مقالات

الجنوب يخطو نحو العزة والانتصار

كتب/ نوال أحمد

تحت سماء الجنوب الشامخة، ينبض الأمل من جديد، كأن الأرض نفسها تستعيد أنفاسها بعد زمنٍ من الترقب.

ها هو الجنوب اليوم لا يشبه الأمس، فقد بدأ يخطو بثقة نحو مستقبلٍ يليق بتاريخه وتضحيات أبنائه. وصوت التغيير يعلو، لا كصرخة عابرة، بل كنبض حيٍّ يسري في عروق كل من آمن بقضيته، يحمل معه مشاعر الفخر والكرامة، ويزرع بذور النهوض في كل زاوية من زوايا الوطن.

في لحظة فارقة، أطل القائد الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي بخطابٍ حمل بين كلماته وهجًا من نور، أعاد رسم ملامح الطريق، وأشعل جذوة الإصرار في القلوب. لم تكن كلماته مجرد تعبير عن موقف سياسي، بل كانت وعدًا بالكرامة، وعهدًا باستعادة السيادة، ونشيدًا للوطن الذي لا يرضى إلا بالعزة. بنبراته الواثقة، خاطب شعبه كمن يعرف جيدًا حجم التحديات، لكنه يؤمن أكثر بقدرة الجنوب على تجاوزها.

وجاءت التعيينات الوزارية كخطوة عملية نحو الإصلاح، لا كإجراء إداري روتيني، بل كرسالة واضحة بأن الجنوب يعيد بناء نفسه من الداخل. هذه القرارات حملت في طياتها روحًا جديدة، تعزز الكفاءات وتفتح المجال أمام الطاقات الوطنية لتأخذ مكانها في صناعة القرار. إنها بداية لنهضة حقيقية، تُبنى على أسس العدالة، وتُعانق آمال الأجيال التي طال انتظارها.

شعب الجنوب، كما عهدناه، لم يتأخر في الاستجابة. التلاحم الشعبي كان لافتًا، حيث وقف الأبناء جنبًا إلى جنب، مؤكدين أن الإصلاح ليس مسؤولية القيادة وحدها، بل هو مشروع جماعي يتطلب وحدة الصف وتكاتف الجهود. في كل مدينة وقرية، تتردد أصداء الدعم، وتُرفع رايات العزة، وكأن الجنوب كله يقول بصوت واحد: نحن هنا، وسنصنع مستقبلنا بأيدينا.

وسط هذا الزخم، يلوح الأمل في الأفق، لا كحلم بعيد، بل كحقيقة تتشكل يومًا بعد يوم. القيادة الحكيمة، والشعب الوفي، يشكلان معًا معادلة النجاح. السواعد تبني، والقلوب تؤمن، والعيون تترقب فجرًا جديدًا يحمل معه بشائر النصر. الجنوب لا يستسلم، ولا ينكسر، لأنه يستمد قوته من تاريخه، ومن عزيمة أبنائه الذين لا يعرفون التراجع.

ومع كل خطوة تُخطى، يقترب الجنوب أكثر من تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقرار. إنه يمضي بثبات نحو غدٍ أكثر إشراقًا، مدفوعًا بإرادة لا تلين، وإيمان لا يهتز. القرارات الإصلاحية، ومساعي أبناء الجنوب المخلصين، تمهد الطريق لعهد جديد، تُكتب فيه فصول المجد من جديد، وتُرسم فيه ملامح دولة جنوبية عادلة، مستقلة، ومزدهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى