آداب و ثقافة

«من حضرموت» شعر : عبدالرب محمد ناجي السعيدي

سمانيوز/خاص

مِنْ حَضْرَموتَ بَدَتْ كُلُّ العَلاماتِ
فَاسْتَبشِروا يَاكِرامٌ بالِّذي آتِ

اسْتَقْبلَتْنَا رُبَى الأحْقَافِ في فَرَحٍ
عَادَاتُها عانَقتْ بالحِضْنِ عَادَاتي

اسْتَقْبلَتْنَا وَكَأسُ الحُبِّ يَغْمُرُنَا
وبَيْرَقُ المُلتٓقٓى فَوقَ العِمَارَاتِ

تَأَلَّقتْ أرضُ عَادٍ وانتشَتْ طَرَبًا
وَبَحْرُهَا مُرْفِلٌ في مَوجِهِ العَاتي

تَزيَّنتْ تَاجَهَا المَسلُوب مِنْ زَمَنٍ
وَرَأسُها رَافِعٌ فَوقَ المَجَرَّاتِ

مَاضَاقتِ الأرضُ في أبْنَاءِ جِلدَتِهَا
نَبْعُ السَّخَا كَفُهَا ،مَهْدُ الحَضَارَاتِ

رِجَالُهَا البَأْسُ وَالإقْدَامُ شِيْمَتُهُمْ
أَهَلُ الحَمِيَّةِ ، أَصَحَابُ البُطُولاتِ

هُمْ مَنْ عَلَوا رَايَةَ الإسْلامِ وانْتَشَرَتْ
هُمْ خَيْرُ جُنْدٍ وَمِنْ أَهْلِ الرِّيَادَاتِ

هُمُ الرَّصِيْدُ الَّذِي في القَلبِ مَخْبَأُهُ
وَإدِّخَارٌ لأَيَّامٍ عَصِيْبَاتِ

كنَّا وكَانوا وما زلنا لهم سَنَدًا
هُمْ خيْرُ صَحْبٍ وهُمْ أَهْلِي وَسَادَاتي

لَمْ تُعْثَرِ الخَيْلُ في مِيْدَانِهمْ أَبَدًا
لَقَدْ تَخَطَّوا عَلَى كُلِّ الجِرَاحَاتِ

قَدْ أَوصَدَوا كُلَّ بابٍ رٍيْحُهُ وخَمٌ
اسْتَحْكَموهُ عَلَى أَهلِ المَلذَّاتِ

أربابُهَا وحَّدُوا الأَرَاءُ وَارْتَسَمَتْ
أهْلُ الدَّهَاءِ وأرْكانُ المَشُورَاتِ

قد أخْبَرَونَا بَأَنَّ الشَّمسَ مَا أفَلَتْ
لَا مُسْتَقَرّ لَهَا تَجْرِي لِمِيْقَاتِ

بِالقُرْبُ مِنْ مَفْرِقِ الأيَّامِ مَا بَعُدَتْ
لَا رَيْبَ فِيْهَا سَتَأتي بِالغُدُوَّاتِ

بَعدَ الضَّيَاعِ رَسُونَا في مَوَانِئِهَم
ولَمْلمَوا شَعْثَنَا مِنْ بَيْنِ أَمْوَاتِ

وَأَبْحَرَ الفُلكُ فِيْنَا مِنْ شَوَاطِئِهم
لَمْ نَخْشَ دَرْكَاً وَلا مِنْ ظَالِمٍ عَاتِ

يَا صٓاحِبَ الوقتِ حَانَ اليومَ قَاصِفُهَا
اغْرِزْ بأَرْوَاحِنَا نَحْرَ العَدَاوَاتِ

نَحْنُ الَّذِي في وَغَىَ السَّاحَاتْ تَعْرِفُهُمْ
أَقْوَامَ كَرٍّ وَصَولَاتٍ وَجَولَاتِ

مَا أَثْقَلَ السِّيْفُ أَكَتَافًا لنَا أبدًا
وَلَا دَفَنَّا رؤوسًا كَالنَّعَامَاتِ

فَجَرِّدِ القَوسَ لا تَخْشَى مَضَارِبَهُمْ
نَحْنُ السِّهَامَ بأوقَاتِ المُلِمَّاتِ

طوقُ النَّجَاةِ صَنَعْنَاهُ بِقَبْضَتِنَا
  مُؤَمِّليْنَ عَلَى رَبِّ السَّمَاوَاتِ

عاثَتْ بِهِمْ مِنْ إلهِ الكَونِ عَاصِفَةٌ  
    .    تِسعَ سِنْيَنَ وَأَيَّامٍ حُسُومَاتِ

لَا تَألُو جُهْدًا لأَصْواتٍ مُبَرْبِرَةٍ
هَلْ تَفْزَعُ الأُ سْدُ مِنْ صَوتِ الهُتَافَاتِ

لَا يُؤْلِمُ الجُرْحُ مَنْ يَسعَى لإِخْوَتِهِ
إنْ كَانَ يَهْفُو إلى يَومِ المُلَاقَاةِ

شعر/
عبدالرب محمد ناجي السعيدي
امكنى بأبي مروان السعيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى