آداب و ثقافة

إلى أين ذهبت؟

نثر : شريفة محمد

 

أين ذهبت كل تلك القصص يا جدتي؟

 

أين ذهبت ابتسامتك اللطيفة والدافئة؟

 

اتذكر أنك كنت تتقاسمين المسك برائحته

 

والريش بنعومته

 

والربيع بطلته

 

إلى أين ذهبتِ أنتِ؟ لم تمدي لي بكيس الشكولاته الملون بالأحمر من خزنة ثيابك بعد .

 

ولم تطعميني الزاد بإبصبعيكِ أيضاً

 

استوحش الوحش بداخلي يا جدتي أثّر غيابك الطويل عني.

 

تقول لي صديقتي دائماً إن جدتها تدللها كما لو أنها ملاك هبط إلى الأرض.

 

أريد أن أسالك فقط هل كنت لكِ أيضاً ذاك الملاك؟

 

ذهبت لأسأل أمي عن مكانك وقالت لي

 

إنك ذهبتِ إلى مكان تنتمي إليه أكثر من مكاننا هذا

 

هل هذا حقيقي يا جدتي ؟

 

كنتِ دائماً تقولين لي “أننا ننتمي لمكان له جناحانِ من الأمان ولا شي آخر “.

 

الجناح الأول يعتمد على من تعيشين معاهم

 

والجناح الآخر يعتمد على الرضا.

 

إذاً ما الذي ذهب بك إلى مكانٍ آخر

 

هل أصبح مكاننا مخيفا أم أنك أحببتِ مكاناً آخر غير مكاننا.

 

لازلت أتذكر نعشك في ذاك اليوم البائس

 

أصبح الجميع كئيبا بعد ذهابك

 

انطفأ ذاك الضوء الذي في غرفتك أيضاً

 

انطفأ إلى الأبد بعد رحيلك.

 

 

 

انطفأت حزناً جميع تلك الأشياء التي داعبتيها بكفيك سابقاً.

 

 

 

البيت أصبح ثقيل شيئاً فشيئاً اتذكرين شجرة الزينة التي كانت عند مدخل الباب تقف شامخة عندما تسقينها.

 

 

 

أصبحت الآن مهمومة بعناية نفسها بنفسها.

 

 

 

لا أكف عن التفكير بك كما لو أنك الوحيدة المتبقية لي، اتسمعينني ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى