وعكة حنين.

خاطرة / جليلة عبدالله
أيا شقيق الرُوح .. خبر مرضك كان كالصفعة على خد طفلٍ صغير، كنصلةٍ حادة مزقت ما تبقى لي من رُوح، داهمني القلق بشأنك، بل وجعلني مُتعبة، حزينة بعُمق، لإنني بإختصار لا يمُكنني فعل شيء حيال تعبك، لِذا تُرافقك دعواتي أينما حللت وأرتحلت.
أُدرك إن الغُربة لعنة، وأن الأيام التي تخلو من ضحكات العائلة ليست سوى أيامًا فارغة تكسوها الرتابة والملل، عُمر بائس يمضي فحسب، أرقامًا في تعداد مُتزايد ليس إلا، وكُلما كبُرنا عام كبُرت آلامُنا معنا.
ليالٍ كثيرة مرَّت وأنا أتساءل ولا أجد لأسئلتي إجابة، كتساؤلي: ما الذي اقترفته يداي لأُعاقب بكُل هذا البُعد!
أستيقظ دائمًا على لحنٍ حزين، يتلاشى الأقربون لقلبي واحدًا واحدًا، فقط كفي تلوح بالوداع ورُوحي تود التشبث بأيًا كان، حتى لا تسقط، تتهاوى، وتنهار، أكمل ماتبقى من أيام على رصيف الإنتظار، فمتى يعودُ الغائبين! ومتى تعود أنت.
وما بين إنتظار وإنتظار تُصاب بوعكة صحية، بينما أنا مُصابة طيلة حياتي بوعكة حنين لك، لأمي، لأشقائي، ولجميع من غادروا هذا الوطن وأقسموا على العودة.
توأمي الحبيب: كُن بخير لأجلي، بل لأجلنا أجمعين.
