آداب و ثقافة

حلم عدني خاطرة/ ريم درويش

سمانيوز /خاص

استيقظتُ منزعجة من جلبة الطائر الذي يحطُّ على الشجرة القريبة من منزلنا. التفتُّ إلى الساعة التي تزين الحائط، فإذا بها تشير إلى التاسعة صباحًا. تمطّيتُ يمنةً ويسرة، ثم نهضتُ متوجهةً إلى الحمّام. وبعد أن فرغتُ من الاغتسال وتنظيف أسناني، عدتُ إلى سريري لأعيد ترتيبه، كما اعتدتُ منذ طفولتي، فقد علّمتني أمي ذلك منذ أن كنت صغيرة… وها أنا الآن أبلغ العشرين من عمري.

أخذتُ الهاتف أتحرّى إن كان هناك ما يستحقّ الانتباه. فتحتُ الإنترنت، وأخذت أتصفّح “الفيسبوك” و”الواتساب”، وإذا بي أُفاجأ بخبر منشور على “الفيسبوك” يفيد بانخفاض سعر الصرف، وأن الرواتب في طريقها للصرف. انتفض قلبي فرحًا، فهذا يعني أنّ الوقت قد حان لأشتري ما كنت أتمنّى.

واصلتُ التصفّح، وإذا بخبر آخر يُدخل على قلبي فرحًا أعظم: الكهرباء ستعود دون انقطاع! أي أن معاناتنا مع الحرارة والحساسية التي أثقلت جسدي ستنتهي. كدت أطير من السعادة.

تابعتُ تصفّحي، وإذ بصفحة أخرى تُعلن عن افتتاح المدارس والجامعات برسوم رمزية! هرعتُ مسرعة إلى المطبخ حيث كانت أمي تُعدّ الفطور…

– أمي، أمي!
أمي: ما بكِ؟
– هل سمعتِ آخر الأخبار؟
أمي: لا، خيرًا إن شاء الله، ماذا جرى؟
– كلّ الخير يا أمي! أظن أنّ الحياة ستتغير! سنعيش في هدوء وسلام، وسنهنأ بالكهرباء، وسنأكل اللحم وجميع أنواع الأسماك، وسنخرج للتنزه بلا هموم، وسنعود إلى مقاعد الدراسة، وسألتحق بالجامعة التي أحلم بها دون أن يقلقني من أين سندفع الرسوم! سنعيش يا أمي، سنعيش حقًّا!

أمسكتُ بيدها وطفنا معًا في المطبخ كما لو كنّا نرقص من الفرح، وكانت تضحك بمرحٍ يشبه ضحك الأمهات حين يُبتهجن ببناتهن.

أمي: تمهّلي يا ابنتي، ستوقعينني!
– لا تقلقي يا أمي، لن أدعكِ تسقطين. إنني في غاية السعادة اليوم. عدن ستعود كما كانت في الماضي.. بلا هموم، ولا خوف، فقط أمنٌ، وحياةٌ سعيدة، واستقرار.

تركتُ أمي تُكمل إعداد الفطور، وعدتُ إلى غرفتي مفعمة بالنشاط والحيوية. وبينما أسير بخفة، اصطدمتُ بتحفة ملقاة على الأرض، تسببت بألمٍ في قدمي، فصرخت: “آااه!”
وفجأة… استيقظت.
نعم، كان كلّ ما حدث حلمًا. حلمًا جميلاً يشبه أحلام كلّ عدنيّ وكل شخص يعاني حتى من مختلف المناطق..
ذلك الحلم الذي يسكن قلوبنا جميعًا، بأن تتبدل الحياة يومًا ما، ونحيا في سلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى