ما علاقة الحوثيين؟.. الإرهابي “أمجد خالد” يفضح خبايا علاقته بالإخوان ويهدد بنشر وثائق سرية

سمانيوز/خاص
في تسجيل مصوّر أثار عاصفة من الجدل، خرج أمجد خالد، المطلوب أمنيًا والقائد السابق لما يُعرف بـ”لواء النقل” في العاصمة عدن، ملوّحًا بكشف وثائق قال إنها توثّق علاقاته بقيادات في جماعة الإخوان باليمن والمتمثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، في خطوة وصفت بأنها ابتزاز سياسي علني يكشف طبيعة العلاقة المتشابكة بين شخصيات مصنفة أمنيًا وخلايا حزبية نافذة.
خالد، الذي ظهر مساء الخميس 5 يونيو 2025، أكد أن المعدات والمتفجرات التي عُثر عليها في منزله بمنطقة التربة، محافظة تعز اليمنية، كانت بعلم وتنسيق مباشر مع شخصيات إخوانية، مشيرًا إلى أن لديه “عهودًا واتفاقات موثقة مع قيادات الجماعة من أكبر كبير إلى أصغر صغير”، مهددًا بنشرها ما لم “يتدخلوا للملمة الأمور”، على حد تعبيره.
الإخوان يستخدمون الإرهاب جنوبًا.. ويتخوفون منه شمالًا
بحسب مصادر أمنية ومراقبين، فإن جماعة الإخوان كانت لسنوات تستخدم أمجد خالد كأداة لتنفيذ أجنداتها في الجنوب، خصوصًا في عدن، عبر عمليات الاغتيال والتفجيرات، في مواجهة الجنوبيين والقوى الأمنية الجنوبية.
لكن التحوّل الجذري في موقف الإخوان من خالد جاء بعد انكشاف نواياه الأخيرة، حيث كشفت تقارير استخباراتية أن خالد بدأ بالتنسيق مع الحوثيين لتنفيذ هجمات داخل مدينة تعز تستهدف قيادات إخوانية تحديدًا، مع محاولة لإلصاق تلك التهم بقوات المقاومة الوطنية التابعة للعميد طارق محمد صالح. هذا المخطط، لو تم، كان سيؤدي إلى فتنة واقتتال بين الفصائل المناهضة للحوثي، وهو ما دفع الجماعة إلى التراجع الفوري عن دعمها السابق لخالد، بل وتوجيه قوة أمنية لمداهمة منزله والقبض عليه.
دعم حوثي وتحريض ضد طارق صالح
مصادر أمنية أكدت أن أمجد خالد كان يخطط لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية داخل مدينة تعز بدعم مباشر من مليشيات الحوثي، وأنه جهّز سيارات مفخخة وعبوات ناسفة لاستهداف شخصيات سياسية وعسكرية بارزة محسوبة على الإخوان. وفي الوقت ذاته، كان يخطط لإلصاق تلك الجرائم بفصيل المقاومة الوطنية، في سيناريو يهدف لإشعال صراع داخلي في صفوف المعسكر المناهض للحوثي، بما يخدم أهداف الجماعة الانقلابية في تعز.
من التحالف إلى الانقلاب: علاقة هشّة تنهار
رغم الارتباط السابق بين أمجد خالد والإخوان، إلا أن تحوّله المفاجئ نحو الحوثيين شكّل خطرًا مباشرًا على الجماعة، خاصة أن العمليات التي كانت تستهدف الجنوب تحوّلت إلى تهديد فعلي ضد قياداتهم في مناطق نفوذهم. ومع فقدانهم للسيطرة عليه، بدا واضحًا أن الجماعة باتت تخشى أن يتحول خالد إلى ورقة ابتزاز بيد الحوثيين، أو إلى شاهد خطر يكشف طبيعة العلاقة التي طالما أنكروها أمام الرأي العام.
ويعتقد مراقبون أن الإخوان سارعوا للتخلص من هذه الورقة المحترقة، عبر التبرؤ من خالد وملاحقته أمنيًا، لكن الخطوة جاءت متأخرة، حيث سارع الأخير إلى تسجيل فيديو كشف فيه عن علاقات موثقة تربطه بقيادات إخوانية، محذرًا من نشرها إذا لم تُحتوَ الأزمة بسرعة.
تساؤلات مفتوحة في مشهد مأزوم
الحادثة تطرح تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة السابقة بين الطرفين، والتوقيت الذي اختاره الإخوان للانقلاب على خالد:
لماذا تم غض الطرف عن نشاطات خالد طيلة السنوات الماضية؟
هل كان الإخوان يعتقدون أن إرهاب أمجد خالد سيبقى محصورًا في عدن؟
هل تحركوا ضده لأنه انقلب عليهم، أم لأن انكشاف العلاقة بات وشيكًا؟
ما دلالة أن تداهم قوة إخوانية أحد أدواتها السابقة؟
وهل نحن أمام محاولة تبرئة أم عملية تصفية سياسية قبل أن يبوح خالد بكل شيء؟
حين تنقلب الأدوات على صانعيها
في المشهد اليمني المعقد، ليست التحالفات وحدها من تتغير، بل أدوات الصراع أيضًا. وأمجد خالد ليس إلا نموذجًا لأدوات جرى توظيفها ثم التخلص منها عندما خرجت عن السيطرة. لكن المشكلة أن أمثال خالد لا يخرجون من المشهد بصمت، بل يخرجون وهم يحملون أسرار من صنعوهم، وفي لحظة انكشاف، تصبح هذه الأسرار قنابل سياسية تنفجر في وجوه الجميع.