أخبار عربيةالسلايدر الرئيسيتقارير

الحوثيون في جنوب لبنان وسوريا تحت توجيهات إيرانية

سمانيوز/تقرير/خاص

كشف مركز “مائير عميت للإستخبارات” الإسرائيلي عن تحرك حوثي جديد، حيث تم نقل مجموعة من مسلحي الحوثيين إلى جنوب لبنان وسوريا لتنفيذ عمليات برية محدودة ضد إسرائيل. هذه العمليات قد تشمل التسلل عبر الأنفاق، اختطاف جنود أو مدنيين، أو مهاجمة التجمعات السكانية في المناطق الحدودية المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية الشمالية.

بحسب التقرير، يُحتمل أن يكون هذا التحرك الحوثي رداً على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة اليمني. ولكن هناك مؤشرات قوية تشير إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار التصعيد المتزايد بين حزب الله وإسرائيل. فقد أرسلت إيران توجيهات لوكلائها في اليمن والعراق لدعم حزب الله في حال قررت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد الحزب، تشمل القذف بقواته إلى خلف نهر الليطاني وخلق منطقة عازلة تضمن إبعاد المستوطنات الإسرائيلية عن نطاق الصواريخ القادمة من الجنوب.

“الدور الإيراني وتحريك الوكلاء”

العمليات الحوثية في لبنان وسوريا لا يمكن تفسيرها إلا ضمن التوجيهات الإيرانية. إيران تستخدم هذه التحركات كجزء من ردها على الأحداث الأخيرة، بما في ذلك اغتيال قياديين من حركة حماس في غزة، وتدمير مصنع صواريخ إيراني في حماة بسوريا بواسطة القوات الإسرائيلية. هذه التحركات تُعتبر استعراضاً للقوة الإيرانية عبر وكلائها، محاولة من إيران للظهور بموقف قوي دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وذلك لإدارة المفاوضات الدولية بشأن برنامجها النووي والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

“حسابات التصعيد الإسرائيلي”

من جهتها، تواصل إسرائيل استعداداتها لمواجهة محتملة على عدة جبهات، بما في ذلك جبهة جنوب لبنان. تصريحات جنرالات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن إسرائيل قد تكون على وشك تنفيذ خطة عسكرية متكاملة لمواجهة حزب الله وإيران في المنطقة، وحتى لخوض حرب على ثلاث جبهات، حسب التصريحات الرسمية.

“الحوثيون بين التصريحات والواقع”

على الرغم من الخطاب الحاد الذي تتبناه الجماعة الحوثية، إلا أن قدرتها على تنفيذ عمليات مؤثرة ضد إسرائيل تبقى موضع تساؤل. يدرك الحوثيون جيداً أن أي عملية برية قد تنطوي على مخاطر كبيرة وتستدعي رداً إسرائيلياً قوياً، ربما يصل إلى استهداف قيادات الحوثي في اليمن، بما في ذلك زعيم الجماعة نفسه.

حتى اللحظة، يبدو أن التهديدات الحوثية لا تتجاوز الإطار الإعلامي، ولكن في حال تنفيذ عمليات برية داخل إسرائيل، فقد نشهد تصعيداً كبيراً قد يشمل استهداف القيادات الحوثية البارزة بواسطة القوات الإسرائيلية أو فرق الموساد، مما سيشعل صراعاً جديداً في المنطقة.

“الخاتمة”

السؤال الحاسم الآن: هل سنشهد انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة؟ إيران تلعب بمهارة على حافة الهاوية، تستخدم وكلاءها لرفع سقف التهديدات دون أن تجر نفسها إلى صدام مباشر مع إسرائيل. لكن في حال أقدم الحوثيون على تنفيذ أي هجمات ضد إسرائيل، فإن الرد الإسرائيلي لن يكون مجرد انتقام محدود، بل قد يدفع بالصراع إلى مستويات غير مسبوقة. أي مغامرة حوثية قد تفتح أبواب الجحيم على قياداتهم ومواقعهم في اليمن، ما قد يشعل حرباً إقليمية تمتد نيرانها إلى كل من يتحرك ضمن فلك النفوذ الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى