«مجرّد شعور» خاطرة : رؤى عماد
سمانيوز/خاص
لا أدري من أين تأتي كلّ تلك النّدوب، كلّ الآلام المقيتة، لا أدري كيف أُواريها وأُخفيها خلفَ جدارٍ شفّافٍ كاذب،
كيف ألملمُ بقاياها وأعالجُ ندوبَها لا أدري،
لا أدري كيفَ أُصلِحُ ما خرّبه القدر
أو كيف أُداري دمعتي بعيدًا عن العاطفةِ المُستنزَفةِ،
لا أدري كم أكتمُ من صرخات تشبِهُ الهمسَ ولا كمْ أحافظ على كلمات لو نطقتُ بها لأبكتني دهرًا دون توقّف،
من بين تلك الوجوه اخترت وجهًا واحدًا ناكرًا لكلّ شيء متلبّسًا البرودةَ واللّامبالاة، وجهًا قميئًا بشعًا لا يلفتُ انتباه أحدٍ، مجرّدًا من الحياة والملامح غامضًا مستهتِرًا لا لونَ له ولا شكل،
متغطرسًا مصطنِعًا الابتسامةَ حتّى في أشدّ الحالاتِ حزنًا
وجهًا ووجعًا تملّكتْهُ الحيرة والشّرود،
همًّا ووهمًا فاضَ حتّى ملأ المكان فوضى ونحيب،
نشيجًا وعويلًا صامتًا ضمن التواءات ذلك الوجه الكئيب،
إلى الآن لا أدري كيف أدير وجهي عن كلّ تلك الأحداث أو كيف أُغمض عيني عنها.