آراء جنوبية

الإنتصار لشرعية فقدت شرعيتها منذ أمد بعيد خيانة عظمى لدماء الشهداء لن يمحوها التاريخ ولا تنتهي بالتقادم

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط اعلامي جنوبي
برزت لنا على السطح في الآونة الأخيرة مجموعة من القيادات الجنوبية التي كنا نؤمل فيهم خيرٱ بالإنتصار لدماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات و ميادين الشرف و البطولة و الفداء دفاعٱ عن قضية شعبهم و حقه في العزة و الكرامة والحرية و تقرير مصيره الذي يرتضيه لنفسه في الإسثقلال و الإنعتاق من ذلك الكابوس المظلم المقيت الذي ظل جاثمٱ على صدور أبناء شعب الجنوب العربي ردحٱ من الزمن ذاقوا من خلاله مرارة الويلات العظام و المآسي الجسام ، الذي جعل من حياتهم نارٱ تستعر و جحيمٱ لا يبقي و لا يذر !!!
فإذا بهؤلاء الذبن كنا نؤمل فيهم الخير يفاجؤوننا بالحديث بكل صلف و عنجهية دون خجل أو وجل عن شرعية قد فقدت شرعيتها منذ أمد بعيد و ما تحققه من إنجازات في مختلف المجالات لا لشيئ إلا ليحققوا ما تتوق إليه نفسياتهم المريضة المصابة بداء حب الذات و أنانية الأنا من جني لثمار المناصب و المراتب و المكاسب على حساب دماء الشهداء و أنين الجرحى و دموع اليتامى و الأرامل و الثكالى التي لم تجف بعد ….
و إلا أين تلك الإنجازات التي حققتها شرعيتهم المزعومة المأزومة منذ ما بعد تحرير أرض الجنوب الطاهر على أيدي أبنائه و بعون و توفيق من الله جل شأنه و دعم الحلفاء من الأشقاء العرب غير سياسة التجويع و الإذلال و التركيع التي تمارسها كل يوم بأساليبها الملتوية بغية لي ذراعه حتى ينساق لمآربها و أهدافها الخبيثة الدنيئة للعودة به إلى مربع الصفر بعد أن انتصر لها و أعاد إليها اعتبارها و كبرياءها و مكنها من أن تجمع نفسها من الشتات فقابلت جمله و معروفه بالخسارة و الخذلان و بادلته الوفاء بالجحود و النكران !!!!!
فأي شرعية هذه التي تتحدثون عنها يا هؤلاء لتتكسبون و تثرون من ورائها و هي تدوس في كل لحظة على أشلاء ضحاياكم و تستمتع بصوت صراخ و أنين جرحاكم و تتلذذ برؤية دموع أمهات و زوجات و أبناء الشهداء و هي تذرف كل يوم دون أن تجد من يمسحها أو يحاول تجفيفها ليخفف عنهم معاناتهم و ويلاتهم و مآسيهم و ما قد استحوذ عليهم من شظف العيش و قلة الحيلة و انعدام الوسيلة بعد فقدهم للعائل و الكفيل فصارت حياتهم بؤسٱ و شقاء بعد سعادة و هناء دون مسعف أو مجير غير ما يشاهدونه حولهم من خراب و تدمير في ظل حكومة تجار الحروب و مصاصي دماء الشعوب …
أي حكومة تلك التي تنتصرون لها و أنتم تنظرون ما تقوم به من أعمال بشعة تجاه شعبها و جيشها و أمنها من تجويع و إذلال و مهانة و حرمانهم من أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة التي يتوق إليها كل إنسان حر …
فشرعية تحرمك من أبسط الخدمات الأساسية ذات الضرورة القصوى كالماء و الكهرباء و الإعانة و الإغاثة و المرتبات …. ألخ في هذه الظروف القاسية الصعبة و ما يصاحبها من غلاء فاحش و انعدام للمواد الأساسية و البنية التحتية تكون فاقدة لشرعيتها أمام شعبها الذي لم تعره أي اهتمام فلم يعبه و لم يعترف بها باعتبارها شرعية الفيد و المتاجرة بمعاناة الآخرين الذين يتضورون جوعٱ و بؤسٱ و شقاءٱ و هذا لم و لن يرتضيه أحد … فمالكم كيف تحكمون ؟!!!!!
نقول لمثل هؤلاء ممن آثروا مصلحتهم الشخصية الآنية الضيقة على حساب إخوانهم و أهلهم و ذويهم من أبناء جلدتهم ثوبوا إلى رشدكم و عودوا إلى صوابكم و خذوا العبرة و الموعظة الحسنة ممن سبقكم قبل فوات الآوان و قبل أن تندموا يوم لا ينفع ندم … اتقوا الله في أنفسكم و أهليكم يا هؤلاء و حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فالتاريخ لا ينسى أبدٱ و القادم لن يرحم أحدٱ … !!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى