استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

لايزال يتجرع تبعاتها حتى اللحظة .. «ذكرى «94/7/7م» المأساة الأسوأ في تاريخ الجنوب المعاصر

سمانيوز / استطلاع/خاص

ال7 من يوليو 1994م هو اليوم المشؤوم الذي دخل فيه الجنوب أسوأ حقبة في تاريخه المعاصر ذكرى مؤلمة لاتزال عالقة في أذهان الجنوبيين طالما أنها لاتزال مستمرة يتجرع تبعاتها شعب الجنوب منذ 30 عاماً حتى اللحظة ، فمنذ ذاك الحين وشعب الجنوب يبحث عن وطنه يناضل لأجل استعادة دولته المسلوبة المنهوبة. يرزح تحت هيمنة أسوأ احتلال غجري قبلي عرفته البشرية أعاد الجنوب دولة وإنسانا عشرات السنين إلى الخلف.

كما أن تاريخ 7/7 يعيد بالذاكرة أيضاً إلى ذكرى انطلاقة ثورة الحراك السلمي الجنوبي 2007م التي أضاءت للجنوبيين النور في نفق الاحتلال المظلم ومارافقها من تضحيات وسقوط آلاف الشهداء والجرحى.

ومع ذلك فإن بعض الأمور بحاجة إلى تفسير فعلي على الرغم من تحرير الأرض الجنوبية من الوجود اليمني في العام 2015م وعلى الرغم من كل تلك الدماء التي سالت إلا أن قيادات يمنية ممن شاركت بالأمس في غزو الجنوب يتقدمهم الدكتور رشاد العليمي أصبحت اليوم تدير الجنوب سياسيا من قصر معاشيق من قلب العاصمة عدن وتحاول مرارا وتكرارا الانقلاب على الجنوبيين من داخل الجنوب.

سمانيوز التقت عددا من الجنوبيين وطرحت عليهم السؤال أدناه ؛

ماذا تعني لك ذكرى 7/7 94م يوم اجتياح الجنوب؟

وأيضًا يوم انطلاق ثورة الحراك السلمي الجنوبي 7/7/2007م؟

وما سر (هذه المعادلة) قيادات يمنية شاركت بالأمس في غزو الجنوب أصبحت اليوم من معاشيق تدير الجنوب..؟!

7/7 هو النتيجة الحتمية لـ ال22 من مايو 90م :

القيادي في الحراك الجنوبي الاستاذ عوض محمد صائل قال :

7/7 /94 هو يوم مشؤوم على الجنوب وهو النتيجة الحتمية لـ 22 من مايو 90م يوم وحدة الغدر والخيانة التي تمت في غفلة من الزمن لابتلاع الجنوب تحت شعار الوحدة اليمنية.

وما يحز في النفس ليس غباء القيادة السياسية في الجنوب فحسب ، ولكن أيضًا غباء الشق الجنوبي في صنعاء الذي كان معارضًا لحكام الجنوب والذي شارك في تدمير الجنوب ، بل وكان عاملا حاسما في انتصار قوى 7/7 على الجنوب وما تلى ذلك من القضاء على البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الجنوب واستبدالها بالجهل والتخلف وغرس قيم الفساد المالي والأخلاقي وتقاسم أرض الجنوب وثرواته بين قوى عصابة الانتصار والإمعان في طمس معالم دولة الجنوب وهوية شعبها وتحويله إلى قطيع تابع للمركز المقدس في صنعاء. وتابع الأستاذ صائل قائلاً :

لقد كان هذا التاريخ أشبه بزلزال ضرب أرض جنوب العرب ولم يبق ولم يذر.

وما أن استفاق شعب الجنوب من هول الصدمة وبدأ يلم شتاته وينظم صفوفه لاستعادة كرامته وأرضه السليبة رغم قساوة المحتل وإجراءاته القمعية ، حلت عليه موجة أخرى من الحرب ذات الطابع الطائفي السلالي هذه المرة ولكن الغزاة ذاقوا وبال ضربات ثوار الجنوب الذين تداعوا للدفاع عن الأرض والعرض وتمكنوا من تحرير الجنوب من تلك العصابة الباغية بمساعدة التحالف العربي الذي تدخل في الحرب ضد الحركه الحوثية لاستعادة الدولة الشرعية التي انقلب عليها في صنعاء، وهذه الجزئية بالذات هي التي جيرت انتصار شعب الجنوب لصالح ما تبقى من نظام صنعاء من قيادات وأحزاب هربت من المواجهة إلى الخارج.

وبما أن المجلس الانتقالي الذي يمثل شعب الجنوب المنتصر أصبح شريكا مع التحالف ضد المد الحوثي الفارسي وأمام ضغط التحالف كان لابد له من إيواء شرعية المنفى لتقود الحرب ضد الحوثيين وتوفر الخدمات لشعب الجنوب. ولم يحدث من الشرعية والتحالف لا هذا ولا ذاك بل ذهبوا إلى ابعد من ذلك وهي سياسة تفكيك المجلس الانتقالي من خلال استهداف حاضنته الشعبية بالتجويع وحرب الخدمات وتشكيل كيانات سياسية قبلية ومناطقية.

من الواضح أن قيادة التحالف تدير الأمور بالاتجاه المعاكس لمشروع شعب الجنوب في استعادة دولته والاتجاه إلى إبرام صفقة مع الحوثيين لضمان أمنها ولم يعد هذا سراً أو خافياً على أحد ، هذه هي العقبة التي تقف الآن أمام شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي وليس جماعة المعاشيق.

وختم الأستاذ صائل قائلاً :

ولكن هيهات ليس من أحد مهما كبرت مكانته أن يقرر مصير شعب الجنوب أو يفرض عليه خيارات تعيده إلى مركز الطاعة فالشعوب هي صانعة التاريخ وهي وحدها صاحبة الحق الشرعي والقانوني في مصير أوطانها.

7/7 ذكرى شؤوم على شعب الجنوب :

الاستاذ مهدي عبد الله مقبل رئيس انتقالي المحفد بأبين قال :

7/7 ذكرى شؤوم على شعب الجنوب، يوم استباح ونهب المحتل اليمني دولتنا الجنوبية ، أعتبر كل شيء أمامه سواءً ممتلكات خاصة أو عامة (غنيمة) حتى منازل المواطنين لم تسلم. وأضاف الجريمة أنه استخدم الفتاوى الدينية ذريعة لاستباحة الأرض والعرض. لقد أعاد شعب الجنوب إلى الخلف عشرات السنين وتم استبدال قوانين وأنظمة الدولة الجنوبية الحديثة بالأعراف القبلية وحكم ألقاب وعصابات المافيا والإرهاب. وتم استبعاد الكادر الجنوبي من الوظائف الحساسة. ومورست ضد الجنوبيين سياسة الضم والإلحاق والإقصاء والتهميش وخليك بالبيت. ولكن شعب الجنوب عنيد لايستسلم بل ظل يناضل، واستطاع أن يحول ذكرى هذا اليوم الأسود إلى يوم انطلاق ثورته السلمية (ثورة الحراك السلمي الجنوبي) التي من خلالها لملم شتاته ووحد صفوفه وبإصرار وعزيمة وثبات استطاع أن يصمد ويشعل الحماس الثوري في نفوس عامة الشعب ، ويواصل طريقه رغم أساليب القمع والملاحقة والاعتقالات التي انتهجها المحتل اليمني. وكان الشباب شعلة الحراك الجنوبي المتوهجة. وأضاف الاستاذ مهدي قائلاً :

لقد كان ثمار ذلك الحراك نشوء المقاومة المسلحة الجنوبية التي وقفت في وجه الغزو الحوثي عفاشي في ٢٠١٥ م حرب اجتياح الجنوب الثاني. مقاومة مرغت أنوف جحافل عفاش والحوثي بالتراب ، واستطاعت أن تنتزع منهم نصرا عظيما رغم شحة الإمكانيات.

ولكي يتحصل الجنوبيون على غطاء شرعي يصونون من خلاله إنجازاتهم ويتحركون في ظله كان لابد أن ندخل في شراكة مع عدو الأمس الذي كان وللأسف شريكا أساسيا في غزو أرضنا ونهبها والتنكيل بشعبنا ولأجل أن لا نصنف إنقلابيين ومليشيات ليس لها غطاء دولي أو شرعية دولية فرض علينا أن نشارك أعداء الأمس فهكذا هي السياسة مهما تكون صنوفها مريرة وقاسية ، ولكن يجب علينا أن نتماشى معها مع الحفاظ على المنجزات والثوابت الوطنية.

واستطعنا من خلال تلك الشراكة أن نعيد بناء المؤسسات وترميم البنية التحتية وإيصال قضيتنا إلى كل المحافل الدولية وأصبح كل العالم يتفهم مظلومية شعب الجنوب وأحقيته المشروعة في استعادة دولته المسلوبة ، وإن غداً لناظره قريب.

7/7 نقطة سوداء على جبين الإقليم والعالم :

من جهته عضو الجمعية الوطنية الاستاذ فيصل النجار قال :

إن ذكرى 7/7 تعني لي ولكل جنوبي النهاية لكذبة وتحقيق الوحدة اليمنية،

7/7 تاريخ أسود وعيب أسود ونقطة سوداء على جبين الإقليم والعالم عندما صمتوا على اجتياح دولة كانت ذات سيادة وشعب مثقف ومتعلم وجار أمين لدول الجوار، كانت دولة الجنوب تحمي الأمن القومي الخليجي وتؤمّن خطوط التجارة العالمية ، وتحافظ على توازن القوى وتحترم حق الجوار ، وكانت دولة في مقدمة الدول تساند العرب في قضاياهم والدفاع عن حقوقهم في فلسطين ولبنان وغيرها.

وتابع الأستاذ فيصل قائلاً :

لهذا يعني لي 7/7 يوم عار على العرب وحين فرط الإقليم والعالم بالأمن والأمان في الجنوب وقبلوا أن يحل محله الإرهاب والقرصنة والتهريب وعدم استقرار المنطقة.

وعن انطلاق ثورة الحراك السلمي الجنوبي كانت جذوة الثورة مازالت تعيش في روح كوادر الجيش الجنوبي المقصي ، فأعلنوا بالمناسبة يوم غضب عسكري نزعوا الخوف واجهوا الوضع بشجاعة مطالبين بحقوقهم ورفع رواتبهم ، فانتفض الطيف الجنوبي المدني مع الحركة العسكرية السلمية الشجاعة صنعوا ثورة الحراك الجنوبي السلمي يواجهون بصدور عارية آلة البطش والموت العفاشية بالعاصمة عدن وارتفع الصوت عالياً باستعادة دولة الجنوب المختطفة، رغم قمع نظام عفاش استطاع اختراق الحراك الجنوبي واستنسخ منه سبعين مكون لغرض إفراغه من محتواه والقضاء على الهدف الثوري فيه، ولكن الرسائل السياسية من الحراك الجنوبي وصلت للعالم أن الشعب الجنوبي يريد فك الارتباط وعودة الدولة إلى ماقبل حدود عام 90م.

وأضاف الاستاذ فيصل :

لقد شكل وصول عاصفة الحزم للتحالف العربي نقطة انطلاقة جديدة أمام الحراك الجنوبي وولدت المقاومة الجنوبية في 2015م تقودها إرادة الجنوب وتحررت عدن مع باقي المناطق المجاورة لها ويأتي إشهار الكيان السياسي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي قائد تلك المقاومة الجنوبية وثمار للحراك الجنوبي ، فإشهار المجلس الانتقالي الجنوبي كان نصراً آخر بعد التحرير لأنه أسس قوات مسلحة جنوبية قوية بفضل من الله ثم بتضحيات قواتنا نحن اليوم ننعم بوجودنا على أرضنا رغم العراقيل والصعوبات التي نواجهها إلا أننا بالطريق الصحيح خلف قيادتنا الرشيدة التي نحمل البندقية بيد وملف القضية باليد الأخرى.

