أخبار دوليةتقارير

زيت طعام ودهون وطحالب وجوز هند.. الوقود القادم للطائرات.

سمانيوز / تقرير

على مدار الأسابيع الماضية، شهد مجال الطيران المدني حول العالم، خطوات فارقة في اعتماد “وقود الطيران المستدام” كلاعب أساسي بحركة الطيران العالمي في المرحلة المقبلة.
وقرر مطار “هيثرو”، أحد أكبر مطارات المملكة المتحدة، استخدام الوقود المستدام بشكل تجريبي قبيل انعقاد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بعد أن نجح تعاون استثماري بتزويد أول رحلة طيران طويلة المدى بين باريس ومونتريال بوقود مستدام “صُنع في فرنسا” في 18 مايو الماضي.

تسميات عديدة

وبدأ الحديث عن الحاجة المُلحة لإيجاد وقود بديل يستخدم في النقل الجوي، ويكون مستداماً، وأكثر اتساقاً مع الالتزام العالمي تجاه تقليل احترار الأرض، مبكراً، ففي عام 1999، أعدت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية IPCC تقريراً شاملاً، بناءً على  طلب المنظمة الدولية للطيران المدني ICAO.
وكان من أهم النتائج التي خلُص إليها التقرير، أن النقل الجوي يسهم بما مقداره 3.5% من مجموع “التأثير الإشعاعي”، وهو معيار قياس التغيُر المناخي، مقابل جميع الأنشطة البشرية الأخرى.
وتتعدد الأسماء التي تستخدم لوصف وقود الطيران الموازي، غير التقليدي، الذي تتجه إليه أنظار العالم حالياً، بوصفه الملاذ للتخلص من البصمة الكربونية لقطاع الطيران العالمي، بعيداً عن الخيارات الأخرى المطروحة لتقييد النقل الجوي وتحجيم آثاره في سياق التغير المناخي.
ويطلق على وقود الطيران غير التقليدي “الوقود البديل المستدام”، أو “وقود الطائرات المتجدد”، أو “وقود الطائرات الحيوي” غير أن التسمية الأكثر استخداماً بواسطة الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) هي “وقود الطيران المستدام SAF”.

كيف يعمل؟

“غير أحفوري” هي الخاصية الأساسية لوقود الطيران البديل، ما يعني أنه يعتمد على مصادر أخرى لتحقيق الاحتراق، وتوليد الطاقة، بخلاف المصادر الاعتيادية كالفحم والغاز الطبيعي والبترول.
وعلى الرغم من أن السمات الكيميائية والفيزيائية لوقود الطيران المستدام “SAF” تكاد تتطابق مع تلك الخاصة بوقود الطيران التقليدي، إلا أن مصادر الوقود البديل تتنوّع بشكل كبير، علاوة على ذلك، من الممكن أن يُمزج بأمان مع الوقود الاعتيادي بأي نسبة لتسيير الطائرات.
ووفقاً للموقع الرسمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، يمكن لـ SAF، أن يُنتج من مصادر مستدامة عدة، منها زيت الطعام المستخدم، والدهون الحيوانية، والمخلفات العمرانية والزراعية، وبعض المحاصيل غير الغذائية، فضلاً عن الطحالب البحرية.
ولا تعد ميزة استدامة المادة الخام لوقود SAF الميزة الوحيدة، فبحسب “إياتا” أيضاً، وصلت قدرته على تقليص الانبعاثات الكربونية في دورة حياة ثاني أكسيد الكربون إلى 80% في بعض الحالات، بالمقارنة بالوقود الأحفوري.

أول رحلة

وتُعد رحلة الطائرة العملاقة التابعة لشركة “فيرجين أتلانتيك” الإنجليزية في فبراير 2008، أول رحلة تقوم بها طائرة تجارية باستخدام وقود مشتق من خليط جوز الباباسو البرازيلي وجوز الهند، وفقاً لـ”بي. بي. سي”.
ومنذ ذلك الحين، تصاعد الاهتمام بالوقود المستدام، بعد أن كانت شركتا “بوينغ” و”فيرجين أتلانتيك” المبادرتdن لتجربة الوقود البديل.
واليوم، يتنافس على البيزنس الصاعد العديد من اللاعبين حول العالم، ومن أبرز الشركات “نسته” الفنلندية، و”توتال”، و”شيل”، “وورلد إنيرجي”، و”آير بي بي”، وغيرها، على اختلاف مواقعها من صناعة النقل الجوي.
ويُعد ارتفاع السعر، التحدي الأبرز لتعميم وقود الطيران المستدام، إذ قالت “إياتا” في بيان خلال أبريل الماضي، أنه أغلى ثمناً ما بين مرتين و4 مرات من الوقود العادي، لا سيما مع الكميات المحدودة، على الرغم من أنه استخدم في نحو 350 ألف رحلة حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى