اقتصاد

إنتاجية النفط في المكسيك تتجه لانخفاض تاريخي يهدد أمريكا

سمانيوز/وكالات

تتجه إنتاجية النفط في المكسيك نحو الانخفاض إلى مستويات لم تُسجل منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، أي قبل بدء تشغيل الحقل العملاق “كانتاريل”، وهذا التراجع يُشكل تهديدًا للمصافي الأمريكية، التي تزداد حاجتها إلى النفط المكسيكي وفق بلومبرج الأربعاء 2 يوليو 2025.

تراجع الإنتاج، بالتزامن مع تصاعد وتيرة تشغيل مصفاة “دوس بوكاس” الأكبر في البلاد، قلّص كميات النفط المتاحة للأسواق الخارجية. ووفقًا لتقارير الشحن، انخفضت الصادرات خلال يونيو إلى 529 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى يُسجل على الإطلاق.

تراجع الإنتاج والصادرات
أوضح جواو لوبيز، كبير المحللين في قطاع التكرير لدى “إس أند بي جلوبال”، أن “مشاكل شركة بتروليوس مكسيكانوس (بيميكس) في سداد ديونها للموردين زادت من تعقيد الوضع، خاصة أن الشركة كانت تواجه أصلاً تحديات في الحقول المتقادمة”. وأضاف أن غياب الاكتشافات الجديدة المؤثرة يلقي بظلاله على آفاق الإنتاج الطويلة الأجل.

بلغ متوسط إنتاج المكسيك من النفط خلال العام الجاري نحو 1.621 مليون برميل يوميًا، وهو الأدنى منذ عام 1979، عندما بدأ حقل “كانتاريل” الضخم إنتاجه للمرة الأولى. ولم تتمكن المكسيك منذ ذلك الحين من تكرار اكتشاف بمستوى “كانتاريل” الذي يحتوي على 35 مليار برميل من النفط. تشير تقديرات إلى أن أحد أحدث اكتشافاتها، حقل “زاما”، يحتوي على 800 مليون برميل فقط.

يتزامن انخفاض الإنتاج مع تشغيل المصافي الأمريكية بكامل طاقتها لتلبية الطلب على الوقود خلال موسم السفر الصيفي.

تفاقم أزمة الإمدادات والديون
يُفاقم انخفاض صادرات المكسيك من شحّ الإمدادات من النفط الثقيل عالي الكبريت، الذي تعتمد عليه المصافي الأمريكية، وذلك في ظل العقوبات الأمريكية المشددة على فنزويلا والنزاع الجمركي المستمر مع كندا، ما قيد تدفق الإمدادات من كلا البلدين. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار أنواع النفط المشابهة التي تنتجها المكسيك وكندا، وهما أكبر موردين أجنبيين للمصافي الأمريكية. وسجلت أسعار النفط الكندي الشهر الماضي أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين.

يتباطأ الإنتاج فيما تواجه “بيميكس” صعوبات في سداد مدفوعات تُقدر بنحو 20 مليار دولار للموردين، بما في ذلك شركات خدمات الحقول النفطية. وقد تسببت هذه التأخيرات في تعليق بعض العقود، كما أشعلت احتجاجات في بلدات تعتمد اقتصاديًا على الشركة. لم تفِ “بيميكس” بتعهداتها السابقة بتسوية الديون بحلول مارس، لكنها تتوقع الآن أن تعود الأمور إلى طبيعتها خلال هذا الشهر. وتعتزم الشركة الكشف عن خطة استراتيجية جديدة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، بعد أن سجلت خسائر تقترب من 30 مليار دولار العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى