ترامب يعلن وقف الضربات على اليمن بعد “استسلام الحوثيين”.. والجماعة تنفي

سمانيوز/وكالات+ فريق التحرير
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، وقفًا فوريًا للضربات الجوية الأمريكية على اليمن، مشيرًا إلى أن جماعة الحوثي أبلغت واشنطن بنيتها إنهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر، واصفًا ذلك بـ”استسلام الحوثيين”. لكن الجماعة سارعت إلى نفي التصريحات بشكل قاطع، متهمة واشنطن بترويج “ادعاءات كاذبة”.
وقال ترامب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية: “أقبل كلمة الحوثيين بأنهم سيوقفون هجماتهم، وقررنا وقف قصفنا بشكل فوري”، مضيفًا: “الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة”.
وأوضح أن بلاده لم توقّع اتفاقًا رسميًا مع الجماعة، لكن الرسالة التي تلقّتها واشنطن كانت واضحة: “رجاء توقفوا عن قصفنا، ونحن سنتوقف عن استهداف السفن”.
ويأتي هذا الإعلان المفاجئ بعد ساعات فقط من غارات جوية إسرائيلية دمّرت مطار صنعاء الدولي بالكامل، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وفقًا لمصادر حوثية. ويُعتقد أن القصف الإسرائيلي جاء ردًا على إطلاق صواريخ حوثية باتجاه مطار بن غوريون.
وفي أول رد رسمي، نفى المكتب السياسي لجماعة الحوثي صحة ما أعلنه ترامب، مؤكدًا أن الجماعة “لم تتفاوض ولم تتوصل إلى أي اتفاق مع واشنطن”، ومشددة على أنها “مستمرة في دعم غزة”، وأنها تعتبر “العدوان الإسرائيلي والأمريكي أمرًا لا يمكن أن يمر دون رد”.
وأضاف بيان الجماعة أن “الجهاد والمقاومة هو الخيار الصحيح”، في تأكيد على نية التصعيد وعدم قبول وقف الهجمات في هذه المرحلة.
ورغم هذا النفي، أعلنت سلطنة عُمان – الوسيط الإقليمي التقليدي – عن نجاح جهودها في التوصل إلى “تفاهمات غير معلنة” بين واشنطن والحوثيين. ورجّحت مصادر دبلوماسية وجود “تهدئة فعلية غير مصرح بها رسميًا”، خشية من ارتدادات داخلية على الحوثيين الذين يسعون للحفاظ على صورتهم بوصفهم “حماة المقاومة في غزة”.
ورجّح الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي، أن تكون تصريحات ترامب حقيقية من حيث المضمون، لكن الجماعة اختارت نفيها علنًا لأسباب تتعلق بـ”الكبرياء السياسي والتماسك الداخلي”. وأضاف: “الحوثيون تلقوا ضربات قاسية من الطيران الإسرائيلي، ويريدون التهدئة مع ترامب في البحر الأحمر، ولكن دون إعلان صريح”.
وتوقّع السقلدي أن ترد الجماعة على قصف مطار صنعاء برد رمزي لحفظ ماء الوجه، مشيرًا إلى أنها لا ترغب فعليًا في التصعيد مع إسرائيل أو أمريكا.
وأشار إلى أن الحوثيين يسعون للخروج من المأزق الميداني عبر تحريك أوراق سياسية تعزز موقفهم في أي مفاوضات قادمة، خاصة خارطة الطريق السعودية. فالجماعة، وفق مصادر سياسية، تدرك حجم التدهور الاقتصادي والخدمي في شمال اليمن، وأنها لا تملك رفاهية القتال على جبهات متعددة.
ويرى آخرون أن الحوثيين سيستثمرون هذا التوقيت دعائيًا لتأكيد دعمهم للقضية الفلسطينية، وتقديم أنفسهم كقوة مقاومة عربية تواجه إسرائيل، ما يعزز رصيدهم السياسي داخليًا وخارجيًا، تمهيدًا لتحصيل مكاسب سياسية في مرحلة التفاوض المقبلة.