اقتصاد

مديرو صناديق يحذرون: الدولار الأمريكي يفقد جاذبيته

سمانيوز/وكالات

يحذر مديرو صناديق استثمارية من أن مكانة الدولار الأمريكي كملاذ آمن لرؤوس الأموال العالمية قد تتعرض للخطر نتيجة السياسات غير المستقرة وارتفاع الحواجز التجارية.

وتراجع الدولار الجمعة 11 أبريل، إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات أمام اليورو، مواصلًا موجة الهبوط التي بدأت الأسبوع الماضي عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية “متبادلة” وحادة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بحسب “فايننشال تايمز”، السبت 12 أبريل 2025.

الاستقرار النسبي للاقتصاد الأمريكي
أثارت هذه التحركات قلق المستثمرين الذين حذروا من “تحول زلزالي” في الاقتصاد العالمي إذا ما فقد الدولار دوره كملاذ في أوقات تقلبات الأسواق.

ولطالما سمح الاستقرار النسبي للاقتصاد الأمريكي للدولار بأن يؤدي دور العملة الاحتياطية العالمية، ما دفع البنوك المركزية حول العالم إلى الاحتفاظ به.

ومكن ذلك الولايات المتحدة من الاقتراض بتكاليف منخفضة وتمويل “العجز المزدوج” في الحساب الجاري والموازنة العامة.

سياسة ترامب الجمركية ومكانة أمريكا
لكن عمليات بيع متزامنة شهدتها أسواق الأسهم والسندات والدولار خلال الأيام الأخيرة، مدفوعة بسياسات ترامب التجارية التصعيدية، تعكس تراجع ثقة المستثمرين الدوليين في الأصول الأمريكية، بحسب مديري صناديق استثمار.

وقال بيرت فلوسباخ، المؤسس المشارك وكبير مسؤولي الاستثمار في شركة “فلوسباخ فون ستورش” الألمانية لإدارة الأصول: “سياسة ترامب الجمركية الفوضوية تقوض مكانة الولايات المتحدة كملاذ آمن”.

وأضاف براد سيتسر، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية: “من المؤكد أن الغموض السياسي المتزايد في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تحولات في استخدام الدولار داخل الاقتصاد العالمي”.

سياسة ترامب قد تضعف الدولار
يرى إدوارد فيشمان، مؤلف كتاب “نقاط الاختناق” الذي يتناول الحرب الاقتصادية الأمريكية، أن تهديدات ترامب لسيادة القانون واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الرسوم الجمركية، قد تضعف من جاذبية الدولار.

وتوقع أن يؤدي ذلك بمرور الوقت إلى نشوء نظام “متعدد الأقطاب” تلعب فيه عملات أخرى، مثل اليورو، دوراً أكبر.

تراجع غير معتاد للدولار الأمريكي
يعد تراجع الدولار الحالي غير معتاد، إذ إن التوترات المالية العالمية عادة ما تعزز الطلب عليه، باعتباره ملاذًا آمنًا مثل سندات الخزانة الأمريكية.

وكان ستيفن ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس ترامب، قد رأى قبل تنصيب ترامب أن وضع الدولار كعملة احتياطية عالمية تسبب في رفع سعر صرفه بشكل مصطنع، ما أضر بقدرة الصناعة الأمريكية على المنافسة.

وشكك اقتصاديون في هذه الحجة، محذرين من أن هذا المنطق قد يدفع إدارة ترامب إلى اتخاذ خطوات إضافية لخفض قيمة الدولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى