آداب و ثقافة

«الكلمة ميثاق» خاطرة: عيشة صالح

سمانيوز/خاص

الكلمة هي أنت، هي انبثاق نورك وصرخة وجدانك. قد تكون حبل نجاة يربطك بمعاني الوجود، وقد تكون سيفاً يقطع أواصر الإنسانية.
هي وسيلة تعبير، لكنها ليست مجرد صوت؛ إنها دمعة من روحك تهبط على أرض القلوب. قد تحيي بها ما مات من الأحلام، وقد تُزهق بها روحاً كانت تنتظر كلمة عطف.

هي الوزن الذي يثقل ميزانك في عيون الآخرين، فهي التي تُحصى، وإن كانت في ظلمة الخفاء. فلا تنطق إلا بما ينير دروب الخير، ولا تطلقها إلا إذا كانت منارة على طريق الحق، فالكلمة هي الحياة في عمقها، وهي الموت في لحظتها.

الكلمة هي مرآة تعكس أعماقك، فهي نُبض الصدق حين تُقال من القلب، وهي شائكة الخداع حين تُلبس قناع الرياء. هي نبتة الخير التي تُزرع في نفوس من حولك، أو لعلها تكون بذرة الشك التي تتسرب إلى أعماق الثقة. الكلمة هي صدى ضميرك في أروقة الزمن، تنقش بها آثارك على جبين الذاكرة، إما مجداً يُخلّد أو خيبة تذوي في النسيان.
هي الجسر الذي تعبر به نحو عالمٍ أفضل، أو الهاوية التي تنحدر بك إلى قاعٍ مظلم.

فاحرص على أن تكون كلماتك مثل نسمة صباحٍ عليل، تلامس القلوب برفق وتُنعش الأرواح، لأنها إذا ما انطلقت لا سبيل إلى إعادتها، وإذا ما وقعت لا قدرة على محو أثرها.
إنها العهد الذي تقطعه مع نفسك ومع الآخرين، فليكن عهدك دائماً على الوفاء والصدق، حتى تكون كلماتك بذوراً تنبت في أرض الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى