آداب و ثقافة

همسات الظلام” قصة قصيرة/ ريم درويش

سمانيوز/خاص

في ليلة حالكة السواد، حيث يلتقي الظلام باليأس، كان أحمد يقود سيارته عبر شوارع المدينة النائمة. فجأة، توقفت السيارة عن الحركة، وكأنها قررت المشاركة في صمت الليل. خرج أحمد من سيارته، يبحث عن سبب العطل، لكنه لم يعثر على شيء سوى هدوء الليل المخيف.
بدأ يشعر بقلق غريب، وكأن عينًا غير مرئية تراقبه. أصوات غريبة بدأت تتردد في أذنيه، وأشكال غامضة تظهر وتختفي في الظلام. شعر وكأنه وحيد في عالم مظلم، يحيط به الخوف من كل جانب.
فسمع صوتًا يناديه باسمه من الخلف. التفت، ورأى شخصية غامضة تقترب منه ببطء. شعر بقشعريرة تجري في جسده، وقلبه يطرق طبول الخوف.
“من أنت؟” سأل أحمد بصوت مرتجف.
أجابه الصوت بصوت خافت “أنا مرسل لأخذ روحك”.
تملك الرعب من أحمد، فحاول الهرب، لكنه لم يستطع. شعر وكأنه مقيد في مكانه. بدأ يتذكر كل سيئاته، وكل الأذى الذي سّببه للآخرين. شعر بالندم والخوف من العقاب.

وفي تلك اللحظة، استيقظ أحمد من كابوسه المرعب. وجد نفسه في غرفة المستشفى، متصلًا بأجهزة طبية. أخبره الطبيب أنه تعرض لحادث سير، وأن شخصاً ما وجده وأنقذه.
أدرك أحمد أن الله قد منحه فرصة ثانية للحياة. قرر أن يستغل هذه الفرصة للتوبة والإصلاح.
شعر بسلام داخلي لم يعهده من قبل، وشكر الله على نعمته العظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى