آداب و ثقافة

بوح خاطرة/ ثهلان الغرابي

سمانيوز/خاص

عمّا الصَمْتُ فِي الأَرْجَاءِ، وَتَكَاثَرَ الضَجِيجُ فِي كُلِّ الأَنْحَاءِ، وَأَنَا أَسِيرُ بَيْنَ كِلَا الطَرَفَيْنِ، أَسْمَعُ الضَوضَاءَ فَتُزْعِجُنِي، وَأَرَى غُمُوضَ الصَمْتِ فَأَتَخَيَّفُنِي. أَيَّ طَرِيقٍ سَأَسْلُكُهُ مَدَى الْحَيَاةِ؟! طَرِيقٌ مِثْلَ عَتَمَةِ الْكَهْفِ لَا يَسْكُنُهُ سِوَى الْخَفَافِيشِ، أَوْ طَرِيقٌ مُزْعِجٌ لَا يَرْتَاحُ الْقَلْبُ فِيهِ. إِلَى مَتَى سَأظلُّ عَلَى هَذَا الْحَالِ؟! إِنَّنِي أَخْشَى الْغَوْصَ فِي إِحْدَاهُنَّ فَأَغْرَقُ، وَلَا أَسْتَطِيعُ النَّجَاةَ مِنْهَا، وَأَخَافُ أَنْ أَسْلُكَ طَرِيقًا آخَرَ غَامِضًا يلوّنُ حَيَاتِي بِالسَّوَادِ.

لَقَدْ تَعِبَ الْفُؤَادُ، وَأَرْهَقَ الْعَقْلُ، وَهَدَّتِ الْحِيلُ بَدَاخِلِي… وَهَنا يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أَتَّخِذَ الْقَرَارَ… وَلَا بُدَّ لِهَذَا الْقَرَارِ أَنْ يَخْتَلِفَ عَنْ كِلا الطَرَفَيْنِ.

تَحَدَّثْتُ مَعَ نَفْسِي فَأَجَابَتْنِي:
“أَيَا فُلانُ، أَلَا تَشْفُقُ عَلَى حَالِكَ؟!
بَاتَتْ عُيُونُكَ سَاهِرَةً تُرِيدُ الْجَوَابَ
وَأَنْتَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ تَعُدُّهَا بِالصَوَابِ
فَإِنْ تَعِبْتَ مِنْ جَانِبَين يُودِيَانِكَ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ جَانِبًا تَرْتَاحُ فِيهِ حَالُكَ
وَتَجِدُ نَفْسَكَ بَيْنَهُمَا كَالْقَمَرِ يَشِعُّ
النُّورَ لِلأَرْضِ وَالسَّمَاءِ”.

وَهَنا أَدْرَكْتُ أَنَّ الْحَلَ فِي طَرِيقٍ يُعَاكِسُ طَرِيقَ الْمُشَاةِ. طَرِيق وَلَوْ سَلَكْتُهَا لِوَحدِي، لَكِنَّهَا سَتَبْقَى لِي طَرِيقَ السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى