سمانيوز/متابعات
عادت التساؤلات بشأن السلامة العقلية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الواجهة مجددًا، بعد سلسلة من التصرفات العلنية الغريبة والتعليقات غير المتسقة، والتي اعتبرها عدد من الخبراء مؤشرات على تراجع إدراكه العقلي.
خلال جولته الأخيرة في المملكة المتحدة، أثار ترامب الدهشة حين انحرف بشكل غير متوقع عن حديثه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ليدخل في هجوم حاد على طواحين الهواء، مدعيًا أنها “تقتل الحيتان وتشوه المنظر العام”، وهو تصريح لا يستند إلى أي دليل علمي، وفق تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية نشرته الأحد 3 أغسطس 2025.
“تدهور معرفي ملحوظ”
في واقعة أخرى، زعم أن عمه الراحل، البروفيسور جون ترامب، قام بتدريس تيد كاتشينسكي (المعروف بـ”Unabomber”) في معهد MIT، رغم أن هذا الادعاء مستحيل تاريخيًا، لأن عمه توفي قبل تحديد هوية كاتشينسكي، الذي لم يدرس أساسًا في المعهد.
الخبراء في علم النفس العصبي يرون أن ترامب يعاني من “تدهور معرفي ملحوظ”، يتمثل في الارتباك، فقدان التركيز، اختلاق الأحداث، والانتقال المفاجئ بين المواضيع دون رابط منطقي.
وقال الدكتور جون جارتنر، أستاذ الطب النفسي في جامعة جونز هوبكنز: “ترامب يعاني صعوبة في إكمال فكرة واحدة بوضوح، وهذا تراجع كبير مقارنة بخطاباته المنظمة في الثمانينات”.
“تحامل إعلامي يساري”
خلال لقاء حكومي مؤخرًا، خصص ترامب قرابة 13 دقيقة للحديث عن ديكورات القاعة، متطرقًا إلى الإطارات والنجف والطلاء، رغم أن الاجتماع كان مخصصًا لمناقشة قضايا ملحّة مثل الحرب في أوكرانيا، وأزمة غزة، والتعريفات الجمركية.
ومع ذلك، يواصل البيت الأبيض نفي تلك الادعاءات بشدة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ليز هوستون، إن “الرئيس ترامب يتمتع بصحة عقلية ممتازة، ويعمل بلا كلل من أجل الشعب الأمريكي”، ووصفت الانتقادات بأنها “تحامل إعلامي يساري”.
ورغم أن ترامب كان من أبرز من شككوا في الحالة العقلية لمنافسه السابق جو بايدن، يبدو الآن أن سلوك الرئيس نفسه يخضع لنفس التدقيق، ومع تصاعد المطالبات بإجراء تقييمات طبية علنية، يزداد الجدل بشأن مدى أهلية ترامب للاستمرار في منصبه خلال ما تبقى من ولايته.
