الوحدة يفترض تكون من أجل الرخاء والقوة

كتب: علي محمد السليماني
كانت الحالة جيدة في الجنوب وفي اليمن قبل عام 1990م، وكانت 60 الف ريال يمني تجيب سيارة وكانت أربعين ألف شلن جنوبي تجيب سيارة، كان سعر الدولار في الشمال 5 ريالات ومستقر وكان الدينار الجنوبي بسعر 3 دولارات ومستقر والحياة كانت سابرة ورخاء هنا وهناك وكانت منتجات الشمال تباع في عدن عبر سيارات نقل مرخصة بين البلدين والعكس أيضا صحيح.. وكان الود والوئام موجود بين الشعبين .. جاء إعلان الوحدة في22مايو1990م تم طمس عملة الجنوب وفرض عملة الشمال، وأصبح الدولار 2500 ريال يمني وأمست اسعار السيارات بالريال السعودي بل والسلع الغذائية، وتعاظمت الأزمات والصراعات والحروب والكراهية بين الشعبين في الجنوب وفي اليمن رغم حالتهما المعيشية الصعبة .. ولم يستفد من هذه الوحدة غير أمراء حرب 1994م الذين تغنموا ممتلكات شعب ودولة الجنوب بعد الحرب الأولى عليه صيف 1994 والحرب الثانية عام2015, والحرب الثالثة غزوة خيبر 2019 م واصبحت الحياة كلها حروب وغزو وتهديد بالحروب والغزو ، وانهيار مروع في العملة المفروضة على الجنوب وأدّى حصار الشرعية على شعب الجنوب إلى كارثة إنسانية يعيشها المواطن في الجنوب.
بينما أمراء الحرب والفساد يتبادلون الأدوار ويتوزعون موارد شعب الجنوب ويشترون بها ذمم ناشطين في عواصم الدول للترويج لاستمرار الكارثة الحالة في اليمن والجنوب باسم الوحدة اليمنية ..
ومعروف أن الوحدة إذا لم تحقق الأمن والاستقرار في البلدين والرخاء للشعبين والمنعة والقوة فلا خير فيها ولا في من يتمسك بها، بل أن التمسك بها يعد جريمة وخيانة كبرى في حق الشعبين الشقيقين في اليمن العربي وفي الجنوب العربي معا، فهي وحدة عبثية جلبت الخراب والدمار ولم يستفد منها غير تجار الحروب والدين والأحزاب والإرهاب.. فهل يتحالف شعب الشمال مع شقيقه شعب الجنوب ويتفقا على المطالبة باستعادة الدولتين المستقلتين ماقبل عام 1990 م بنظامي حكم رشيدين ؟.