آداب و ثقافة

«أحدهما تنازل والآخر أصبح كاتباً» خاطرة: زُبيدة أحمد الحريري

سمانيوز/خاص

رأيتُها وهي تقرأ العديد من الكُتب بشغف، تلتهم الصفحة تلوّ الأخرى، تنتهي من الكتاب الأول لتفتح الآخر، حسبتها تتسلق المعرفة لتنمو، سألتها عن سبب اهتمامها بالقراءة، انذهلتُ عندنا سمعتُ إجابتها، قالت لي إنها تُحاول أن تكتب، تريد أن تكتب نصاً مُبهراً، لذا تبحث عن كلماته بين الكتب، تركتها تنهي ما تفعله وبقيت أفكر كيف يمكن هذا؟! أنا لم أُتمم قراءة كتاب في حياتي، فكيف أصبحتُ كاتباً؟! كنت أتساءل عن هذا في الماضي، لكنّني الآن أعرف الإجابة وهي لأنني عميق وجوفي لا يُفيضُ كلمات، بل يكدّس المشاعر لتتراكم، وخوفاً لأن تقتلني أو أن تخرج بالمكان الخطأ أكتب، أكتب، أكتب لأنني أحب أفكاري فأخاف أن أنساها، ولأن المشاعر لا تُقال بل تُكتب، فأنا أكتب، فأكتب، ثم أكتب، لأنني أجيد الكتابة، فالكِتابة هي فعل تذكُّر، أكثر منها فعل نسيان! هي الهاتف الذي يُجِيبك عندما تكون كافة الخطوط الأخرى مشغولة!

وأحدهم سألني عن الكتابة لماذا أكتب؟ فَكانت إجابتي: أكتب لأشرح نفسي لنفسي، إنها طريقة لفهم كوارثي، لترتيب بعثرة الحياة، لأعيرها الإتساق والمعنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى