آداب و ثقافة

«يا حلب» شعر: نور ياغي

سمانيوز/خاص

كم مرة أعرضتُ عنكِ
وكم مرة لبيتُ النداء؟
يا سامعي الصوت أتسمعون هل تشهدون أني ندمت بإسرافي عنها ببعض الأوقات؟
حتى تقاطعت الطرقات
آلاف المرات، وكلّما جئتِ من الغربِ رحت عنك مشرِّقة وأتيتك مغرِّبة، رأيتك تُشَرِّقين
فالآه منكِ يا حلب
لو تدركين غصتي
لو تحضنين اسمي مرة
لو تعلمين حشرجة صوتي
حين ألفظ اسمكِ
يا حلب.

فيقع الضم ساكناَ
ويكسر الفتح جراحي
ووشاحكِ الأبيض ذاك
الذي ترتدينه كل صباح
يمتع ناظريَّ يؤرِّقني
ينهيني يميتني ومن ثم
يحييني
أتحيينَ القتلى في عشقكِ
يا حلب،
أم على أعتابكِ
سأبقى مع العجب؟
يا للعجب يا للعجب
أيجعلني ثغرك الباسم
شهيدة الرضاب ؟
أم أغنّي يا حبي الذي غاب
للبركات
منتشيةً النبيذ المعتق
على مشارفكِ
على أنغام صوتك وهمسك
أتماهى أتباهى أتلاشى
وكل مرة رنوت فيها لمعالمك
تحاصرني أبياتي
أطبقتي عليَّ خلف أسوار قلعتك
لتُسمعينني في كل دقيقة
أنين الصبابة والجوى
فوالله ما استسلمت يوماً
لغير حبكِ
وما رقصت يوماً في غير فرحك
وما عزفت لحني إلا لآهاتك
ارويني يا محبوبتي كما رويتِ
الأجيال.
ولا تحطمي أحلامي بكَ
ولا الآمال
فالوصال الحل نعم الوصال
ومن غير المسموح والمرفوض
شرعاً وعشقاً
أن أبقى وحيدة العاصفة
ولأن طبعي من غمام
لن أعيش الحزن في أروقتك وأركض دائماً نحو السلام لن أكون البطلة الموجوعة
في هذه القصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى