مقالات

القات .. عادة تبتلع الوقت والعافية

كتب / رُبا أحمد

في زوايا المقيل يلتفّ الناس حول أوراق خضراء تُدعى القات، ظانّين أنها تهوّن الوقت وتكسر رتابة الأيام.

لكن ما لا يُقال كثيرًا هو أن هذه العادة أصبحت عبئًا ثقيلًا على الأفراد والمجتمع معًا.

القات لا يمنح طاقة حقيقية، بل يسرقها. لا يُنعش العقل، بل يرهقه بتوهّم الانتباه والنشاط. يمضغ الناس ساعاتهم على أمل نشوة مؤقتة، بينما تتآكل في الخلفية صحتهم، جيوبهم، وعلاقاتهم.

على الصعيد الصحي، القات يسبّب القلق، الأرق، فقدان الشهية، مشاكل في القلب، وقد يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات أكثر خطورة. أما على الصعيد النفسي، فيزرع وهم الانشغال ويدفع نحو العزلة.

اقتصاديًا، هو نزيف مستمر. أموال تُنفق يوميًا على نبتة لا تثمر، بل تُفقر. شباب كان يمكن أن يكونوا عماد الوطن، يقضون أوقاتهم بين المقائل بدل الورش والمكاتب.

ليس المطلوب جلد الذات، بل مواجهة الحقيقة بشجاعة.

الإقلاع عن القات ليس سهلًا، لكنه ممكن حين ندرك كم خسرنا وكم يمكننا أن نربح إن توقفنا.

آن الأوان أن نختار: نُحيي وقتنا .. أم نمضغه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى