الإعلام الجنوبي وضرورة تسخيره وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية الجنوبية
كتب/ عبدالحكيم الدهشلي
بما أن الإعلام الجنوبي يتركز بدرجة كبيرة على جهود الناشطين الجنوبيين، نناشدهم بتسخير جهودهم الإعلامية، وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية الجنوبية، لحيث من الملاحظ أن جل الناشطين الجنوبيين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ثابتون على رتم واحد في نشاطهم الإعلامي المركز على ممارسات ومخططات، وأهداف منظومة الاحتلال اليمني، التي باتت معروفة،لأن وجود هذه المنظومة أساساً لتنفيذ تلك المخططات وتحقيق الأهداف المرسومة لها سلفاً، والتي تسخّر لها جل الإمكانات والجهود، وهذا اسلوب اي نظام استعماري يحتل بلد ما في اي زمان ومكان، وليس بالغريب على شعب الجنوب ومتوقع ذلك، ولهذا أود القول بأن الاستمرار على نفس المنوال، ومهما كانت الجهود المبذولة ستظل الرسالة الإعلامية الجنوبية مبتورة،ولن تكتمل الا بالتنويع، والتطرّق إلى كافة الجوانب، والقضايا التي تهم الجنوب وشعبه وقضيته الوطنية العادلة، وطرح الرؤى والمقترحات لإيجاد المخارج والحلول لمواجهة مخططات الأعداء، وإفشال اهدافهم، لأن الاستمرار على ما نحن عليه يشعرنا وكأننا حققنا أهدافنا، ومكتفين بذلك، ونشعر الأطراف الدولية من ذلك بأننا مقتنعين بإعادة صياغة ما كان يسمى بالوحدة بأي طريقة أخرى، لاسيما بعد أن صار إعلامنا لا يسمي الاحتلال بمسماه الحقيقي احتلال، واقتصر التركيز على طرف أو طرفين من اطراف منظومة الاحتلال اليمني الخمسة من جهة، واستمرار فتح الطرقات لتدفق البضائع والتعزيزات لمناطق سيطرة الحوثي، واستمرار فتح التنقلات بين الشمال والجنوب، المقتصر على تنقل الشماليين فقط من جهة أخرى، في الوقت الذي فيه جبهات القتال مشتعلة بين الطرفين، وبالتالي سهلنا لهم عملية الاختراقات، وتكوين الخلايا، والعصابات المختلفة، لإبقاء وضع المحافظات الجنوبية غير آمن، تتخلله الفوضى وانتشار العصابات بمختلف مسمياتها، مع أن تأمين وتنظيم محافظاتنا محسوب علينا قانونياً،واي اختلالات تحصل نجد كل أصابع الاتهام تشير إلى الانتقالي الجنوبي،وتحميل الأمن الجنوبي نتائجها.
مع أن هذه المرحلة تعد مرحلة اختبار حقيقي لقدراتنا على إدارة محافظاتنا، بفرض النظام والقانون ونشر العدل لتسيير حياة الشعب ورفع المعاناة، والظلم عن كاهله، وهذا يعد المقياس بيننا وبينهم، لكن للأسف اجبرونا على التقيّد بهم، ووجدنا أنفسنا ننفذ مخططاتهم والسير بنفس أساليب وطرق إدارتهم من دون قصد، ولا قناعة،وفوق هذا ينسبون الإخفاق لنا، والإنجاز لهم.. ولهذا أرى بأن تغيير هذا الواقع بات ضرورة بالنسبة لنا نحن الجنوبيون،من خلال الضغط على قيادتنا، والعون لها، بإصلاح الأختلالات الحاصلة، وترتيب وضعنا الداخلي الجنوبي، الذي يعني الكثير بمفهومه العام،وعلينا خفض من حدة التغني بالنجاحات والتفوق،الذي يأتي من باب الحرب الإعلامية، ولم يعد له تأثير عليهم، لأننا لسنا في معزل عنهم بل يعيشون بيننا، وعددهم أضعاف أضعافنا، وكذا التقليل من محاولات التبرير للأخطاء، والتقصير، والتغاضي عن عمل الأسس والمرتكزات لبناء الدولة، وعن ترحيل المهام الحتمية، في الوقت الذي فيه هذه الخطوات تأتي في إطار بنود اتفاق ومشاورات الرياض، وهو الأمر الذي يمنحنا الصفة القانونية للقيام بها على الواقع بكل شجاعة.. ناهيك عن المقومات والمبررات الأخرى المسنودة بقوة الحق والقانون الدولي.
وعلينا أن ندرك بأنه لن يأت الآخرون ليقومون بعمل مايحتم علينا عمله نحن الجنوبيون، إذا ما أردنا استعادة دولتنا بأقل خسائر وأقصر الطرق، لان استعادة وبناء البلدان تأتي وفق أسس،وعمل على الأرض على مختلف الأصعدة، والمستويات، وهذا العمل إذا ما تجسد على الأرض، هو من يأتي بالمؤشرات لاستعادة الدولة،وليس بالشعارات والتغني بالانتصارات والإنجازات،التي هي لازالت بعيدة عن آمال وطموحات شعب الجنوب.
وللحديث بقية.