«ملامح يناير» نثر: نعمة الخطابي

سمانيوز/خاص
ويغمرني دفء حضوره في أبرد الليالي، هو حبيبي الهادئ كما تكون السماء في صباحات يناير الباردة، العميق كما تكون القصص التي تكتبها الأرواح العظيمة، كل لحظة معه تصبح قصة ترويها الأيام، قصة لا تنتهي أبداً، تسكنني كما تسكن عيون الشعراء الحالمين.
كلماته تخرج من بين السطور كما تخرج المفردات المتناثرة من أوراق الكتاب، وبين صفحات الأيام تتكشف ملامحه أكثر فأكثر.
هو الذي يحمل بين يديه كل تفاصيل البدايات الجميلة، تلك البدايات التي تقفز بها القلوب إلى حيث النقاء، إلى حيث لا يطالها الزمان، وحين ذكراه آه كم تلمع عيناي كما تلمع النجوم في السماء. هو ليس مجرد شخصٍ هو أشبه برواية تُروى كل يوم بمشاهد جديدة، مليئة بالألوان والتفاصيل.
أما حين يبتسم فتشرق الدنيا كما لو كانت بداية فصل جديد من فصول الحياة، فصول مليئة بالحب والجنون. وحده الذي يمزج بين الحلم والواقع كما تمزج الأوراق بين الصفحات القديمة والجديدة، ينسج من خيوط الأيام قصصًا لا تُنسى، ويترك في الذاكرة آثارًا لا تمحى.
حبيبي الذي يضحك فيرقص قلبي، هو الأمنية التي أصبحت واقعًا مُنذ التقت أرواحنا، هو الجزء الأكبر من حياتي وجميع الأحلام التي طالما حلمتها.