أخبار دوليةتقارير

بوادر حرب نووية قادمة.. «روسيا وكوريا الشمالية» كسر للعقوبات وتحد صريح للغرب وأمريكا …!

سمانيوز / تقرير

تخضع كل من كوريا الشمالية وروسيا الاتحادية لعقوبات دولية وضغوط قصوى على قرار البرنامج النووي والتجارب الصاروخية العابرة للقارات لكوريا الشمالية ، وكذا الحرب الروسية على أوكرانيا.

ومؤخرا أثارت الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضي 18 يونيو 2024م قلق دول عديدة ، إذ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من التقارب بين البلدين في حين قالت كوريا الجنوبية إنها تراقب الوضع عن كثب.

وتأتي الزيارة بحسب الكريملين استجابة لدعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ، وأوضح بيان أصدره الكريملين أن الزيارة تستقرق يومين ، وأن فيتنام ستكون المحطة الثانية للرئيس الروسي بعد زيارته لكوريا الشمالية. وأثمرت زيارة الرئيس بوتين لكوريا الشمالية عن توقيع اتفاق شراكة استراتيجية ومعاهد دفاع مشترك بين البلدين.

ويرى محللون دوليون أن الاتفاق بمثابة كسر علني للعقوبات الدولية المفروضة على البلدين، وأن المخاوف الغربية الأمريكية تضاعفت وارتفع مؤشر خطر المواجهة المباشر ، نظرا لامتلاك الدولتين ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات وبرامج متقدمة في علوم الفضاء والأقمار الصناعية ، وأن التقارب بين الدولتين قد يدفع صوب حرب نووية في ظل التوترات الحاصلة في أوكرانيا وبين الكوريتين الشمالية والجنوبية واستمرار التصعيد والضغوط الغربية الأمريكيّة على البلدين روسيا وكوريا.

اتفاق شراكة استراتيجية الأقوى منذ الحرب الباردة:

وبحسب وسائل إعلام روسية وكورية وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يوم الأربعاء الماضي 19 يونيو 2024م اتفاقا يتعهد فيه الطرفان بالمساعدة المتبادلة والدفاع العسكري المشترك في حال تعرض أي من البلدين لـ (عدوان خارجي) وهو اتفاق استراتيجي يأتي في الوقت الذي يواجه فيه كلاهما تحديات ومواجهات متنامية مع الغرب.

وبحسب تقرير لجريدة الحرة7 تحت عنوان (روسيا وكوريا الشمالية توقعان اتفاق شراكة يبدو أنه الأقوى منذ الحرب الباردة). قالت فيه لم تتضح تفاصيل الاتفاق على الفور، لكنه قد يمثل أقوى علاقة بين موسكو وبيونغ يانغ منذ نهاية الحرب الباردة. ووصف الزعيمان هذه الخطوة بأنها ترقية كبيرة لعلاقاتهما، بما في ذلك العلاقات الأمنية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإنسانية.

وجاءت القمة في الوقت الذي زار فيه بوتين كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ 24 عاما وأعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن مخاوف متزايدة بشأن اتفاق أسلحة محتمل تزود فيه بيونج يانج موسكو بالذخائر التي تحتاجها بشدة لحربها في أوكرانيا مقابل مساعدات اقتصادية ومساعدات مالية. وعمليات نقل التكنولوجيا التي يمكن أن تعزز التهديد الذي يشكله برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصاروخية.

وقال كيم إن البلدين تربطهما (صداقة نارية) وأن الاتفاق كان أقوى معاهدة بينهما على الاطلاق، مما يضع العلاقة على مستوى التحالف. وتعهد بتقديم الدعم الكامل للحرب الروسية على أوكرانيا.

من جهته وصفها بوتين بأنها وثيقة اختراق تعكس الرغبات المشتركة في نقل العلاقات إلى مستوى أعلى.

أهمية وتوقيت الزيارة:

في السياق تساءلت BBC عربي عن أهمية وتوقيت هذه الزيارة ؟ قائلة: أولاً.. هناك فضول طبيعي يحيط بالزيارة، إذ إنها المرة الثانية فقط التي يزور فيها بوتين كوريا الشمالية وكانت الزيارة الأولى عام 2000 في بداية رئاسته وكان حينها والد كيم، كيم جونغ إيل القائد الأعلى للبلاد.

ولكن الأمر يتخطى ما أهو أبعد من ذلك. فالعلاقات بين البلدين والتي لم تكن قوية على كافة الأصعدة خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، تحولت من علاقات متبادلة تسودها المجاملات إلى علاقات متبادلة تهيمن عليها المنافع وهو أمر يقلق الغرب.

وقال الكرملين إن المجال سيكون مفسوحاً لتعزيز علاقات عملية للغاية بين روسيا وكوريا الشمالية. وعلى الرغم من أنه يقال إن هذا يجب ألا يقلق أي شخص يوصي أولئك الذين يفكرون في مجابهة هذه العلاقات المزدهرة في أعادة التفكير في أبعادها.

وتدور الكثير من التكهنات حول ما الذي يريده الجانبان من بعضهما البعض ويبدو أن هذه التكهنات، خلُصت إلى أن الأمر يتعلق بتوفير إمدادات أمنية.

وبحسب سيرغي ماركوف أستاذ العلوم السياسية والمؤيد لبوتين قال؛ يُرجح أن روسيا تريد الحصول على ذخيرة وأعمال بناء وحتى متطوعين بغية القتال في الجبهات الأمامية في أوكرانيا.

ويضيف ماركوف قائلاً: إن بيونغ يانغ قد تحصل على منتجات روسية، فضلاً عن الحصول على مساعدة تكنولوجية لتحقيق أهداف عسكرية بما في ذلك برنامجها الصاروخي طويل المدى لتكون على مسافة قريبة من ضرب الولايات المتحدة.

