اقتصاد

الذكاء الاصطناعي يعيد الحياة إلى شركات الاتصالات القديمة

سمانيوز/وكالات

الصفقات مع كبرى شركات التكنولوجيا بمثابة طوق نجاة لشركات الاتصالات خلال أقل من عام، تحولت شركة «لومين تكنولوجيز» من شركة مثقلة بالديون ومتعثرة إلى شركة رائدة في مجال الاتصالات ومحط اهتمام المهتمين بالذكاء الاصطناعي.

فمنذ فترة وجيزة، كان ينظر إلى هذه الشركة الإقليمية الأمريكية للاتصالات على أنها مجرد شركة مفلسة استحوذ عليها أحد صناديق الاستثمار الأكثر جرأة في «وول ستريت».

أما اليوم، فقد أصبحت «لومين» في وسط دائرة الضوء في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت أسهمها بأكثر من 700% منذ ربيع هذا العام، ومع اقتراب قيمتها السوقية من 10 مليارات دولار أمريكي، بدأت أعباء الديون التي تقارب 20 مليار دولار تبدو أقل وطأة وتأثيراً.

وتزداد حاجة التقنيات الحديثة إلى البنى التحتية القديمة، مما أدى إلى انتعاش مجموعة من الشركات التي كادت أن تندثر. ففي حالة «لومين»، تعود مكاسبها إلى توقيعها عقوداً بقيمة 8 مليارات دولار مع شركات مثل «غوغل» و«أمازون» و«ميتا»، لتوفير ما يسمى بشبكات الاتصال الخاصة.

وتعد «لومين»، التي تأسست في العقد الماضي من خلال اندماج «ليفيل 3» و«سنتشري لينك»، مزوداً رئيسياً لخدمات الإنترنت. وتسعى شركات الحوسبة السحابية العملاقة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات إلى الوصول إلى شبكتها فائقة السرعة من الألياف الضوئية.

وثمة شركة اتصالات أخرى قديمة وكاسدة قد تستفيد من تجدد أهمية الاتصالات القديمة. وقد يساعد ذلك شركات مثل «فرونتير كوميونيكيشنز» في الحصول على صفقة أفضل من «فيريزون» مقارنة بعرضها الحالي البالغ 20 مليار دولار.

ويعتقد مساهمو «فرونتير» أن البنية التحتية العتيقة أصبحت أكثر أهمية في عالم يتسارع فيه نقل البيانات وتتمتع فيه كبرى شركات التكنولوجيا بالقدرات المالية التي تمكنها من دفع مقابل وصولها إلى هذه البنى التحتية لتلبية متطلباتها.

ويدفع المقابل النقدي للصفقات مع كبرى شركات التكنولوجيا مقدماً، لكن تسجيل العائد المحاسبي يكون أكثر تحفظاً. وتظل تكاليف الفائدة والإنفاق الرأسمالي ضخمة بالنسبة لـ «لومين»، فضلاً عن أن الكثير من أعمالها عتيقة ومتداعية، ويقصد بذلك التوصيلات النحاسية.

وأتمت «لومين» عملية إعادة هيكلة معقدة للديون في وقت سابق من العام أدت إلى زيادة لافتة في السيولة لديها، كما منحتها إعادة الهيكلة برهة للاستراحة من الديون المستحقة العالقة.

وبدا أن الشركة، التي تحقق تدفقات نقدية حرة سنوية تقل عن ملياري دولار وتعاني أعمالها من تدهور شديد، كانت بصدد إعلان حتمي للإفلاس.

وستكون مثل هذه الاتفاقيات مع كبرى شركات التكنولوجيا داعمة بشكل كبير. وبالرغم من ذلك، تظل البيانات التشغيلية مقلقة. لكن ارتفاع القيمة السوقية لـ «لومين» قد يمكنها من طرح أسهم جديدة لتعزيز خزائنها، على أمل إبرام المزيد من الصفقات الكبيرة مع مراكز البيانات في المستقبل.

وليس من الغريب أن إدارة «لومين» اتجهت إلى الاستفادة من صيحة الذكاء الاصطناعي، بإعلانها أن بنيتها التحتية ضرورية لإطلاق العنان للتكنولوجيا الصاعدة التي ستغير من نصاب الأمور.

وسواء أكان ذلك صحيحاً أم لا، فإن «لومين» ونظيراتها تتمتع الآن بوضع جيد يمكنها من زيادة رأس المال طالما كانت الفرصة سانحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى