اقتصاد

روسيا عن تصدير الغاز التركمانستاني إلى أوروبا: لا نخشى المنافسة

سمانيوز / اقتصاد

قال بافل زافالني، رئيس لجنة الطاقة بمجلس الدوما الروسي، إن الأخبار المتداولة بشأن تصدير الغاز التركمانستاني إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، مجرد حديث يحتاج إلى الكثير من الإمكانيات والبنى التحتية لتنفيذه، مؤكداً أن موسكو لا تخشى المنافسة فيما يتعلق بمشروع “نورد ستريم 2”.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أعلن، الثلاثاء الماضي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركمانستاني رشيد ميريدوف، بالعاصمة التركية أنقرة، أن بلاده مستعدة للقيام بما يلزم من أجل نقل غاز تركمانستان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وأوضح زافالني أن “خط أنابيب الغاز عبر الأناضول (تاناب) تبلغ سعته 16 مليار متر مكعب، منها 10 مليارات غاز تذهب إلى تركيا، و6 مليارات تذهب إلى أوروبا، أي ببساطة لا توجد سعة حرة أو قدرة يمكن توفيرها لنقل الغاز التركمانستاني”.

وأضاف: “من أجل توفير الغاز التركمانستاني، أولاً وقبل كل شيء، هناك حاجة إلى الموارد. فالغاز الذي يتم إنتاجه في تركمانستان، يُصدر بالكامل تقريباً إلى الصين، فهم اشتروا الموارد واستثمروا في الإنتاج وأنشؤوا خطوط أنابيب الغاز، وكل شيء هناك يذهب الى الصين”.

وتابع رئيس لجنة الطاقة الروسي: “إنتاج الغاز في تركمانستان لا يعني وصوله إلى أوروبا، إذ يجب أولاً تطوير الموارد والبنية التحتية لعملية النقل، فأولاً يجب إيصال الغاز إلى ساحل بحر قزوين، وموافقة الدول المشاركة في خط أنابيب الغاز عبر قزوين، وبينها إيران وروسيا، على مد الغاز عبر الأنابيب”.

وأشار زافالني إلى أن “الفترة الممتدة من بدء المحادثات وصولاً إلى التنفيذ قد تستغرق وقتاً طويلاً جدًا، لذلك الحديث عن نقل غاز تركمانستان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية مجرد كلام”.

وبحسب تصريحات رئيس لجنة الطاقة الروسية، فإن “مشروع (تاناب) تجاوزت كلفته عشرات المليارات من الدولارات، وببساطة لا يوجد مكان للغاز التركمانستاني في خط الأنابيب هذا، فأذربيجان هي المستثمر الرئيس لهذا الخط، لنقل الغاز من حقل شاه دنيز”.

تعاون ثنائي…

وقال تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، خلال مؤتمر الثلاثاء، إنه وقع مع نظيره ميريدوف على برنامج التعاون بين البلدين لعامي (2021-2022)، كما كشف عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تركمانستان، مشيراً إلى رغبة أنقرة في عقد قمة ثلاثية بين زعماء تركيا وأذربيجان وتركمانستان، على هامش الزيارة.

بدوره، قال وزير خارجية تركمانستان، رشيد ميريدوف، إن حجم التبادل التجاري بين تركيا وبلاده قارب ملياري دولار خلال العام المنصرم، مؤكداً استعداد بلاده للتعاون مع أنقرة في مجال الطاقة، والنقل، والتكنولوجيات الفائقة ومجالات أخرى.

نورد ستريم 2…

وأعلنت روسيا عن خط أنابيب “نورد ستريم 2″، رسمياً لأول مرة عام 2015، ويعتبر أحد أكثر مشاريع الطاقة إثارة للجدل في أوروبا، بسبب التوترات بين الغرب وموسكو في أعقاب ضمها غير القانوني لشبه جزيرة القرم عام 2014، وغزو شرق أوكرانيا.

واكتمل المشروع بنسبة تزيد على 90%، لكن ما زال هناك 120 كيلومتراً من الأنابيب يجب تشييدها في المياه الدنماركية، إضافة إلى نحو 30 كيلومتراً في المياه الألمانية، قبل أن يصل إلى البر عند بلدة لوبمين الساحلية في شمال ألمانيا.

وعُلق تشييد خط الأنابيب في ديسمبر 2019، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عقوبات على المشروع، لكن الحكومة الألمانية تمسكت به واستؤنف العمل. وفي 9 فبراير 2021، أعلن مسؤول بشركة الغاز الروسية “غازبروم”، أن المشروع يخطط لإتمام تشييد خط الأنابيب المزدوج في المياه الدنماركية في أبريل 2021.

وبينما تدعم الحكومة الألمانية المشروع، وتصر على أنه “تجاري بحت”، تنظر الحكومات الأوروبية الأخرى، بما في ذلك العديد من دول أوروبا الشرقية، إلى المشروع على أنه “وسيلة روسيا لاكتساب نفوذ غير مبرر، ونفوذ جيوسياسي على أوروبا من خلال صادرات الطاقة، ومعاقبة كييف مالياً في غضون هذه العملية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى