أمريكا تعلن إنشاء قاعدة جوية قطرية في أيداهو

سمانيوز/وكالات
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، أمس الجمعة 10 أكتوبر 2025، إن إدارة ترامب وقّعت رسميًا على خطاب الموافقة الذي يسمح بإنشاء الوحدة الجوية القطرية في قاعدة ماونتن هوم الجوية الواقعة في جنوب غربي أيداهو.
وأوضح هيجسث أن المنشأة “ستستضيف طائرات F-15 قطرية وطياريها لتعزيز التدريب المشترك وزيادة الكفاءة القتالية والتكامل العملياتي”، معتبرًا أن المشروع “يمثل نموذجًا جديدًا للشراكة بين واشنطن والدوحة”، وفقًا لصحيفة “نيوزويك”.
شراكة دفاعية متنامية
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع القطري سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وأشاد هيجسث بالدور الذي لعبته الدوحة في إتمام اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، قائلًا: “لقد كنتم جزءًا أساسيًا مما تحقق في غزة، إنها لحظة تاريخية، نحن ممتنون لشراكتكم ولدعمكم لقواتنا في قاعدة العديد، ولخط التواصل القوي بيننا”.
تُعد قطر من أبرز حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وتستضيف قاعدة العديد الجوية التي تُعد مركزًا رئيسيًا لعمليات القيادة الوسطى الأمريكية (CENTCOM). وفي أواخر سبتمبر، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتعزيز الحماية الأمريكية لدولة قطر عقب غارة إسرائيلية على الدوحة استهدفت قادة من حركة حماس وأدت إلى مقتل 6 أشخاص، بينهم ضابط أمن قطري.
أمر تنفيذي لحماية قطر
جاء في نص القرار الرئاسي الصادر في الأول من أكتوبر: “في حال وقوع مثل هذا الهجوم، ستتخذ الولايات المتحدة جميع الإجراءات القانونية والملائمة، بما في ذلك الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية عند الضرورة، للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ودولة قطر واستعادة السلام والاستقرار.”
ويشير هذا القرار إلى تصاعد مستوى التعاون الأمني بين البلدين، في وقت تعمل فيه واشنطن مع وسطاء إقليميين لإنهاء حرب غزة المستمرة منذ عامين، والتي كان لقطر فيها دور محوري في الوساطة.
غضب داخل معسكر ترامب
أثار إعلان هيجسث، عن موافقة الولايات المتحدة على إنشاء قاعدة قطرية في ولاية أيداهو، موجة واسعة من الجدل والانقسام في الأوساط السياسية الأمريكية.
واندلعت عاصفة من الانتقادات داخل القاعدة اليمينية الداعمة لـدونالد ترامب خصوصًا بين أنصاره من تيار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA).
غضب داخل معسكر ترامب
وفق الصحيفة، كتبت الناشطة اليمينية لورا لومر على منصة إكس: “لم أشعر يومًا بخيانة الحزب الجمهوري كما أشعر الآن.”
بينما قال ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب وأحد مهندسي حركة “ماجا”: “لا ينبغي أبدًا أن توجد قاعدة عسكرية لقوة أجنبية على الأرض الأمريكية المقدسة.”
وانتقدت لومر القرار بشدة في سلسلة منشورات، قائلة: “لا دولة أجنبية يجب أن تُنشئ قاعدة عسكرية على أراضينا”، بحسب تعبيرها.
اتهامات بازدواجية المعايير
لومر التي تُعد من أبرز وجوه اليمين الشعبوي، قالت أيضًا إن وزير الدفاع هيجسث، الذي وصفته بصديقها، “يعلم تمامًا خطورة القرار”، مشيرة إلى أنها “قد تمتنع عن التصويت في انتخابات 2026″ احتجاجًا على ما وصفته بـ”خيانة مبادئ الحركة”.
في المقابل، أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن الاتفاق يندرج ضمن برامج المبيعات العسكرية الخارجية، وأن القاعدة الجديدة “ستوفر فرص تدريب متقدمة وتعزز الجاهزية العملياتية المشتركة، وترسخ الشراكة الدفاعية بين البلدين”.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، لا توجد أي مؤشرات على أن قطر ستستخدم القاعدة لأغراض غير التدريب العسكري، إذ تهدف الخطة إلى “تعزيز القدرات القتالية المشتركة ورفع كفاءة التعاون الدفاعي بين البلدين”.
انتقادات من الديمقراطيين أيضًا
الهجوم على القرار لم يقتصر على الجمهوريين. فقد تساءل النائب الديمقراطي مالكوم كينياتا على منصة إكس: “قاعدة قطرية على الأراضي الأمريكية؟ إنقاذ اقتصادي بقيمة 20 مليار دولار للأرجنتين؟ وحكومة متوقفة عن العمل؟ هل هذه هي سياسة أمريكا أولاً؟”
كما كتب رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية كين مارتن: “إنقاذ للأرجنتين، وقاعدة جوية لقطر.. يبدو أن ترامب يفعل كل شيء باستثناء وضع أمريكا أولاً.”
طائرة قطرية فاخرة
أضيف إلى ذلك جدل آخر أثارته تقارير عن قبول ترامب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من الحكومة القطرية في وقت سابق من هذا العام. الطائرة من طراز بوينج 747 ومن المقرر تجهيزها لاحقًا لتُستخدم ضمن أسطول طائرات “إير فورس وان” الرئاسية، بحسب صحيفة “ذا هيل”.
أما وزير الدفاع هيجسث فاختتم المؤتمر بالتأكيد على أن “لا أحد غير الرئيس ترامب كان قادرًا على تحقيق السلام في غزة”، مشيدًا بالدور القطري في إتمام الاتفاق، ومعتبرًا أن المنشأة الجديدة “ستعزز الشراكة الاستراتيجية وتدعم الاستقرار الإقليمي.”