استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسيقضايا عامة

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.. «مصروف الجيب للأبناء» هم آخر يثقل كاهل الأسر في الجنوب

سمانيوز-شقائق /استطلاع /نوال باقطيان

تكمن أهمية مصروف الجيب للأبناء ليس فقط في تأمين احتياجات الأبناء المالية واشباع رغباتهم بل يمتد إلى الاسهام في استقرارهم النفسي والوجداني ،وتعليمهم ثقافة الإدخار والإدارة المالية لاموالهم. 

لكن في الآونة الأخيرة مع اشتداد وطأة الأسعار على العائلات في الجنوب بات هذا المصروف أو الإنفاق اليومي على الأبناء سواء كانوا أطفال أو أبناء يرتادون الجامعة هاجس وأعباء كبيرة ثتقل كاهل الأسرة إلى جانب تأمين متطلبات الأسرة الأساسية بل تفوقها احيانا ، خاصة للعائلات من ذوي الدخل المحدود. 

وفي هذا الاستطلاع نناقش قضية مصروف الجيب وماتعانيه الأسرة الجنوبية من مشقة في تأمينها، كل ذلك في سياق الاستطلاع التالي.. 

 

تروي لنا أم رياض معاناتها مع مصروف الجيب فهي أم لخمسة أبناء اثنان منهم يرتادان الكلية لتقول زوجي موظف حكومي وراتبه الحكومي ليس إلا لسد رمق حاجاتنا الأساسية من الرز والسكر والزيت ، والراتب لم يبارح مكانه واليوم المعاناة زادت بسبب تحويل الرواتب إلى البنوك ،فنضطر للاستدانة لتأمين الحاجات الأساسية ، بسبب تأخير الرواتب. 

ثم تضيف غلاء الأسعار كانت الطامة الكبرى مؤخراً ، لدي فتاتين ترتادين الكلية ، وكما تعلمين  الفتيات لسن مثل الفتيان متطلباتهم كثيرة ، امنح كل ابنة منهم ١٥٠٠ ريال لشراء الملازم وشراء السندوتشات والعصائر وهذا مبلغ زهيد جدا مقابل مصاريفهم ، لذا ابنائي الذكور يكملون المصاريف لهن.

اما زوجي لا يستطيع توفير سوى متطلبات الأسرة الأساسية فقط. 

 

قنينة ماء : 

وتجيب الأخت سامية سيف أم لثلاثة أبناء:

ليس لدي اطفال اصغرهم سنة أولى كلية ، طبعا امنحها ١٥٠٠ ريال في اليوم لشراء الملازم وغيرها من احتياجات غير أجرة الباص الشهرية،ومع ذلك هذا المبلغ زهيد مقابل احتياجاتها اليومية ، ولا يكفي سوى لشراء قنينة ماء وكأس عصير على حد تعبير ابنتي، وابنتي تدرس في كلية بزنس في جامعة عدن ومع ذلك الأسعار خيالية لدا الكفتيريا في الكلية، وتخبرني ابنتي بأن زميلاتها يحضرون الكلية ولديهم مصروف أكثر من ثلاثة الف اجيبها لكل أسرة ظروفها. 

ثم تتدارك قائلة: لدي اثنين من الأبناء وقد تخرجوا وكنت امنحهم الف ريال  فقط ، فقد كانت الظروف الاقتصادية أفضل ، اما اليوم الأسرة العدنية تعاني الأمرين في سبيل تأمين احتياجات الأسرة الأساسية ولسد رمقهم، فحال البلاد من سيء للأسوأ ، والغلاء قتلت الناس. 

العقل السليم : 

بينما ترى أم سارة أن الغذاء الصحي والروحي بالحفاظ على الصلاة وقراءة القرآن أهم بكثير من مصروف الجيب الذي عادة مايذهب لشراء أشياء صحية وضرورية. لذا لا منحهم مصروف الجيب إلا للضرورة عندما لا يفطرون في المنزل وإذا فطروا في المنزل قبل ذهابهم إلى المدرسة ممكن اعوضهم بغذاء صحي كالسلطات والاسماك ، وهذا النظام اتعامل به معهم منذ الصغر. والان ابنتي الصغيرة تخرجت من الثانوية العامة وتدرس اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد ولأن المعهد بعيد عن المنزل امنحها مصروف للمواصلات حتى تصل إلى المعهد وهي مرتاحة وتستوعب الدروس. 

مستطردة: فيجب الأم تربي أبنائها على هذا النظام وتكون قدوة حسنة لهم ، فهي من تنبي جيل يفكر بشكل سليم وكما تعلمنا العقل السليم في الجسم السليم. 

تبادرني أم عبدالله وهي أم لطفلين: مصروف الجيب أكثر من مصروف المنزل ، لأن البفك والطرزان والبسكويت  والعصائر زادت سعرها أسوة بالمواد الغذائية الأساسية ويشكل عبء كبير على الأسرة، مضيفة بالقول: زمان ٢٠٠ ريال كان مصروفنا الان لم يعد شيء يذكر ففي اليوم الواحد تصل مصاريف ابنائي إلى الفين ريال لكليهما. وهناك أسر للأسف يتباهون بقدرتهم المادية فتجد الطفل يحمل ٣٠٠٠ ريال في جيبه مصروف جيب فقط مما يثير حساسية عند الأطفال الآخرين من الأسر المحدودي الدخل. 

الأسماك حلم : 

أم رنا وهي أم لثلاثة أطفال تقول: ليس لدي دخل ثابت لذا أوفر لهم مصروف الجيب بحدود المعقول والمناسب لمستوى دخلي، 

فزوجي توفي منذ سنوات وليس لدي سوى راتب ضئيل بالكاد أوفر مستلزمات المنزل الأساسية.

وللأسف الأسعار زادت والاسماك باتت حلم بالنسبة لنا فما بالك بمصروف الجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى