أخبار دولية

الصين محور زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى جنوب شرقي آسيا.

سمانيوز/متابعات

سيصبح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أول عضو في إدارة الرئيس جو بايدن يزور جنوب شرقي آسيا، هذا الأسبوع، في محاولة لتأكيد الأهمية التي توليها واشنطن لتعزيز علاقاتها في المنطقة، بالتزامن مع تصديها لبكين.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن الولايات المتحدة أدرجت طيلة سنوات، مواجهة الصين في صلب سياستها الأمنية الوطنية، ووصفت إدارة بايدن التنافس مع بكين بأنه “أضخم اختبار جيوسياسي” في هذا القرن.
وبعد 6 أشهر على تنصيب بايدن، لا تزال دول جنوب شرقي آسيا تستكشف تفاصيل استراتيجيته، إضافة إلى خططه للتفاعل الاقتصادي والتجاري والعسكري مع منطقة المحيطَين، الهندي والهادئ. وقال أوستن خلال توجّهه إلى ألاسكا: “ستسمعونني أتحدث كثيراً عن الشراكات وقيمتها. هدفي هو تعزيز العلاقات”.
وأشارت “رويترز” إلى أن أوستن سيتحدث، في خطاب أساسي يلقيه في سنغافورة الثلاثاء، وخلال اجتماعات في فيتنام والفلبين، عن سلوك عدائي لبكين في بحر الصين الجنوبي، مشدداً على أهمية الحفاظ على المنطقة حرة ومنفتحة.
وتأتي رحلة أوستن بعد زيارة أولى لنائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، للصين يومَي الأحد والاثنين، تزامناً مع زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للهند، وهي شريك مهم آخر في جهود واشنطن لكبح بكين.

تشكيل جبهة موحّدة

ويعتبر خبراء أن زيارة أوستن مهمة لتوضيح أن جنوب شرقي آسيا عنصر حيوي في جهود بايدن. ونقلت “رويترز” عن غريغوري بولينغ، وهو باحث في شؤون جنوب شرقي آسيا بـ “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” (مقرّه واشنطن)، قوله: “تدرك الإدارة أن هذه المنطقة حيوية، ولذلك فهذا جزء كبير من الأمر: مجرد الظهور” في تلك الدول.

ورجّح دبلوماسي آسيوي أن تركّز إدارة بايدن الآن بقوة أكبر على آسيا، بعدما عالجت ملفات عالمية أخرى، مثل العلاقات مع روسيا وأوروبا، علماً أن زيارة أوستن المنطقة كانت مقررة في يونيو الماضي، لكنها أُرجئت نتيجة قيود في سنغافورة، مرتبطة بفيروس كورونا المستجد.
وسعت إدارة بايدن على نطاق واسع، إلى حشد حلفاء وشركاء للولايات المتحدة، لتشكيل جبهة موحّدة ضد ما تعتبر أنها سياسات اقتصادية وخارجية قسرية تعتمدها الصين في شكل متزايد.
وكانت إحدى ركائز هذه المساعي غائبة بشكل واضح، اقتصادياً وتجارياً، بعدما انسحب سلف بايدن، دونالد ترمب، من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، في عام 2017.
وذكرت “رويترز” أن الإدارة أوضحت أنها لا تستعجل الانضمام إلى هذه الاتفاقية، التي يعتبر منتقدون أنها ستكبّد الولايات المتحدة وظائف، لكنها تناقش إمكان إبرام اتفاقات أقلّ ضخامة، مثل تلك المتعلّقة بالتجارة الرقمية.

“ترجمة الأقوال إلى أفعال”

واستكملت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دراسة بشأن سياستها إزاء الصين، وأصدر أوستن توجيهاً داخلياً يدعو إلى اتخاذ مبادرات، لكن تفاصيل ضئيلة ظهرت في هذا الصدد.
وحافظت البحرية الأميركية على نمط ثابت من عمليات حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وقرب تايوان، ولكن يبدو أن ذلك لم يثبط من عزيمة بكين، وفق “رويترز”.

وتزعم بكين سيادتها على غالبية بحر الصين الجنوبي، فيما تطالب ماليزيا وفيتنام والفلبين وبروناي وتايوان بأجزاء منه، علماً أن تلك الدول ترحّب إلى حد كبير بالوجود الأميركي، في مواجهة عسكرة الصين للممرّ المائي، ونشرها خفر سواحل وأسطول صيد.
وذكر أبراهام دنمارك، وهو نائب مساعد سابق لوزير الدفاع الأميركي لشؤون شرق آسيا، أن واشنطن تقول “كل الأشياء الصحيحة بشأن التنافس” مع الصين، مستدركاً أن ثمة أسئلة بشأن كيفية “ترجمة الأقوال إلى أفعال واستثمارات”. وتابع أنه ليس واضحاً بعد “كيف سيبدو الأمر في ما يتعلّق بموازنتنا، وتموضع قوتنا، من حيث استثماراتنا في الدبلوماسية والبنية التحتية”.

القوات الأميركية في الفلبين

واعتبرت “رويترز” أن أولوية أوستن في الفلبين ستتمحور حول تحقيق تقدّم في تجديد اتفاق بشأن وجود القوات الأميركية على أراضيها، وهذا أمر يشكّل مصلحة استراتيجية حيوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، علماً أن الموعد النهائي لانتهاء صلاحية الاتفاق مُدّد لمرات.
ويرى محللون أن على أوستن تحقيق توازن بين إبراز التهديد الصيني، وتوضيح أن واشنطن تنظر إلى جنوب شرقي آسيا بوصفه أكثر من مجرد مسرح عمليات عسكرية.
وقال الدبلوماسي الآسيوي: “التركيز من المنطقة صائب، ووجود الجيش في الجوار أمر جيد ومرحّب به، لكن المرء يحتاج إلى استراتيجية اقتصادية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى