أخبار دولية

تصعيد ثنائي على الحدود الهندية الباكستانية يعيد شبح الحرب

تجارب صاروخية وقرارات مائية متبادلة تثير القلق الإقليمي

سمانيوز/وكالات

تسارع وتيرة التوتر بين الهند وباكستان على وقع تداعيات هجوم كشمير الأخير، الذي أودى بحياة 26 شخصاً الشهر الماضي، لتدخل المنطقة مجدداً في حالة تأهب عالية تنذر بانفجار محتمل.

وكشفت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أمس، أن سلاح الجو الهندي وُضع في حالة استنفار قصوى، خصوصاً على الحدود الغربية مع باكستان، حيث أُمرت القواعد الأمامية في ولايتي راجستان والبنجاب بالاستعداد الفوري لتنفيذ عمليات قتالية عند الضرورة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلات «رافال» الفرنسية الصنع، المجهزة بصواريخ «سكالب» بعيدة المدى، قد تُستخدم ضمن خطط الرد العسكري المحتمل، إذ تتميز هذه الصواريخ بقدرتها على ضرب أهداف تبعد أكثر من 300 كيلومتر، ما يمنح الهند أداة ردع استراتيجية في أي مواجهة قادمة.

في المقابل، أعلن الجيش الباكستاني أمس تنفيذ تجربة صاروخية جديدة لصاروخ أرض-أرض يبلغ مداه 120 كيلومتراً، موضحاً أن الهدف من الاختبار هو التحقق من الجاهزية القتالية وتعزيز دقة التوجيه والملاحة المتقدمة. وجاء هذا الإعلان بعد تجربة مماثلة السبت الماضي، شملت إطلاق صاروخ بمدى 450 كيلومتراً.

وقالت قيادة الجيش الباكستاني في بيان إن “نجاح التدريب على الإطلاق يبرهن أن الدفاع الوطني في أيدٍ قوية”، مشددة على استعداد القوات المسلحة لأي تطورات طارئة، في ظل التصعيد الهندي الأخير.

في منحى جديد من التصعيد، شرعت نيودلهي باتخاذ خطوات للضغط على إسلام آباد في ملف المياه. وكشفت صحيفة «إنديا توداي» أن الهند أوقفت تدفق المياه من سد باغليهار على نهر تشيناب باتجاه الأراضي الباكستانية، في خطوة اعتُبرت تعليقاً فعلياً لأحد بنود معاهدة مياه نهر السند الموقعة بين البلدين منذ عام 1960.

وتنص المعاهدة على تقاسم ستة أنهار بين الهند وباكستان، حيث تذهب الأنهار الغربية الثلاثة (السند وغيلوم وتشيناب) إلى باكستان، فيما تسيطر الهند على الأنهار الشرقية (رافي وبيس وسوتليج). وأشارت الصحيفة إلى أن الهند قد تقدم على خطوات إضافية، تشمل قطع تدفق المياه من سد كيشانغانغا على نهر غيلوم.

من جهتها، توعّدت باكستان بالرد على هذا الإجراء، معتبرة أن المياه تمثل قضية سيادية لا تقبل المساس. وقال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، في مؤتمر صحافي، إن بلاده “لن تتخلى عن نقطة من مياهها”، مؤكداً في الوقت ذاته أن باكستان لا تسعى للتصعيد، لكنها “سترد بكل حزم إذا فرض عليها القتال”.

المشهد المتأزم بين القوتين النوويتين يثير مخاوف إقليمية ودولية من انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة. وبينما تلوّح الهند بالخيار العسكري وتضغط بورقة المياه، تستعرض باكستان قدراتها الصاروخية في رسائل متبادلة لا تخلو من الاستعداد للحرب، رغم التصريحات الرسمية من الجانبين بعدم الرغبة في التصعيد.

ويظل الترقب سيد الموقف، وسط تحذيرات من أن أي خطأ في الحسابات قد يُشعل نزاعاً تتعدى تداعياته حدود شبه القارة الهندية، ما يفرض على المجتمع الدولي التحرّك العاجل لاحتواء الأزمة ومنع انفجارها في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى