آراء جنوبية
همس اليراع.. إلى جماهير الجنوب الغاضبة!
لا شك أن الجنوب يمر بمرحلة دقيقة وحاسمة يتوقف على مساراتها كل المستقبل الجنوبي ويترتب عليها مصير أحلام الملايين من الجنوبيين الذين يتوقون تطلعاً إلى الحرية والكرامة والخلاص من سياسات الإفقار الممنهج والفساد الممؤسس ومحاولات إعادة الجنوب إلى أجواء صبيحة 7/7 المشؤوم من قبل نفس العصابة ونفس تحالف الشر والأشرار الذين يعيدون ترتيب صفوفهم وترميم تحالفاتهم لمواجهة الجنوب ولا أحد غير الجنوب والجنوبيين.
لقد أوضح بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الصادر في 3 أوكتبر الجاري، مهمات اللحظة التاريخية الحاسمة والمتمثلة في إسقاط حكومة الفساد والتجويع والإفقار واستعادة الجنوبيين لحقهم في تقرير شؤونهم بحريتهم الكاملة.
بيد إن هناك كثير من المشككين والمروجين والمضللين والمتلاعبين بوعي الناس البسطاء الذين يصورون لهم مطالب الشعب الجنوبي بالخروج من مستنقع الفساد على إنها دعوة للفوضى والتخريب والنهب والسلب، ويجد هؤلاء لهم تربة خصبة لدى الكثير من الطيبين الذين يتأثرون بسطحيات الكلام ورتوش الدعايات المغشوشة وبريق العبارات المنمقة، ولذلك فإن أمامكم تحدياً جدياً يتمثل في الحفاظ على نبل المقاصد الوطنية التي دفعتكم إلى الثورة على سياسات التجويع الممنهج التي تتبعها حكومة بن دغر بتخطيط وتوجيه من عصابات مدرسة عفاش المستحوذة على صناعة القرار في مركز الشرعية والحريصة على إجبار الشرعية على مواجهة شعب الجنوب بدلا من مكافأة هذه الشعب الجبار الذي أثبت قدرته على هزيمة المشروع الانقلابي الإيراني خلال ثلاثة أشهر فقط حينما ربضت الآلاف المؤلفة عند الكيلومتر الثلاثين شرقي صنعاء منذ ما يقارب ثلاث سنوات وحولت الحرب إلى مشروع استثماري تتقاسم عوائده مع الطرف الانقلابي.
ما أود التنبيه إليه في هذه الرسالة هو الحذر ثم الحذر ثم الحذر من المندسين والعابثين والمزروعين بين صفوفكم الذين قد يتظاهرون بنصرة قضيتكم لكنهم سيعملون على تشويه صورة هذا العمل المدني السلمي العظيم الذي تجترحونه في هذه اللحظة التاريخية وهنا أتمنى التنبه لما يلي:
1. الحرص على حماية المؤسسات الحكومية ومحتوياتها وما تبقى من أصولها مما لم تصل إليه يد الفساد والعبث والتخريب (الشرعي) وحماية تلك الأصول من أي عابث أو مستهتر.
2. عدم التعرض للموظفين الحكوميين ممن لم يقاوموا مسيرتكم المباركة ودعوتهم جميعا إلى الانحياز إلى صف الشعب والكف عن الرهان على من أوصلونا وإياهم إلى الموت جوعا.
3. ليست لنا عداوة مع كل من ناصر الشرعية أو ظن فيها خيرا فهؤلاء أهلنا وبنو جلدتنا ، وما لم يواجهوا مسيرة الشعب ولم يقفوا في طريقها فهم أحرار بقناعاتهم الفكرية وستبرهن لهم الأيام أنهم كانوا مخطئين، مثلما أخطأ الكثير منا عندما اعتقد أن تسليم السلطة لهذه الشرعية الفاسدة والفاشلة سيعيد للناس حريتهم ورخاءهم وأمنهم واستقرارهم وكرامتهم وهذا ما لم يحصل كما تعلمون.
4. التنسيق مع قيادات السلطات المحلية في المديريات والمحافظات ودعوتها للانخراط في مسيرة الشعب الجنوبي واحترام إرادته، ” ومن اختار مناصرة شعبه فهو آمن” بغض النظر عن مواقفه السابقة حتى يوم أمس (ما لم يكن متورطاً في جرائم جسيمة يحاسب عليها القانون) وهذا ما سيتولاه القضاء المختص قريبا بإذن الله.
5. إن وسيلتنا النضالية هي السلم ولا شيء غير السلم وعليه يتوجب عدم الانجرار إلى أية وسيلة غير سلمية، وعدم التعرض لرجال الأمن والقوات المسلحة الجنوبية من مختلف التخصصات بما في ذلك إخوتنا وأبناؤنا من قوات الحماية الرئاسية، الذين لم يتورطوا في أي عمل قد يزهق الأرواح ويريق الدماء.
6. ومن هذا المنطلق نتوجه بالدعوة الصادقة إلى إخوتنا وأبنائنا في السك العسكري والأمني بما في ذلك قيادات وأفراد الحماية الرئاسية وقيادات وأفراد وزارة الداخلية، إلى الوقوف في صف الشعب الجنوبي واحترام خياراته، ومن يتردد في نصرة القضية الجنوبية وفضَّل الوقوف على الحياد فهذا حقه الذي يجب احترامه، لكننا ننصحهم جميعا بعدم الوقوف في صف سارقي لقمتهم وناهبي حقوقهم والمتاجرين بدمائهم وأرواحهم، واحترام إرادة الشعب الجنوبي المدافع عنهم والمناضل من أجل رفع الظلم عنهم واستعادتهم حقهم التاريخي.
7. وبالنسبة لإخوتنا العسكريين والأمنيين من أبنا الشمال، نقول لهم: ليست لنا مشكلة معكم كأفراد، فمشكلتنا هي مع الجماعة المفسدة الفاسدة الظالمة والعابثة التي عبثت بأرضنا وأرضكم، ونهبت حقنا وحقكم، وصادرت تاريخنا وتاريخكم وتاجرت بدمائنا ودمائكم، ولذلك فأمامكم خياران لا ثالث لهما، إما الوقوف في صف هذه العصابة لتستمر الاستثمار في دمائكم ونهب مستحقاتكم لتبني بها شركات ومؤسسات وأرصدة قادتها، وإما احترام حق الشعب في تقرير مصيره بيده، ومن شاء الوقوف على الحياد فهذا حقه ومن احترم إرادة شعبنا الجنوبي فلن يكون إلا محل احترام وتقدير وحماية من قبل القيادة الجنوبية ومؤسسات الجنوب الأمنية والدفاعية مثله مثل أي مواطن جنوبي.
8. إحذروا من المزايدين من أصحاب الأصوات المرتفعة والأفعال المشبوهة فهؤلاء قد يتصنعون الثورية والحماس المزيف لكن قد يكون من بينهم من يندس بين صفوفكم للتخريب والتشويه وحرف مسيرتكم النبيلة عن أهدافها السامية.
9. انفتحوا على كل القوى السياسية الجنوبية المنادية بحق الجنوب في تقرير مصيره واقبلوهم في صفوفكم وادعوهم لتجسيد أصواتهم الشريفة المنتصرة لقضية الجنوب من خلال الانخراط في هذه المسيرة المباركة، فالقضية الجنوبية ليست قضية المجلس الانتقالي وحده، بل إنها قضية كل الشعب الجنوبي بكل أطيافه السياسية وتوجهاته الفكرية.
10. لا تتعرضوا للمواطنين العزل من السلاح ولا تفتحوا معارك جانبية مع من ليس معكم، لأن من ليس معكم اليوم سيكون معكم غداً فمسيرتكم هي مسيرة البسطاء والفقراء والمظلومين ، وما أكثر المخدوعين من هؤلاء ممن لا يستطيعون اكتشاف الحقيقة من الزيف والحق المعتَّم عليه من الباطل الملبَّس بثوب الحق.
ثورتكم هي ثورة العدل ضد الظلم والحق في وجه الباطل ووسيلتها هي العدل والحق ولا يمكن لثورة عادلة أن تكون أدواتها ظالمة، فتحاشوا واحذروا الوقوع في مزالق وأخطاء سوء التعبير عن أحقية وعدالة قضيتكم.
والحق معكم والنصر حليفكم بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- من صفحة الكاتب على فيس بوك.