ماذا تعرف عن “قصر السماء”.. هدية قطر لترامب؟

سمانيوز/وكالات
فيما قد يُعتبر أغلى هدية تُقدم للولايات المتحدة من حكومة أجنبية، يستعد إدارة الرئيس دونالد ترامب لقبول طائرة بوينج 747-8 فاخرة للغاية من العائلة المالكة في قطر.
وبحسب ما ذكرت قناة أيه بي سي نيوز” الأمريكية، الاثنين 12 مايو 2025، كان من المتوقع الإعلان عن الهدية الأسبوع المقبل، خلال زيارة ترامب إلى قطر في أول رحلة خارجية له في ولايته الثانية، ومع ذلك، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الهدية لن تُقدم أو تُسلم بينما يكون الرئيس في قطر هذا الأسبوع.
تساؤلات قانونية
في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأحد، أكد ترامب أن إدارته كانت تستعد لقبول الطائرة، واصفًا إياها بأنها “معاملة علنية وشفافة للغاية” مع وزارة الدفاع.
وكان ترامب قد زار الطائرة سابقًا، والتي تم تهيئتها بشكل فاخر للغاية لدرجة أنها تُعرف بـ “قصر في السماء”، وذلك خلال توقفها في مطار ويست بالم بيتش الدولي في فبراير. وفقا للقناة الأمريكية هناك تساؤلات حول ما إذا كان قانونيًا لإدارة ترامب، وفي النهاية، لمؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية، قبول هدية ذات قيمة عالية من دولة أجنبية.
واستعدادًا لهذه الأسئلة، أفادت مصادر للقناة بأن محامي مكتب المستشار القانوني للبيت الأبيض ووزارة العدل قد أعدوا تحليلاً لوزير الدفاع بيت هيجسيت، خلصوا فيه إلى أن قبول وزارة الدفاع للطائرة كهدية، ومن ثم نقلها إلى مكتبة ترامب، لا يعد خرقًا للقوانين المتعلقة بالرشوة أو حظر الدستور (بند العطايا) الذي يمنع أي مسؤول حكومي أمريكي من قبول هدايا “من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.
هدية الطائرة مشروطة
أضافت المصادر أن المدعية العامة بام بوندي والمحامي الرئيسي للبيت الأبيض، ديفيد وارينجتون، خلصوا إلى أنه سيكون “مسموحًا قانونًا” أن تكون هدية الطائرة مشروطة بنقل ملكيتها إلى مكتبة ترامب الرئاسية قبل نهاية ولايته، وفقًا لمصادر مطلعة على قراراتهم.
وقالت المصادر إن بوندي قدمت مذكرة قانونية موجهة إلى مكتب المستشار القانوني للبيت الأبيض الأسبوع الماضي بعد أن طلب منها وارينجتون نصيحة حول قانونية قبول البنتاجون لهذه الهدية. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان “أي هدية تقدمها حكومة أجنبية يتم قبولها دائمًا وفقًا لجميع القوانين المعمول بها، إدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالشفافية الكاملة.”
من جانبه، قال الملحق الإعلامي القطري، في بيان إن نقل الطائرة لاستخدام “مؤقت” كطائرة “طيران رئاسية” قيد النظر حاليًا من قبل وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية.
قيمة الطائرة تقدر بـ400 مليون دولار
سيتم في البداية نقل الطائرة إلى القوات الجوية الأمريكية، التي ستقوم بتعديل الطائرة التي مضى عليها 13 عامًا لتلبية المواصفات العسكرية الأمريكية المطلوبة لأي طائرة تُستخدم في نقل رئيس الولايات المتحدة، وفقًا لمصادر متعددة على دراية بالترتيبات المقترحة.
بعد ذلك، سيتم نقل الطائرة إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية في موعد أقصاه 1 يناير 2029، وستتولى القوات الجوية الأمريكية دفع أي تكاليف متعلقة بنقل الطائرة، حسبما أفادت المصادر لـ “أيه بي سي نيوز”.
ووفقًا لخبراء صناعة الطيران، يُقدر أن قيمة الطائرة تبلغ حوالي 400 مليون دولار، وذلك دون احتساب المعدات الأمنية الخاصة بالاتصالات التي ستحتاج القوات الجوية الأمريكية لإضافتها لتأمين الطائرة وتجهيزها بشكل مناسب لنقل القائد الأعلى بأمان.
لا تتعارض مع حظر الدستور
كما أفاد تقرير لـ “وول ستريت جورنال” بأن شركة L3Harris للطيران قد تم تكليفها بالفعل بإعادة تأهيل الطائرة لتلبية متطلبات الطائرة الرئاسية. وفي منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب إن الديمقراطيين يصرون على أن تدفع الإدارة “أعلى الأسعار” مقابل الطائرة بدلاً من الحصول عليها مجانًا.
من جهته قال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “لا شيء يقول أمريكا أولاً مثل طائرة الرئاسية التي قدمتها قطر”. فيما أشار السيناتور آدم شيف، ديمقراطي من كاليفورنيا، إلى بند “عدم وجود ألقاب نبيلة” في الدستور، قائلاً: “الفساد صارخ.”
بينما خلص كل من البيت الأبيض ووزارة العدل إلى أن قبول الهدية لا يشكل رشوة لأنها ليست مشروطة بأي عمل رسمي، وفقًا للمصادر. كما يقول التحليل القانوني لبوندي إنه لا يتعارض مع حظر الدستور للهدايا الأجنبية لأن الطائرة لن تُعطى لشخص، بل للقوات الجوية الأمريكية، ومن ثم لمؤسسة المكتبة الرئاسية، حسبما أفادت المصادر.
أسطول “الطيران الرئاسي” الحالي
الطائرات الرئيسية في أسطول “الطيران الرئاسي” الحالي تشمل طائرتين من طراز بوينج 747-200 قديمتين تم تشغيلهما منذ عام 1990. وكانت هناك تأخيرات وتجاوزات في التكاليف في العقد المبرم بين القوات الجوية الأمريكية وشركة بوينج لاستبدال هذه الطائرات.
تم توقيع العقد الأصلي في عام 2018، ولكن وفقًا للتوقعات الأخيرة لشركة بوينج، فإن الطائرات الجديدة لن تكون جاهزة قبل عام 2029، بعد مغادرة ترامب منصبه. وقد أعرب الرئيس عن استيائه العميق من التأخيرات، وكلف إيلون ماسك للعمل مع بوينج والقوات الجوية الأمريكية لتسريع العملية.
وقد حققت هذه الجهود نجاحًا محدودًا، حيث أصبحت التقديرات الأخيرة لشركة بوينج تشير إلى أن الطائرة الجديدة ستكون جاهزة في عام 2027، ولكن ترامب أوضح أنه يريد الطائرة الجديدة هذا العام.
مواصفات الطائرة
يشار إلى أن طائرة “قصر السماء”، واحدة من أكثر الطائرات تطورًا في العالم، إذ تمزج بين الأداء العالي والرفاهية الفائقة، إلى جانب الكفاءة البيئية والتقنية الحديثة.
تصل سرعتها إلى ماخ 0.86، ما يجعلها من أسرع الطائرات التجارية في العالم، كما أنها قادرة على الطيران لمسافة 13,650 كيلومترًا (7,370 ميلًا بحريًا) دون توقف، وتتسع لما يصل إلى 410 راكبًا بنظام الثلاث درجات.
يبلغ طولها 76.3 مترًا (250 قدمًا و2 إنش)، وامتداد الجناحين 68.4 مترًا (224 قدمًا و5 إنشات)، بينما الارتفاع 19.4 مترًا (63 قدمًا و6 إنشات)، إضافة إلى أنظمة إلكترونية متكاملة تشمل التحكم الرقمي الكامل في الطيران والملاحة