آراء جنوبية
التعيينات الإدارية في الدرجات الوظيفية العليا للوظيفة العامة تكليف و ليس تشريف
فشغل المناصب الإدارية في أي مرفق من المرافق أو أي مصلحة إدارية ليس حكرآ على أحد أو إرث شخصي يرثه المرء أبآ عن جد و كابر عن كابر … و إنما تأتي بحسب الخبرة و الكفاءة و الإقتدار أو نتيجة للتنقلات الوظيفية أو إجراء عمليات تغيير شاملة تتطلبها المرحلة نتجة للرؤية التي تحتاج إليها ووفقآ لاستراتيجيتها الشاملة … وعلى كل حال فهذا أمر ضروري تتطلبه جميع المراحل لإحداث نهضة نوعية ما في الأداء الوظيفي و الإبتعاد به عن حالات الركود و الجمود و ربما التقصير التي قد يعاني منها أي مرفق في مرحلة من مراحله لهذا السبب أو ذاك … وفي حقيقة الأمر هذه مسألة حضارية تدفع إلى التنافس الشريف و الأمانة و النزاهة و الشفافية و مضاعفة الجهود و الإرتقاء بالأداء الوظيفي و المهني إلى الأفضل لما من شأنه الدفع بعجلة النهوض و التنمية إلى الأمام و تحقيق المصالح العليا للوطن و المواطن ..و هذه هي سنة الله في خلقه – وتلك الأيام نداولها بين الناس – ولا يعني بالضرورة أن تغيير مسؤول ما واستبداله بآخر أن ذلك ناتج عن قصور منه في أدائه الوظيفي أو ناجم عن حالات فساد أو إفساد في العمل … فقد تحدث هذه العملية كأسلوب اعتيادي في بعض الأحيان أو للدفع بخبرات جديدة أو دماء شابة في سبيل الإرتقاء بالعمل و إحداث نقلات نوعية لربما تساعد في إحداث معدلات جديدة في الأساليب العملية الناتجة عن الرؤى و الأفكار الناجمة عن المتغيرات الحديثة و ما يصاحبها من طموح وتطلعات تعود بالنفع على الجميع .
كما أنه لايعني في جميع الأوقات أن المسؤول المقال من هذه الوظيفة أو تلك التي كان يشغلها بأنه سيذهب إلى سلة الإهمال أو ستطوية صفحة النسيان …فكثير من الإحيان نرى العديد ممن تم تغييرهم و مكثوا فترة وجيزة فإذا بهم في مواقع أفضل و أرقى مما كانوا عليه و بحسب الضرورة و الإحتياج و الأثر الذي يتركه الإنسان في عمله و معاملاته ..فلربما تقال من موقع ويكون مخططآ لك لتتبوء موقعآ أعلى وفقآ للقدرات التي تتمتع بها .
إلا أننا وللأسف الشديد نلاحظ أن بعض المسؤولين أو المدراء إذا جرت عليه عملية التغيير واستبداله بآخر يقيم الدنيا و لا يقعدها و يتشبث بموقعه و كأنه ملك شخصي له و يرفض و بشدة عملية الإستلام و التسليم و هو يدرك تمام الإدراك أنه في الأخير سيسلم أسوة بغيره لأن القرار قد صدر و أن هذه الهليلة ليس منها سوى لعل و عسى التي لن تكون …. ولن يجديه من ذلك إلا إثارة التساؤلات و الوساوس و الشكوك من حوله عن أسباب تمسكه بذلك الموقع الذي يعتبر تكليفآ و ليس تشريفآ و أمانة ثقيلة تبرأت منها الجبال الراسية و حملها الإنسان الجهول الظالم لنفسه
وعليه فأنه يتوجب على المرء أن يتحلى بالشفافية و يرتضي بما قسمه الله له و أن يضع المثل الشائع و المتداول عند الجميع – لو دامت لغيرك ما وصلت إليك – نصب عينيه و الخيرة فيما اختاره الله