جماعات إرهابية تسللت تحت غطاء الدين والإنسانية.. «إخوان اليمن» حقب دامية في تاريخ الجنوب المعاصر ..!
سمانيوز / تقرير /خاص
استغل الإخوان المسلمون الفراغ الديني الذي كان سائداً في الجنوب إبان سلطة الحزب الاشتراكي اليمني، حيث كان شعب الجنوب غير مقتنع بالأفكار الماركسية التي استوردها واعتنقها الرفاق، ظل متمسكاً بعروبته ودينه الإسلامي الشافعي السُّني.
عقب تحقيق الوحدة اليمنية المشؤومة استغل الإخوان المسلمون تلك الثغرة لأنهم بارعون في رصد واستثمار الثغرات والفرص. سيطروا على منابر المساجد، شيدوا المعاهد الدينية الجهوية المتطرفة، عمدوا إلى استقطاب وشحن الشباب تغلغلت أفكارهم بأوساط المجتمع الجنوبي بذريعة نشر وتعليم الدين الإسلامي، فتحت مقرات ومكاتب لتأطير الشباب ودعم الأسر الفقيرة المتأطرة ضمن التنظيم المسمى ” التجمع اليمني للإصلاح ” المنتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين الدولي، باسم الدين واستغلال حاجة الناس المعيشية الصعبة تم التغرير بالكثير من الشباب والأسر، فتحت معسكرات تدريب جهادية كانت تديرها عناصر إرهابية ممن عادوا من أفغانستان تابعين لذلك التنظيم اليمني حزب الإصلاح. تصاعد الشحن الديني التكفيري بأوساط بعض شباب الجنوب، تم تكفير واستهداف قيادات ورموز الحزب الاشتراكي اليمني ، فأصبح جنوبي يقتل جنوبي برعاية وإشراف ودعم تنظيم الإخوان اليمني المستورد من صنعاء، الذي غذّى ذلك الصراع الجنوبي الجنوبي واستغله لتنفيذ أجنداته الخبيثة في الجنوب.
تغلغل في محافظات الجنوب :
عقب انتصار تحالف المخلوع علي عفاش في حرب صيف 1994م. تم إفساح المجال أمام ذلك التنظيم للانتشار في محافظات الجنوب فسار في ثلاثة مسارات :
مسار ديني ومسار سياسي إداري ومسار أمني عسكري استخباراتي، سيطر على مفاصل الدولة الجنوبية أو بمعنى آخر جعل منه المخلوع عفاش وريثًا للحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، وذلك لضمان عدم انفصال الجنوب عن اليمن في المستقبل. وظل كذلك حتى قيام ثورة الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م “الرافض للوجود اليمني بكل أشكاله في الجنوب” ثم ثورة 11 فبراير 2011 التي قادتها توكل كرمان ضد المخلوع عفاش.
وبحسب تقارير محلية و عربية أشارت إلى أنه مع انطلاق الحوار الوطني في العام 2013، دفع حزب الإصلاح اليمني نحو اعتماد مشروع “الأقاليم الستة”، التي تضمن تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، منها “الإقليم الشرقي” يشمل حضرموت، المهرة، وأجزاء من شبوة، وهو ما يُنظر إليه على أنه محاولة للسيطرة على الثروات النفطية التي يزخر بها الجنوب، ويهدف هذا المشروع إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والاقتصادي الجنوبي لصالح أجندة حزب الإصلاح، حيث تعتبر السيطرة على الموارد الطبيعية والاقتصادية هدفًا استراتيجيًا للإخوان لضمان بقائهم في الساحة السياسية.
استوعب الجنوبيون اللعبة وواجهوها بالرفض والتصدي لها :
بحسب المصدر واجهت هذه المخططات الاستراتيجية الخبيثة رفضا سياسيا وشعبيا قويا من قبل أبناء الجنوب، لاسيما أنهم يرون في هذه المشاريع تهديدا صريحاً للقضية الجنوبية ولمشروع الجنوبيين الكبير في استعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مكتملة الحدود والسيادة، واستمرارًا لمحاولات الهيمنة اليمنية في الجنوب وتجسد هذا الرفض في تعزيز الدعم الجماهيري للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل رغبة الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة بعيدًا عن مشاريع الهيمنة الإخوانية.
وتشير التقارير إلى أنه بالرغم من التحديات العديدة التي تواجه الجنوب، إلا أن طموحات الجنوبيين لاستعادة دولتهم لا تزال حية وقوية، ويحاول حزب الإصلاح توظيف ورقة “الشرعية اليمنية” لتمديد نفوذه في مناطق الثروات الجنوبية، ومع ذلك، فإن الوعي الشعبي الجنوبي المتزايد بخطورة هذه الأجندات، والدعم الدولي المتزايد لقضية الجنوب، يعززان موقف الحراك الجنوبي وقواته المسلحة في مواجهة هذه المخططات التي سقطت عسكرياً في محافظات أبين وشبوة بواسطة (سهام الشرق والجنوب).
صراع معقد :
وكشف التقرير أن الجنوب يواجه سيناريوهات معقدة في ظل الصراع مع الإخوان المسلمين، وقد يستمر حزب الإصلاح اليمني الإخواني في محاولاته لزعزعة استقرار الجنوب عبر دعم جماعات متطرفة مثل القاعدة، ومحاولة استغلال الفوضى الأمنية لتعزيز موقفه التفاوضي، وفي المقابل، يعتمد مصير الجنوب على قدرته في الحفاظ على تماسكه الداخلي، وتعزيز التحالفات الدولية والإقليمية، وخاصة مع دول التحالف العربي وعلى رأسها الإمارات والسعودية.
وبحسب التقارير أنه في ظل هذه التحولات، تبقى الأسئلة قائمة حول قدرة الجنوب على مواجهة هذه التحديات، وحول مدى استمرار مشروع الإخوان المسلمين في التمدد، ويبقى الأمل معقودًا على وعي الشعب الجنوبي وإصراره على استعادة دولته، وعلى الدعم الدولي الذي قد يكون حاسمًا في مواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة.
الإمارات حليف الجنوبيين الوفي :
كانت ولاتزال الإمارات العربية المتحدة لاعبًا رئيسيًا في اليمن، وتحديدًا في الجنوب، فقد دعمت المقاومة الجنوبية بشكل واضح وفعّال منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015م، حققت انتصارات ميدانية كبيرة على الحوثيين وتنظيم القاعدة، وأثار هذا الدور الإماراتي غضب الإخوان المسلمين، الذين يرون في الإمارات عائقًا أمام تنفيذ أجندتهم في الجنوب، ولا تزال وسائل إعلام حزب الإصلاح اليمني الإخواني ومنصاته الرقمية تهاجم الإمارات بشكل مستمر، متهمة إياها بعرقلة “الشرعية” في اليمن، في حين يراها الجنوبيون شريكًا استراتيجيًا في معركتهم ضد الحوثيين والإرهاب.
ختامًا ..
إن حزب التجمع اليمني للإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن هو خنجر غرسه المخلوع عفاش في الجنوب لن يزول إلا عبر تعزيز الوعي الشعبي بخطورته والحزم العسكري والأمني والاستخباراتي في مواجهته حتى استئصاله من الجسد الجنوبي.