“قلب لا ينكسر” خاطرة: سبأ الجاسم الحوري.
سمانيوز/ خاص.
في أعماق كل إنسان، هناك مكان لا تصله العواصف، جزء من الروح لا ينحني ولا ينكسر، مهما ثقلت عليه الأعباء. هناك، حيث يُولد النور من وسط الظلام، نكتشف أن قوتنا الحقيقية لا تأتي من العالم الخارجي، بل من داخلنا، من ذاك القلب الذي ينبض بإرادة لا تُقهر.
العظماء لا يُصنعون من رغد العيش، بل يولدون من رحم المعاناة، ينقشون أسماؤهم في صفحات الحياة رغم كل ما يمرون به. كل ألمٍ مررنا به كان درسًا، وكل دمعةٍ ذرفناها كانت بذرة نبتت في أرض صلبة، لنبني منها عالماً جديداً لا يعرف الانكسار.
تذكر أن الصمود ليس في عدم السقوط، بل في قدرتنا على النهوض في كل مرة. نحن مثل النهر، ننحت طريقنا مهما كانت الصخور في طريقنا، لا نتوقف، لا نتراجع، لأننا نعرف أن الغاية أعظم من أي عائق.
إنه القلب الذي يتحدى الزمن، يتحدى الألم، ويعود ليخفق بشجاعة أكبر كلما حاولت الحياة أن تجره نحو الهاوية. قلب ينبض بالحلم، بالإصرار، بالأمل الذي لا يخبو مهما اشتدت العواصف.
لذا لا تخف، فأنت من تلك الأرواح التي لا تُهزم، من تلك القلوب التي تعرف كيف تصنع النور من وسط العتمة، وكيف تعيد بناء نفسها في كل مرة تتكسر فيها. أنت من أولئك الذين يُغزلون من الصبر والحلم، الذين يعرفون أن الحياة ليست مجرد مسار مستقيم، بل سلسلة من الصعود والهبوط، وكل خطوة فيها درس، وكل سقوط فيها بداية جديدة.
عندما تشعر أن العالم قد أثقل كاهلك، تذكر أن الجبال الشامخة لا تُقهر بالعواصف، بل تقف في وجهها، وتزيدها قوة وجلالًا. وكذلك أنت، كجبال لا تهزها الرياح، وكالذهب الذي يزداد بريقًا كلما صُقل في النار. لا تهاب التحديات، بل ارسم بها قوتك، واجعل من كل جرح شاهدًا على عزيمتك.
فالحياة، في النهاية، ليست سوى مسرحٌ تُعزف فيه سيمفونية الإرادة. وأنت العازف الذي يحرك أوتار الزمن، وتكتب نوتات المجد بصبرك وشجاعتك. لا تنتظر أن يهدأ البحر لتبحر، بل أطلق شراعك في قلب العاصفة، واجعل من رحلتك قصة تُروى، وحلمًا لا يموت…حتى وان ساءت الظروف في وجهك. حتى أن اوقفك أعز الناس عليك .. ومنعك من تحقيق ماتريد تذكر .. أن الاحلام لاتبنى على سراب دون سعي وتذكر الاحلام لاتتحقق الا من وراء الاصرار.
أنت لست مجرد عابر سبيل في هذه الحياة. أنت من يصنع التاريخ بشغفه، من يغير العالم بإصراره، من يجعل المستحيل ممكناً. كن النور الذي يهدي الآخرين في ظلامهم، والقوة التي تجعل القلوب ترتفع حتى في أشد اللحظات ضعفًا.
أنت أكبر من أي تحدٍ، وأعظم من كل تجربة. أنت بطل قصتك، والكاتب الوحيد لسطور مجدك.