«صباحاتٌ على ورق» خاطرة لـ مريم الشكيلية

سمانيوز/ خاص
هذا الصباح يشبهُني إلى الحدِّ اللا معقول ..
يعيد إليّ ملامحي القديمة ورهافة شعوري الخاطف ما بين ساقية قلمي وقلبي.
لا بدَّ أنك متعجب مما أكتبه من كلمات منعِشة في صباح تشريينيّ يوشك أن يزفر برداً ومكتمل البهاء وكأنه صباح مغسول بماء مطر طوال الليل ليصبح مبتلَّ الزوايا كأنه مرايا عاكسة لنبضه.
هل قلت لك يوماً إنني أخاف من العواصف الكتابية كخوفي من انشطار البرق في السماء ومن صوت الرعد الذي يهبط على مسامعي بانحدار مخيف.
أريد أن أستقيلَ من كتابة الجُمل المقطوعة كانقطاع النّفس ومن لهاث الأحرف التي تعِبت وهي تحاول أن تلحق بمعزوفة لحن في سكة سطر عابرة.
هذا الصباح أكثر الصباحات وضوحاً وأكثر الصباحات عُمقاً كأنها قادرة على أن تخرجك من نفسك ومن انشغالك لتترككَ تمتلئ بالضوء المنبعِث من النهارات لا الانهيارات.
أفتقد جداً لهذه الصباحات الورقية التي تأتي بتواقيت مؤقتة كأنها استثناءات تتسلّل إلى مخادعنا كأنها تسابق تلك الصباحات الماطرة دون مطر إلا من رشقات حبر يخيّل إلينا أنها فصل البكاء.
رُغم كل هذه الرسائل التي نكتبها دون أن تُقرأ وهي تجوب المحيطات وهذا العالم المكتضّ بالأسرار والآمال والأوهام إلا أنني أجرُّ قلمي ليترك أثراً على ظلّ الورق الأبيض دون أن أكترثَ للمصير الذي ينتظر الأحرف المغزولة بخيوط من الضوء الأصفر على جانب النوافذ الزجاجية.