ومما لاشك فيه أن روسيا تحتاج إلى إمدادات لحربها في أوكرانيا وقد أظهر تقرير جديد لوكالة بلومبيرغ نقلاً عن وزارة دفاع كوريا الجنوبية قولها، إن كوريا الشمالية نقلت ما يقرب من خمسة ملايين قذيفة مدفعية إلى روسيا.

وتعتمد روسيا على نقطة بيع رئيسية بشأن علاقتها مع كوريا الشمالية فموسكو تبحث عن شريك يشاركها الازدراء الشديد للعقوبات والغرب ومن ثم يريد هذا الشريك التجارة معها، فهذه نقطة بيع رئيسية لروسيا.

أكثر بلدان عرضة للعقوبات الدولية على مستوى العالم:

وبحسب بي بي سي عربي تعد روسيا وكوريا الشمالية أكثر البلدان خضوعاً للعقوبات الدولية في العالم. وقد فرضت عقوبات على كوريا الشمالية لتطويرها برنامجاً نووياً بسبب تنفيذها سلسلة من تجارب الصواريخ الباليستية. كما فرضت عقوبات دولية كبيرة على روسيا بسبب حربها على اوكرانيا.

وفي وقت سابق من هذا العام وجهت موسكو ضربة قوية للعقوبات المفروضة على بيونغ يانغ من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتمديد فترة عمل اللجنة المشرفة على العقوبات.

صداقة شخصية وكسر علني للعقوبات:

وبحسب المصدر ربما تكون هناك صداقة حقيقية بين الزعيمين حتى إن كانت صداقة حذرة وعملية. وقد أهدى بوتين للزعيم كيم في شهر فبراير 2024 سيارة ليموزين روسية فاخرة (فيما يعد انتهاكاً لعقوبات الأمم المتحدة).

وقال كيم خلال رسالة وجهها مؤخرا للرئيس بوتين، إن كوريا الشمالية (رفيق سلاح لا يقهر) لروسيا .

ولكن يمكن أن تكون العلاقات علاقات مصالح، مع عدم وجود خيارات أخرى.

وليكن الأمر صريحاً، فقد أصبحت كوريا الشمالية الآن ذات قيمة أكبر بالنسبة لروسيا المعزولة إذ ترى كوريا الشمالية أن موسكو بحاجة إلى أصدقاء.

و يستطيع بوتين ببساطة، من خلال زيارة كوريا الشمالية، إثبات لمنتقديه أنه قادر على فعل ما يريد وسوف يفعل ذلك.

فهل سيجد بوتين حلاً للعقوبات الغربية المفروضة على بلاده؟ نعم، يستطيع فعل ذلك في الوقت الحالي وفق بي بي سي عربي مضيفة:

هل ينجح في ذلك من خلال إقناع الآخرين بانتهاك العقوبات وبيع أسلحة لروسيا؟ فيما يبدو نعم.

فهل يكون ذلك من خلال إقامة علاقات جديدة مع دول حول العالم على الرغم من شنه بما يسمى بالعملية العسكرية الخاصة؟ إنه بالتأكيد يحاول.

وخلال المنتدى الاقتصادي الذي عُقد مؤخراً في مدينة سان بطرسبرج الروسية، لم يكن من قبيل الصدفة أن أحد ضيوف بوتين الرئيسيين كان رئيس زيمبابوي، وهي دولة أخرى تجرعت مرارة العقوبات.

وكانت روسيا تسارع الزمن حتى تظهر أن لديها العديد من الأصدقاء حول العالم الذين يشاطرونها نفس الرأي، من آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا .إذ ترحب روسيا بأي شخص غير راضٍ عن أساليب وتصرفات الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالفعل، أنه عندما وصل رئيس زيمبابوي، إيمرسون منانغاغوا، إلى سدة الحكم، أطلق الرئيس بوتين عبارات طنانة أثناء خطابه، متحدثاً عن (عالم متعدد الأقطاب) جديد في مقابل الغرب المتغطرس العازم على دعم (هيمنته العالمية) بأي ثمن.

وعندما استقل الرئيس بوتين طائرته أخيرا متجها إلى بيونغ يانغ، كان يعلم أن الصور ستلفت أنظار العالم ولن تترك مجالا للشك في أنه على استعداد للقيام بأعمال تجارية وسياسية مع شركاء من اختياره.

وبينما سيكون لدى الصين تحفظاتها الخاصة بشأن التقارب الروسي مع كوريا الشمالية. كما أن أي خطوط حمراء رُسمت عندما التقى الرئيسان بوتين وشي خلال أول رحلة خارجية للزعيم الروسي أثناء فترة ولايته الخامسة، تعد في حد ذاتها مليئة بالرمزية حول انحياز روسيا المعلن للشرق.

وليس بالضرورة أن يرحب المواطنون الروس العاديون بتقارب بلادهم المتنامي مع كوريا الشمالية مع الأخذ في الاعتبار الروابط الثقافية والتاريخية مع أوروبا والغرب. ويعد هذا الأمر واحداً من المخاطر التي سيتعين على بوتين التعايش معها، فضلاً عن أي خطوات جديدة قد تتخذها القوى الغربية في أعقاب اجتماع الرجلين القويين.

ختامًا..

إن تنامي التوترات ونشوء تحالفات بين بعض الدول ممن تمتلك أسلحة نووية وتعاني عزلة دولية ينذر إن العالم بات على اعتاب حرب نووية طالما أمريكا وأوروبا يسعيان إلى تجويع شعوب دول نووية عبر الاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية عليها أمثال روسيا وكوريا الشمالية ، فكل منهما لن تقف مكتوفة الأيدي وكما يقولون كثرة الضغط يولد الانفجار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى