هل يمكن لإسرائيل وضع حد للنووي الإيراني؟.. خبراء يجيبون

سمانيوز/وكالات
منذ يوم الجمعة، يشنّ سلاح الجو الإسرائيلي حملة عسكرية مكثفة تستهدف البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، في عملية عسكرية تحمل اسم “الأسد الصاعد”، تهدف إلى شلّ قدرة طهران النووية.
ونقلت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية الاثنين 16 يونيو 2025، عن مصدر عسكري إسرائيلي أن “الوقت قد بلغ نقطة اللاعودة”، في تبرير لاختيار توقيت الهجوم، مضيفًا أن العملية تسعى إلى إرجاع إيران عدة سنوات إلى الوراء في قدراتها النووية.
3 ضربات رئيسية.. ونقطة ضعف فوردو
خلال أربعة أيام متواصلة من الغارات، استهدفت إسرائيل ثلاثة مواقع رئيسية في البرنامج النووي الإيراني:
نطنز: أولى الضربات يوم الجمعة دمرت الجزء الخارجي من منشأة التخصيب. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد تم تدمير محطة الكهرباء، مولدات الطوارئ، ووحدات التغذية. ولم تُسجل أي إصابات في الجزء المدفون تحت الأرض، حيث تتركز عمليات التخصيب باستخدام أكثر من 13 ألف جهاز طرد مركزي.
أصفهان: أربعة مبانٍ تضررت، من بينها مختبر كيميائي ومصانع تحويل وتصنيع الوقود النووي. مصدر إسرائيلي زعم أن الموقع “كان يستخدم لأغراض عسكرية”.
فوردو: ورغم استهدافه، لم تسفر الغارات عن أضرار تذكر. فالموقع، المدفون داخل الجبال، يعد الأكثر تطورًا ويضم 2000 جهاز طرد مركزي قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهي النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي. ووفق الخبراء، لا يملك الجيش الإسرائيلي القدرة التدميرية اللازمة لضرب هذا الموقع، إلا عبر استخدام القنابل الأمريكية فائقة القوة مثل GBU-57.
استراتيجية التفاف: ضرب البنية الداعمة
لتجاوز صعوبة اختراق المواقع المحصنة، استهدفت إسرائيل منشآت ثانوية ضرورية لدورة الوقود النووي، مثل مصانع تحويل اليورانيوم ومعالجة “معدن اليورانيوم”، وهو مكوّن أساسي في تصنيع القنبلة.
وتبقى نقطة الغموض الأهم، بحسب تقرير للوكالة الدولية نُشر في 12 يونيو، هي “موقع المواد النووية” التي تمتلكها إيران، وهو ما تطالب به الوكالة بإلحاح.
مقتل علماء نوويين و”ضرب للمعنويات“
لم تقتصر الحملة على الضربات الجوية، إذ أعلنت إسرائيل اغتيال 14 عالماً إيرانياً بارزاً يعملون في البرنامج النووي (تسعة منهم أكدتهم رسميًا). ويعتبر خبراء غربيون أن فقدان هذه الخبرات “يصعب تعويضه”.
كما استهدفت الحملة كبار الضباط الإيرانيين، في محاولة لـ”شلّ الإرادة السياسية” لاتخاذ قرار نهائي بإنتاج سلاح نووي.
خطر عكسي: هل تدفع إسرائيل طهران نحو القنبلة؟
الباحثة في معهد تشاتام هاوس، ماريون ميسمر، حذرت من “خطر عكسي”، معتبرة أن استمرار الغارات قد يدفع طهران إلى تسريع إنتاج سلاح نووي “بدائي”، في حال شعرت بخطر وجودي.
وبحسب تقديرات إسرائيلية، فإن إيران تمتلك حالياً ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لإنتاج ما بين 9 إلى 15 قنبلة.
واشنطن غائبة.. إلى متى؟
في ظل غياب الدعم العسكري الأمريكي المباشر، يدرك قادة الجيش الإسرائيلي أن قدرتهم محدودة. لكنهم يواصلون الغارات لـ”شراء الوقت”، بحسب أحد الجنرالات. “الهدف ليس التدمير الكامل، بل تأخير البرنامج لعامين أو ثلاثة”، يقول اللواء جيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
وتختم إميلي هاردينج، المسؤولة السابقة في الاستخبارات الأمريكية، تعليقها من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بسؤال جوهري: “المسألة الآن هي: متى ستعتبر إسرائيل أنها فعلت ما يكفي؟”