“قوّةٌ لا تُقهر” خاطرة / سبأ الجاسم الحوري.
سمانيوز/خاص.
ها هي الحياةُ، ساحة معركةٍ لا تعرفُ الضعفاء، ولا مكان فيها لمن ينتظرُ الشفقةَ أو الرحم. قيل: “لماذا علينا أن نبقى بكل هذا الثبات بينما أقدامنا ترتعش؟”، هنا فقط الأقوياءُ من يصنعون المجد، أولئك الذين لا يخافون أن يسقطوا، لأنهم يعلمون أن السقوطَ مجرد بدايةٍ لصعودٍ أعظم. إن أردتَ القمة فلتكن كالجبال الراسخة، تتحدى الرياحَ والأعاصير ولا تنحني، فالحياةُ لا تكرّم الضعفاء ولا تمنح شيئًا دون ثمن.
ليس الحلمُ فقط ما يصنع الإنسان، بل الإصرارُ الذي يسري في عروقه، والإرادةُ التي لا تنكسر مهما عصفت به الأقدار. إن كان العالمُ يحاول أن يُسقطك، قف من جديد، وانظر له بعيني الأسد الذي لا يخشى الأعداء، لأنه يعلم أن النصر ليس خيارًا بل واجباً. في كل نظرةٍ وفي كل خطوة، كن أنتَ القوة التي لا تُقهَر، كن الصخرةَ التي تتكسرُ عليها كلُ موجات الشك واليأس.
ولا تخشى الوحدة، فالأسودُ تمشي وحدها، بينما الأغنامُ تسيرُ في القطيع. القويُ لا يحتاجُ إلا إلى نفسه، عقلهُ سيفه، وروحه درعه، وقلبه نوره الذي لا ينطفئ. فكلما اشتدت الصعابُ اشتعلت روحك إصرارًا، وأصبح الصعبُ مجرّد محطةٍ نحو الأعظم.
إن تعثرت، فانهض وقل للعالم: “أنا هنا لأبقى، لأنتصر، لأصنع من ألمي جناحين أطير بهما نحو السماء”. إن كانت الطريقُ مظلمةً، فأنتَ المشعلُ الذي ينيرها، وإن انطفأت النجوم، كن أنتَ النجمَ الذي لا يغيب. لا تنتظر أن يُضاء لك الطريق، بل كن أنت الضوء الذي يهتدي به الآخرون.
واعلم أن الصبرَ ليس علامةً على الضعف، بل هو القوة التي تبني الجبال، وتشقّ الطرق في الصخر. فاصبر، وكافح، واصنع من نفسك أسطورةً لا يطويها الزمان. واعلم أن المجد لا يُوهب، بل يُنتزع انتزاعًا. كن أنتَ البداية والنهاية، العاصفة والهدوء، البذرةُ والشجرة، والماء الذي يتدفقُ مهما حاول العالمُ أن يحجزه خلف السدود.
هذه الحياة ليست لأصحاب الأعذار، بل لأصحاب الإنجازات. فلا تدع يومًا يمر دون أن تترك فيه بصمةً تجبر العالم على الانتباه. واجعل كل خطوة لك على الأرضِ ترددُ صدىً لا يُمحى، كمن يسير ليكتبَ في التاريخ فصولاً لا تُنسى.