الموساد في قلب لبنان.. خيوط عملية اغتيال “نصر الله”

سمانيوز/متابعات
كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل جديدة بشأن العملية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني.
واعتبرت العملية من أكثر عمليات الموساد جرأة، بعدما تمكن عملاء إسرائيليون من التسلل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وزرع أجهزة توجيه متطورة مكّنت سلاح الجو من تنفيذ ضربة دقيقة أودت بحياة قيادات بارزة في الحزب، وفي مقدمتهم نصر الله.
التسلل إلى معقل الحزب
بحسب تقرير نشره موقع “واي نت”، الأحد 21 سبتمبر 2025، ففي سبتمبر 2023، وأثناء قصف الضاحية الجنوبية، تسللت وحدة ميدانية من الموساد إلى حي حارة حريك.
حمل الفريق طرودًا مموهة تحتوي أجهزة توجيه، وكان الهدف الوصول إلى مبنى سكني يخفي تحته المخبأ المحصن الأهم للحزب، حيث كان نصر الله على وشك الاجتماع مع كبار قادته، بينهم الجنرال الإيراني عباس نيلفوروشان، وقائد الجبهة الجنوبية علي كركي.
مصادر مطلعة وصفت العملية بأنها “مجازفة من العيار الثقيل”، موضحة أن فرص انسحاب العملاء بسلام لم تتجاوز 50%، بسبب كثافة النيران ومخاطر انكشافهم أمام عناصر الحزب.
التكنولوجيا الحاسمة
أشار التقرير إلى أن الأجهزة المزروعة لم تكن تقليدية، إذ جرى تطويرها في 2022 من خلال تعاون بين الموساد ووحدة 8200 وسلاح الجو الإسرائيلي وشركات مثل رفائيل وإلبيت.
تميّزت الأجهزة بقدرتها على اختراق البنى التحتية تحت الأرض، وتوجيه القنابل الذكية بدقة عالية نحو أهداف محصنة في تضاريس صخرية معقدة، وهو ما اعتبره خبراء عسكريون نقلة نوعية في “حروب الظل”.
تفعيل البرد الثقيل
في الساعة 6:20 مساء في27 سبتمبر 2024، وبعد تفعيل الأجهزة الميدانية، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز إف-15 آي وإف-16 آي غارات دقيقة استهدفت الموقع السري.
واستخدمت الطائرات 83 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز “بي إل يو-109″ الأمريكية المعروفة بـ”البرَد الثقيل”. وزير الدفاع يوآف جالانت أنذاك، أصر على مضاعفة الحمولة لضمان مقتل نصر الله، في خطوة وصفت داخل الجيش بأنها “مغامرة محسوبة”.
الضربة أدت إلى مقتل نصر الله ونحو 300 عنصر من الحزب، بينهم قيادات بارزة، إضافة إلى تدمير مركز القيادة السري الذي كان يدير التنسيق مع إيران.
انقسام داخل المؤسسة الإسرائيلية
التسريبات اللاحقة كشفت عن خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قبل العملية.
وحذّر بعض القادة من خطر اندلاع حرب مفتوحة مع إيران وحلفائها، بينما اعتبرت قيادة الموساد أن “الفرصة ذهبية”. وفي النهاية، حسمت القيادة السياسية القرار وأعطت الضوء الأخضر.
الرد السريع لحزب الله
رد الحزب جاء سريعًا بهجمات صاروخية ومسيرات على شمال إسرائيل، في عملية حملت اسم “خيبر”.
لكن إسرائيل واصلت استهدافها، إذ اغتيل بعد أسبوع خليفة نصر الله، هاشم صفي الدين، ليخلفه نائبه نعيم قاسم.
التداعيات الميدانية والسياسية
القصف الإسرائيلي أدى إلى دمار واسع في الضاحية الجنوبية، ما أثار انتقادات إقليمية ودولية بشأن شرعية العملية وكلفتها المدنية.
ورأى التقرير أن اغتيال نصر الله لم يكن مجرد عمل عسكري، بل تحول استراتيجي قائم على تكتيكات الخداع المرحلي، من تعطيل الاتصالات إلى استهداف المخازن وصولاً إلى مخبأ القيادة.
ما بعد الاغتيال
خبراء عسكريون حذروا من أن غياب نصر الله لا يعني انتهاء التهديد، إذ ما زال الحزب يمتلك ترسانة صاروخية ومسيرات قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.
كما أن رحيل نصر الله قد يفسح المجال أمام قيادة أكثر اندفاعا أو ارتباطا بإيران، ما يزيد احتمالات التصعيد.
عملية “النظام الجديد”
العملية التي أطلق عليها اسم “النظام الجديد” أعادت رسم ملامح الصراع في لبنان.
فقد خسر حزب الله زعيمه التاريخي، بينما لم تُنهِ إسرائيل الحرب بعد. وكما نقل عن أحد ضباط الاستخبارات الإسرائيليين: “انتهت قصة نصر الله.. لكن قصة حزب الله لم تنتهِ بعد”.
