مقالات

جنوبيون ورهاننا التحرير والاستقلال واستعادة الدولة

كتب:
عبدالله الصاصي

عندما خرج شعب الجنوب في ثورته التحررية، كانت الأهداف واضحة من اليوم الأول. وعندما ضحى بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق تلك الأهداف، كان الذين يحاولون اليوم بصفقاتهم السياسية المشبوهة حرف المسار ، بعيدين ويرقبون المشهد وحجم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب، ولم يحركوا ساكناً حيال ذلك.

فكيف لشعب الجنوب أن يتقبل منهم أو يرى فيهم خيراً لإصلاح وضعه، وقد ظلوا صامتين والدماء تنزف والبنيان يتساقط على رؤوس ساكنيه، في ظل صمود جنوبي منقطع النظير.

أي صفقة سياسية خارج ما اتفق عليه شعب الجنوب من اليوم الأول لثورته التحررية، ستظل حبراً على ورق ولن يقبل بها الشعب المعاهد لدماء الشهداء. وكل من يظن بأن سياسية الإفقار ستفل في قاصمة الشعب لتعيده إلى المربع الأول فهو واهم..

ألا يكفي هؤلاء العبودية التي يعاني منها شعب اليمن، وعندما يحاولون جر الجنوب إلى مستنقع العبودية والذل مرة أخرى. حاشا وكلا أن يعود الجنوبيون، وكفى ما مر عليهم من أهوال جراء الوحدة الظالمة، وبعد أن استعادوا كرامتهم وبنوا جيشهم الحامي لتراب أرضهم وأعراضهم.

الصمود والتحمل حتى تقوم موازين الحق والعدالة بالإنصاف من شيم الأحرار، وشعب الجنوب من اصل العروبة ومن نسل الأقحاح الفصاح في الفصل بين الحق والصبر على الإتيان به ديدن حياة كريمة للإنسان، وبين الباطل من التسلط الأعمى الذي نراه اليوم حاصلاً في مناطق شمال اليمن. ومع ذلك نسمع من الغوغائيين والمرتهنين للعبودية عبارات يحاولون من خلالها إقناع الجنوبيين بالعدول عن خطهم الثوري ومغزاهم الذي خرجوا من أجله، وذلك من خلال المماطلة بالوعود الفضفاضة.

نسمع اليوم من يثبط الجنوبيين ويمنيهم بالوهم الكاذب عندما يقول دعوا المضي في مضمار قضيتكم وامضوا معنا في قتال الحوثيين، وبعدها لكل حدث حديث، وفي ذلك الشر المستطير لمن يصدق ذلك الهراء المراد من وراءه إجهاد المقاتلين الجنوبيين وإضعاف قوتهم، في حرب ليس لها من نهاية، وذلك من خلال ما نشاهده في الدول العربية ذات الأنظمة الجمهورية، وقد تحولت بفعل المؤامرة التي لم يتداركها العرب إلى حلبات مصارعة حتى الإنهاك للفصائل المتحاربة.

ولعمري ما شاهدت شعباً عاجزاً وقوامه يفوق الثلاثين مليون، ليستعين بشعب قوامه لا يزيد عن عشرة ملايين لنجدته ومحاربة الخصم نيابة عنه.

في الختام.. نحذر القيادة الجنوبية من الموافقة على تمرير أي صفقة سياسية فيها من الأضرار بمسار القضية الجنوبية، أو الإقحام للقوات الجنوبية والزج بها في أتون حرب خارج نطاق الدفاع عن الوطن (الجنوب العربي) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى