لكن الفجوة بين الموقفين تبدو واسعة، خاصة مع إصرار إيران على التفاوض غير المباشر ورفضها الشروط الأمريكية القصوى.
التداعيات الإقليمية: قد تؤثر النتائج على التوترات في المنطقة، خاصة بعد توقيع روسيا وإيران اتفاقية شراكة استراتيجية مدتها 20 عامًا، رغم تأكيد موسكو أنها لا تتضمن مساعدة عسكرية مباشرة.

خلاصة المراقبين
يرى محللون أن المحادثات قد تشهد تحولًا من “غير مباشرة” إلى “مباشرة” إذا قدمت واشنطن تنازلات مثل رفع بعض العقوبات، لكن التوقيت ضيق بعد أن حدد ترامب مهلة شهرين للتوصل لاتفاق. بينما يحذر آخرون من أن فشل المفاوضات قد يفتح الباب أمام تصعيد غير مسبوق، خاصة مع استمرار التحركات العسكرية الأمريكية والإيرانية في المنطقة.

العالم يترقب ما سيُسفر عنه هذا اللقاء، الذي قد يُشكل منعطفًا تاريخيًا إما نحو تخفيف التوتر أو تصعيده إلى مستويات خطيرة، خصوصًا مع ارتباطه بمصير البرنامج النووي وأمن الملاحة الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى