عقب إدراكه المتأخر بخطورة الحوثي.. «الحلف الأمريكي والأوربي» هل يتدارك الموقف بعمل عسكري على الأرض؟
سمانيوز / تقرير
هل توفرت القناعة لدى صناع القرار الأمريكيين والأوروبيين بخطورة مليشيا الحوثي على مصالح العالم، وأن الوقت قد حان للقيام بعمل عسكري جدي على الأرض ضدها؟
لماذا منع الأمريكان قوات التحالف العربي من تحرير مدينة الحديدة اليمنية؟
لماذا تم إيقاف المعركة التي اندلعت في ال13 من يونيو 2018م وكادت قوات التحالف العربي وقوات العمالقة الجنوبية أن تنتزع مدينة الحديدة من قبضة مليشيا الحوثي لولا ضغوط أمريكية وغربية شديدة أدت إلى إيقافها.
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية حينه عن قادة ميدانيين بالقوات الحكومية أنهم تلقوا من رؤسائهم أوامر بوقف الهجوم على المدينة دون تحديد مدة زمنية، بينما قال أحد القادة إنه يتم الرد في حال نفذ الحوثيون هجمات.
وقال القادة إن الأوامر تفيد بوقف النار ووقف أي تصعيد عسكري بالمدينة، ولم يوضح هؤلاء عن المصدر الحقيقي الذي يقف خلف إيقاف العمليات العسكرية بمدينة الحديدة اليمنية حد قول الوكالة الفرنسية.
هل كان التحالف الغربي يخفي أسرارًا لايرغب في أن يطلع عليها أحد بمدينة وميناء الحديدة؟
أم أن الحاصل يندرج ضمن تخطيط غربي مسبق للاستفراد بمدينة الحديدة اليمنية بالسيطرة عليها بمعزل عن التحالف العربي؟
أم أن التقارير التي تحدثت عن دخول روسي على الخط أثار مخاوف الغرب فسارعوا إلى اتخاذ خطوات استباقية؟
القصف الأمريكي البريطاني والنتائج العكسية :
يرى خبراء عسكريون أن الغارات الأمريكية بريطانية على مليشيا الحوثي أتت بنتائج عكسية، حيث ارتفع منسوب التعاطف الشعبي المحلي والإقليمي مع جماعة الحوثي الإرهابية وارتفع منسوب الدعم الشعبي المحلي لمجهوده الحربي، كما تضاعفت عمليات تهريب السلاح للحوثيين عبر سلطنة عمان. مؤكدين أن التحالف الغربي لن يحقق أهدافه عبر القصف الجوي لاسيما الطيران يدمر المدن ، ولكنه لايحررها، وأن الموقف يتطلب تحركا عسكريا بريا على الأرض لتحرير مدينة الحديدة اليمنية وإغلاق جميع المنافذ الحدودية التي يتزود عبرها الحوثي بالسلاح وقطع غيار الصواريخ والطائرات المسيرة، كما يتطلب الوضع تجفيف موارد مليشيات الحوثي المالية عبر إيقاف جميع تعاملات بنك صنعاء المركزي وإعادة تفعيل قرارات بنك عدن المركزي التي أوقفت تحت ضغط المبعوث الأممي السيد هانس غروندنبرغ على ضوء مذكرته المؤرخة في 10 يوليو 2024م.
استنفار حوثي :
تزامناً مع معلومات استخباراتية روسية أفادت باحتمال شن قوات العمالقة الجنوبية وحراس الجمهورية التابعة لطارق عفاش اليمني عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على محافظة الحديدة اليمنية بالكامل.
وكشفت وسائل إعلام عن حالة استنفار قصوى تشهدها مليشيا الحوثي في تلك المدينة الساحلية.
وأفادت المصادر بأن المليشيات الحوثية قامت بتعزيز مواقعها في مختلف مناطق الحديدة، ونشرت قواتها بشكل مكثف على طول الخطوط الأمامية، كما قامت بتجهيز مستودعات الأسلحة والذخيرة تحسباً لأي مواجهة عسكرية مرتقبة.
وأوضحت المصادر أن المعلومات الروسية التي تلقتها المليشيا تتحدث عن خطط عسكرية مفصلة لعملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف تحريرا كاملا لمدينة الحديدة والموانئ الاستراتيجية فيها، وذلك بالتعاون مع قوات التحالف العربي.
من جهتها، أكدت مصادر عسكرية في قوات العمالقة الجنوبية وحراس الجمهورية أن قواتها على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر عسكرية لاستعادة مدينة الحديدة، مشيرة إلى أن هذه المدينة تمثل أهمية استراتيجية كبيرة كونها بوابة اليمن على البحر الأحمر.
ويرى خبراء عسكريون أن عنصر المفاجأة مهم في مثل هكذا حالات، إلى جانب ضرورة إشراك الطيران الحربي الغربي وتكثيف القصف البحري لتشتيت مليشيات الحوثي ولحسم المعركة في أقصر مدة زمنية.
ترك الخلافات جانبا والتوقف عن شيطنة الوضع في الجنوب يسّرع بالنصر :
في السياق أكد خبراء عسكريون ومحللون سياسيون أن استيعاب قادة دول الإقليم بخطورة الموقف الذي تزداد حدته يوما بعد يوم ضد الجميع دون استثناء يحتم على الجميع ترك الخلافات جانبا وتوحيد الجهود المشتركة نحو هدف مشترك واحد لإزالة خطورته عن الجميع، بالإضافة إلى ضرورة توقف بعض دول الجوار عن شيطنة الجنوبيين وعن إشغالهم بمشاكل داخلية بينية سياسية عسكرية تؤدي إلى إضعاف الجبهة الموجهة ضد الحوثي، كل هذا سيؤدي حتماً إلى التسريع بالنصر ضد مليشيا الحوثي، وسيهيئ الأرضية المناسبة للدخول في حوار لحل جميع مشاكل المنطقة وإلى إقامة سلام دائم.
ختامًا ..
رغم أن الإدراك الأمريكي أوروبي بخطورة مليشيات الحوثي على الاقتصاد الإقليمي والدولي وما سببته من أضرار ومجاعة داخلية وإرهاب عابر الحدود، جاء متأخّر إلا أنه خير من أن لا يأتي. فهل يتداركون الموقف بعمل عسكري بري على الأرض لانتزاع أنياب مليشيا الحوثي وإرغامها على الجنوح إلى السلام؟ أم أن الحاصل يندرج ضمن سياسة ذر الرماد في العيون طويلة الأمد؟.