أما عن تواجد قيادات يمنية شاركت عفاش احتلال الجنوب ، فالسياسة لاترحم ففي عالم السياسة لا عدو دائم ولا صديق دائم ، ووجود قيادات يمنية اليوم بالعاصمة عدن يأتي في إطار الشراكة التي فرضتها المرحلة من المجتمع الدولي نحو توحيد القوى لمواجهة الانقلاب ، وهي ليست احتلالا كما يقرأ البعض ولكنها أتت بموافقتنا وتواجدها مؤقت، والقبول بها من باب أن يقبل العالم والتحالف بقضيتنا وتستمر علاقتنا مع الوسيط الإقليمي والدولي، والشارع الجنوبي واع ومتفهم ويقف إلى جانب القيادة في معركتها السياسية والعسكرية ونحن على أرضنا أحرارا أقوى ألف مرة من تواجد هلامي للشرعية في العاصمة عدن لا تملك إلا حمايتنا لها واعتراف العالم بها ، لقد توكلت قيادتنا بالأمر على الله ولا غالب إلا الله.

الحركة التحررية تسير تصاعديًا :

وكان الأستاذ محمد عبدالله الموس مسك ختام استطلاعنا حيث قال :

شكرا لكم وللصحيفة أخي عبدالله.

الواقع أن الحركة الوطنية الجنوبية منذ أمد بعيد، ونقصد منذ حركات الاستقلال عن بريطانيا، دائما تكون تصاعدية بتصاعد قمع المحتل.

فقد كانت أولى التحركات الشعبية ضد الاحتلال اليمني في محافظة حضرموت في ١٩٩٧م وتمت مواجهة هذا التحرك الشعبي بحملة اعتقالات هناك كان على رأس من تم اعتقالهم الأستاذ علي عبدالله الكثيري وعدد من رفاقة، وهذا السلوك العسكري تجاه الناس هو سلوك المحتل دائما فالأجهزة العسكرية لم تنظر لهم كمواطنين في الجمهورية اليمنية لهم حق التعبير بل نظرت لهم كمتمردين يستحقون العقاب.

وتابع الأستاذ الموس :

والحال كذلك في باقي محافظات الجنوب وعلى رأسها العاصمة عدن حيث كانت صحيفة الأيام هي صوت الجنوب ، وكانت وكتابها هدفا مباشرا للعسس وزوار الليل طوال سنوات ما قبل انطلاق الحراك الجنوبي.

الواقع أن تململ الشارع الجنوبي في عدن بدأ من منتديات عدن ، وهي كثيرة وليعذرني الأصدقاء لعدم ذكرها لكنها محفوظة في الذاكرة الجمعية الجنوبية وفي وثائق الحراك الجنوبي.

كانت نقطة التحول الأهم في الحركة الوطنية الجنوبية هي إعلان التصالح والتسامح الجنوبي في ال١٣ من يناير ٢٠٠٦م في جمعية ردفان الخالدة التي عمدت سلطات الاحتلال بعد ذلك إلى إغلاقها انتقاما من دورها في صناعة اللحمة الوطنية الجنوبية، وكما ترى عزيزي القارئ فقد تحول ال١٣ من يناير الدامي إلى ال١٣ من يناير الوحدة الوطنية الجنوبية رغم محاولات الخصوم التذكير بيناير الدامي ، وكأنهم كانوا في اليمن يعيشون في دول اسكندنافيا أو في جزيرة يوتوبيا الخيالية.

وختم الأستاذ الموس قائلاً :

من رحم التصالح والتسامح ولد الحراك الجنوبي بقيادة ثلة فدائية من القادة والضباط والجنود في الجيش الجنوبي الذين تم تسريحهم بعد غزو ١٩٩٤م وكانت الانطلاقة الأولى في ساحة الحرية في خور مكسر يوم ٧ يوليو ٢٠٠٧م والذي كان ردا مبدئياً على يوم سقوط عدن في ال٧ من يوليو ١٩٩٤م ، وهكذا نحت أبناء الجنوب أياماً خالدة يفخرون بها رداً على أيام نكساتهم التي حصنوها بترك الماضي والنظر إلى المستقبل المتمثل في التحرير والاستقلال ، وإقامة دولة الجنوب الفيدرالية على كامل تراب الجنوب العربي من المهرة إلى باب المندب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى