الجنوب العربيصحيفة سمانيوز

“سمانيوز”تستطلع آراء نخبة من الناشطين حول الانهيار الاقتصادي وأثره على مستقبل شباب الجنوب..!

سمانيوز / استطلاع / عبدالله قردع

عقب الانهيار المخيف الذي لحِق بالعملة المحلية” الريال اليمني” وما رافقه من ارتفاع جنوني للأسعار، طرق الفقر والجوع أغلب أبواب الأسر الجنوبية، وصُنفت أزمة هذا البلد على أنها اسوأ أزمة إنسانية في العالم، وكان لهذا الانهيار تبعات خطيرة تمثلت في عجز بعض الأسر عن دفع مصاريف التعليم لأبنائهم ما أدى إلى عزوف كثير من الشباب وطلاب المدارس الأساسي والثانوي والجامعي خصوصاً في الأرياف وبعض المدن الجنوبية عن مواصلة التحصيل العلمي والتربوي، والتحق الكثير منهم بسوق العمل بوقت مبكر وانخرط آخرون بالسلك العسكري، وذلك للمساعدة في توفير لقمة عيش لأسرهم، وهذا مؤشر لايبشر بخير، وما يوحي أن مستقبل الأجيال القادمة وكذا مستقبل الدولة الجنوبية القادم أصبح على المحك! ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع الحسَّاس وللتنبيه بخطورته وللبحث عن حلول أجرت سمانيوز استطلاعاً التقت من خلاله عدداً من المعلمين والطلاب والشباب. 

• سياسة تجهيل اجتاحت الجنوب عقب العام 90م : 

المعلم حيدرة عبدالله عوض مدير ثانوية في محافظة أبين قال : هذه سياسة تجهيل اجتاحت الجنوب عقب وحدة العام 90 المشؤومة، ومايحدث اليوم هو امتداد لتلك الجائحة، حيث قام الهالك عفاش بابتلاع الدولة الجنوبية ومارس كل أساليب الضم والالحاق ضد عاصمة الجنوب عدن وجرَّدها من كل شيء تقريباً، وجعل كل شيء مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدينة صنعاء ومارس سياسية عودة الفرع إلى الأصل.

 واستطرد قائلاً : لقد قام بعمل كل الاحتياطات اللازمة واستبق الأحداث بأحداث مضادة ووضع عراقيل وقيوداً أمام الجنوبيين في حال قرروا استعادة دولتهم، وما يحدث اليوم خير شاهد حيث لاتزال صنعاء هي المسيطر على المشهد الجنوبي وهي الممسك بزمام الأمور خصوصاً الاقتصادية،مضيفاً بأنه لايزال شعب الجنوب يتجرَّع تبعات سياسة التجهيل تلك وإثارة النعرات والثأرات القبلية والمناطقية التي وضع مداميكها الهالك عفاش ضد شباب الجنوب،لقد وضع استراتيجية طويلة الأمد تضمن تجهيل شباب الجنوب لكي يسهل السيطرة على مستقبله والاستيلاء على أرضه وثروته ، فالشعب الجاهل  يسهل اصطياده والعبث به. 

ويواصل الأستاذ حيدرة حديثه” اعتقد أنه لا حلول ولا مخارج إلا باستعادة الدولة الجنوبية، فهي القادر على حماية الشباب ودعمه ورعايته وجديرة بالحفاظ على مستقبله، وعشمنا كبير في المجلس الانتقالي الجنوبي فهو منا ونحن منه وهو المفوَّض من شعب الجنوب وكلنا ثقة أنه لن يدخر جهد في سبيل رعاية شباب الجنوب. 

  • ترك المدرسة معناه الجهل أو الانحراف : 

من جهته الأخ نبيل ناصر القاضي معلم أساسي في محافظة أبين استرسل بالذاكرة للخلف قائلاً : كانت دولة الجنوب الأفضل في الجانب التعليمي على مستوى الجزيرة العربية وكانت أعين الحاقدين تتربص بها، واعتقد أن الفرصة قد لاحت لهم، مضيفاً بأنها سياسة تجهيل مدروسة ومعدَّة مسبقاً، وحان الوقت لتنفيذها وأنصح أولياء الأمور بالحفاظ على مستقبل أولادهم فلذات اكبادهم وبذل قصارى جهودهم لمنع انحرافهم، مشيراً إلى أن ترك المدرسة معناه الجهل والانحراف، وحتى لو فرضت الظروف المعيشية القاسية على البعض الانخراط بعمل ما، فيجب أن لا تترك المدرسة، بل يجب مساعدة الشباب على التوفيق بين الاثنين العمل والدراسة في آن واحد، وعلى قادة الألوية والمعسكرات وأرباب العمل مساعدة الشباب وتشجيعهم على مواصلة التعليم مع عدم حرمانهم من حقوقهم المالية،حيث أن مسؤولية الحفاظ على مستقبل الشباب جماعية ولاتقتصر على ولي أمر الأسرة، فالوضع شبه منهار بشكل عام وبحاجة إلى تكاثف الأسرة والمجتمع والدولة ، فالجميع مسؤول والجميع آباء وأولياء أمور وأي انعكاسات سلبية أو إيجابية مستقبلية سينال كل واحد نصيبه منها. 

• وطن مدمّر وشباب جاهل مصيبة عظيمة : 

من جهته الدكتور جمال منصور شوبه قال : نحن نسير باتجاه استعادة دولتنا الجنوبية المدمّرة، وهذا يحتاج عزيمة وجهد وتكاثف الجميع ومن السهل إعادة بناء مادمره الأعداء، ولكن الكارثة الكبيرة تكمن في تدمير عقول الشباب فالوضع يصبح أكثر تعقيداً، وطن مدمر زائد شباب جاهل أو منحرف مصيبة عظيمة، هذا ما يتوجب علينا أن نحسب حسابه ونضع له حلول عاجلة فالجهل علة العلل. 

• الشباب الجاهل لايبني ولايستعيد وطن : 

وأوضح الدكتور شوبه ”

أن الشباب الجاهل لايستطيع أن يبني أسرة ولايبني ولايستعيد وطن، ولانرجو منه خير، ونحن نعيش في مرحلة التكنولوجيا المعاصرة والحروب الإلكترونية والثورة الصناعية الجبَّارة من حولنا، ومن العيب أن نظل عالة على المجتمعات المتحضرة ونقطة سوداء على سطح المعمورة، وإذا استمر الوضع المعيشي هكذا واستمر معه عزوف الطلاب والشباب عن التحصيل العلمي فإن 70% من الجيل القادم سيكون أميَّاً جاهلاً وسنقضي سنوات حياتنا المستقبلية في محاربة الأمية وأضحوكة للعالم المتحضر من حولنا. 

• عقب الوحدة تبددت أحلامنا : 

وكان الصحفي المميز الأستاذ والإعلامي حمدي العمودي مسك ختام استطلاعنا والذي تحدث إلينا مسترسلاً بالذاكرة إلى أيام زمن الجنوب الجميل بالقول : 

قبل الاحتلال اليمني كان الجنوب يعيش أنصع وأجمل حقبة تاريخية، وكنا نعيش بسلام في ظل دولة النظام والقانون والمؤسسات المعترف بها إقليمياً ودولياً، وكان اقتصادنا قوياً متماسكاً يلامس اقتصاد الدول الغنية وكانت عملتنا المحلية الدينار تعادل ثلاثة دولارات وخمسين سنتاً تقريبا، ولكن عقب اجتياح الجنوب من قبل نظام صنعاء تبدَّدت أحلامنا، ونُهبت جميع مؤسساتنا ودُمِّر اقتصادنا وانتشر الفساد والرشوة وتدنى التعليم وتردِّي الخدمات، وما يحدث اليوم من تردي الحالة المعيشية نتيجة انهيار الريال اليمني هو من مخلفات الاحتلال اليمني مادفع شبابنا إلى ترك المدارس والالتحاق بالسلك العسكري والانخراط بسوق العمل بوقت مبكر من أجل إعالة أسرهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية، حيث عجزت الكثير من الأسر عن تحمل نفقات الدراسة والتعليم ما دفع الأبناء إلى ترك المدارس وهذا الموضوع حساس جداً وقد ينتج عنه مالا يُحمد عقباه مستقبلاً من انحراف وانتشار المخدرات والإرهاب وغيره. واختتم الأستاذ العمودي حديثه بالقول : في الأخير أقدّم رسالة إلى جهات الاختصاص في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية والابتدائية أن يراعوا الله ويكونوا دعاة خير وكرماء مع أبنائهم الطلاب بإزالة العقبات والحواجز وتشجيعهم على التحصيل العلمي وتسهيل عملية التحاقهم بالمدارس والجامعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى