آراء جنوبية

حوطة بلجفار: من تحت أكوام القمامة تستغيث ، فهل من منصف أو مغيث؟!!!

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط اعلامي جنوبي
لم تزل حوطة بلجفار الغناء الوارفة الظلال في عهودها الغابرة ترزح تحت وطأة أكوام القمامة المتكدسة في الشوارع والحواري و الأزقة ناشرة في محيطها الكثير من الأمراض و الأوبئة التي تعصف بصحة المواطنين وحياتهم …ناهيك عن طفح مياة المجاري بين الفينة و الأخرى تاركة وراءها ما يندى له الجبين أمام مراى و مسمع الجميع دون أن يحرك أحد ساكنآ و كأن ذلك الأمر الشنيع لا يعنيهم في شيئ .
فهاهي إدارة التربية و التعليم ذلك الصرح التنويري الذي ينشر العلم و المعرفة و يعمل على بناء الأجيال و تهذيب أخلاقهم لم يسلم محيطه من انتشار النفايات و تكدس أكوام القمامة القاذورات أمامه ليطل من نوافذه كل صباح على ذلك الإستهتار العبثي دون أن يعير القائمون على النظافة في حوطة لحج ذلك الأمر الشائن التفاتآ … و هاهو بيت الله و حرمة مسجده لم يسلم من ذلك العبث المقيت الذي يبعث إلى النفس السخط والإشمئزاز كلما مر الإنسان في شارع التربية أمام مسجد الرحمن وشاهد بأم عينه مايثير الإستهجان من تلك النفايات المتراكمة في محيطة بالأكوام دون أن ينظر إليها بعين الإهتمام … ولم تراع فيه قدسية المكان – فهل من مذكر – …
وها هو شارع المالية لم يكن بمنأى عن الأذى فلم تزل تتكدس في فنائه أكوام النفايات و القاذورات التي تحيط بها المساكن من كل الجهات دون أن تمتد إليه يد الرعاية و العناية لتنتشله من الوضعية المزرية التي يعاني منها …و و و… أماكن كثيرة و شوارع عامة مفتوحة تستطيع الجهات المختصة أن تصل إليها بكل سهولة ويسر لتخرجها مما هي فيه لكن الوقت لم يحن بعد… فما بالك بالأماكن الضيقة التي يصعب الوصول إليها و ما يرزح تحته سكانها من معاناة يرثى لها القاصي و الداني … حتى مجرى السيول في حوطتنا المحروسة بالله لم يترك لحاله متهيئآ للقيام بمهمته التي وجد من أجلها ولم يحاول أحد العناية به بل ترك لتنهشه النفايات من كل جانب و تتراكم فيه بشكل مهول سدت منافذه أمام أي سيول قد تأتي في أي وقت حتى جعلت المواطن المغلوب على أمره يدعو الله ألا تأتي السيول فتجد جميع منافذها قد سدت بأرتال القمامة المتراكمة بشكل عشوائي و جنوني فتتحول النعمة إلى نقمة لتأتيه بالكارثة من مأمنه لتغض عليه مضجعه وتزداد معاناته التي يرزح تحت أعبائها لما تسبب له هذه النفايات من أوبئة و أمراض….. الخ
نسمع كل يوم صخبآ مهولآ و ضجيجآ شديدآ كاد أن يصم آذاننا بإعادة حوطة لحج إلى سابق عهدها من النظافة و الأناقة و اللياقة و سيعود إليها و جهها المشرق البسام بطلعته البهية و حلتها السنية فيحذونا الأمل بالغد الأفضل لهذه المدينة التي عانت الكثير و تحملت الكثير و الكثير … فيصدمنا الواقع المزري عندما نخرج لنتأمل ما سمعنا عنه و تفاءلنا به خيرآ… فيفاجئنا بواقع آخر مرير باسط ذراعيه في كل مكان و كأن لسان حاله يقول أنا هنا فمن ذا الذي يستطيع إزاحتي …. ولا نعجب من ذلك فقد اعتاد القائمون على النظافة في حوطتي على الحملات الموسمية التي يهدر فيها الكثير من المال العام دون طائل ليعود الحال كما هو عليه من سابق بعد فترة وجيزة ليطلوا علينا بحملة جديدة مرة أخرى تنفق من خلالها أضعاف ما أنفقوه في المرة السابقة تذهب فيها ملايين الريالات أدراج الرياح و يبقى الحال محلك سر و هلم جر …. حتى أضحى المواطن البسيط يتسائل لماذا هذه الحملات العشوائية الموسمية التي لا تجدي نفعآ ؟!!! وأين هم عمال النظافة الذين يتقاضون أجورهم شهريآ من الخزينة العامة من الدور المنوط بهم و المتوجب عليهم القيام به في النظافة اليومية للمنطقة !!!!
ولماذا يجب تكديس النفايات للقيام بالحملات … أسئلة كثيرة يطرحها المواطن باحثآ من خلالها عن جواب فما من مجيب !!!
حتى باتت حوطة بلجفار من تحت أكوام القمامة تستغيث ، فهل من منصف أو مغيث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى