آراء جنوبية

لن تستطيعوا تكميم أفواهنا بتهديداتكم !!!

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط جنوبي
إنه لمن غرائب هذا الزمان و عجائبه التي تثير الدهشة في الكثير من الأحيان أن تجد أولئك الذين تملكتهم الجرأة الوطنية وحاولوا انتقاد بعض الظواهر السلبية السائدة والناجمة في كثير من الأوقات عن الإهمال الوظيفي أو الفساد المالي والإداري السائد في مفاصل الكثير من مرافق الدولة الخدمية و المتوارث عن السلطة السابقة وماخلفته من تركة مثقلة في العديد من مرافقنا الحكومية والتي لازالت يعمل بمقتضاها إلى يومنا هذا والتي أدت إلى التدهور الخدمي في مختلف مناحي الحياة والتي عانى منها المواطن البسيط أيما معاناة لتحمله كل تبعاتها وأعبائها التي وضعت على كاهله ولم يستطع منها انفكاكآ لأنها مرتبطة بأمور حياته اليومية التي لا يستطيع الإستغناء عنها أو الحياة بدونها باعتبارها جزءآ هامآ من ضروريات البقاء كالماء والكهرباء والنظافة والصرف الصحي و صحة البيئة والصحة العامة — كل هذه الأساسيات الضرورية كمطلب مهم و ملح من متطلبات الحياة والتي بات المواطن في حوطتنا الأبية الباسلة الصامدة يفتقر إليها ويعاني الأمرين في البحث عنها فلم يجد إليها سبيلا !
هذه المعاناة الحقيقية التي ذكرناها والتي لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يتجاهل ما يعانيه أهل حوطتنا المحروسة منها لايمكن لها أن تمر مرور الكرام أمام من قلنا عنه أنه يمتلك الجرأة الوطنية التي تدفعه للتغيير والتصحيح وكيف له أن يسكت وهو يرى كل هذا العبث رؤيا العين المجردة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرآ فليغيره بيده و إن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان )
وقياسآ على هذا التأدب الديني الذي علمنا إياه حبيبنا المصطفى صلاة الله و سلامه عليه نرى البعض ممن تملكهم شيئ من هذا الشعور الديني الأخلاقي التربوي وهم يرون هذا المنكر الماثل أمامهم و الواضح وضوح العيان القيام بمحاولة تغييره بأسلوب النقد الهادف البناء و بالكلمة الشريفة المعبرة التي ترمي إلى البناء و ليس الهدم بغية تغيير هذا الواقع المتردي المتوارث من حقبة زمنية قد سحقها شعبنا في الجنوب العربي وطردها إلى غير رجعة ليعيش مرحلة جديدة من مراحل البناء السليمة و الصحيحة التي نقضي من خلالها على كل الظواهر السلبية المتوارثة والسير بخطا حثيثة نحو النهوض والعمران لما من شأنه تحقيق طموحات وآمال شعبنا في الحياة الكريمة التي تكفل له تلبية كل احتياجاته في حياة سعيدة هانئة على أرضه التي ضحى من أجلها بكل غال ونفيس
إلا أننا و للأسف الشديد نجد بعض مسؤولينا ممن أنتجتهم المرحلة الراهنة ليس عن خبرات وقدرات و كفاءات و إنما كاستحقاقات لتقديم الولاءات لم تتقبل صدورهم الضيقة لهذا النقد الهادف الذي يسعى إلى مكافحة الفساد وكشف وتعرية منابعه ومحاولة تجفيفها وبدلآ من أن يوجهوا كلمة الشكر والعرفان بل وأن يمنحوا الشهادات التقديرية لهذا أو ذاك ممن استطاعوا فضح وتعرية مواضع الفساد والإفساد هنا وهناك لما من شأنه التخلص من هذه التركة الثقيلة والدخيلة على شعبنا في جنوبنا العربي الغالي والتي خلفها لنا المحتل بسياساته الخاطئة التي تضمن بقاءه واستمرارية تواجده على تراب جنوبنا الجبيب ومحافظتنا ممثلة بحوطتها المحروسة بالله جزءآ لا يتجزء منه وعانت ما عانت من مثل هذه الممارسات السلبية وكان لزامآ علينا استئصالها من جذورها بتظافر كل الجهود الحكومية والشعبية حتى لا تقوم لها قائمة
إلا أن بعضآ من حكامنا ممن قد ابتلينا بهم اليوم لا يحلو لهم ذلك فتجدهم يحاولون تكميم تلك الأفواه بكل ما أوتوا من قوة وسلطة وجبروت بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى بل وقد يصل الأمر عند البعض منهم القيام بتهديد أولئك المخلصين الغيورين على مدينتهم التي نمو وترعرعوا فيها ولم يعجبهم ما وصلت إليه من إذلال ومهانة في قارعة الطريق أمام مرأى ومسمع من الآخرين وبتصرفات طفولية رعناء دون حياء أو وجل
ومن هنا يأتي التساؤل من الكثيرين لولاة أمرنا :
أما كفاكم تعذيبآ واستهانة بهذه المدينة المسالمة التي باتت مغلوبة على أمرها رغم ما قدمته من تضحيات جسام على مر التاريخ ؟
أهذا هو التعبير عن معنى الوفاء لتلك المدينة الطيبة الحنونة التي احتضنتكم جميعآ ونعمتم ومازلتم تنعمون بخيرتها ؟
إن هذا والله لهو الجحود الدفين والنكران المبين
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( لوأن نعجة عثرت في أرض العراق لسألني الله عنها يوم الحساب ))
والحوطة التي هي في متناول أيديكم تعاني ماتعانيه ! فأين أنتم ذاهبون ؟ !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى