أخبار عربية

طولكرم.. سُحب الدخان تحجب «نور شمس»

سمانيوز/متابعات

من سبق لهم معايشة القصف التدميري على المدن والمخيمات الفلسطينية، إبّان اجتياح «السور الواقي» لم يأبهوا كثيراً لذلك القصف الذي استهدف مخيم نور شمس قرب طولكرم، بعضهم اعتبروه مجرد «مشاكسة» حربية، مقارنة مع القصف الذي عاصروه في 2002، والذي طال المواقع المدنية قبل تلك التابعة للفصائل الفلسطينية.

ورغم محدودية الفترة التي حلقت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء المخيم، في مهمتها الرامية إلى إشاعة أجواء الحرب وبث الذعر، بداية من تحليقها على ارتفاع منخفض، وصولاً لإطلاق صواريخها وسماع صوت انفجارات مدوية، وانتهاء بمشاهدة آثار الدمار الذي خلفته، إلا أن تلك الفترة كانت حافلة وغنية بالمواقف والمشاهدات.

تفاعل متباين

تباينت المواقف بين عدم الاكتراث لدى البعض ممن عايشوا تجارب سابقة، والاستنفار والذعر لدى البعض الآخر، في حين شوهدت طوابير أمام المخابز ومحال السوبرماركت، طلباً لشراء المواد التموينية، بينما حملت مشاهد أخرى حالة ارتباك أمام أبواب مدارس «الأونروا»، حيث اتخذت منها عديد العائلات مراكز إيواء.

وشوهدت عائلات وأفراد يجوبون الشوارع، البعض منهم كان يحمل أكياساً وحقائب خفيفة، متجهين إلى أماكن تبعد عن أماكن القصف، حيث أخلت العديد من العائلات القاطنة في المجمعات السكنية المتاخمة للمواقع القريبة من عمليات الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس.

كان سلامة حجازي من مخيم نور شمس، يحمل بكلتا يديه ما نجح بالكاد الحصول عليه من مواد تموينية لأسرته، عندما عاودت طائرات حربية إسرائيلية التحليق في سماء المخيم، مبيناً أن حالة استنفار قصوى غلفت المشهد، مضيفاً: «لولا أنني أحفظ شوارع المخيم عن ظهر قلب، لظننت أني في مخيم جباليا».

للمرة الثالثة

ساعات بعد الانفجار القوي الذي هز حارة المنشية شرقي مخيم نور شمس، حتى تبين أن الهدف صيدلية، تعود لفراس عطير، الذي اشتكى لـ«البيان» حظه العاثر، إذ إنها المرة الثالثة التي تتعرض فيها صيدليته للتدمير من قبل الجيش الإسرائيلي، خلال الاجتياحات.

ويوضح أن تحليق الطائرات الحربية، وأصوات الرصاص والانفجارات ونسف المنازل، جزء من تفاصيل الحياة اليومية في المخيم.

ويقرأ سكان مخيم نور شمس، في إعلانه منطقة عسكرية مغلقة، والدفع بتعزيزات عسكرية نحوه، ما يوحي باستنساخ لما جرى في مخيمات قطاع غزة، خلال الحرب التي استمرت 15 شهراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى