«قاب قوسين أو أدنى» إخراج المليشيات اليمنية من وادي حضرموت .. !
سمانيوز / استطلاع / عبد الله قردع
انتهت مهلة (الشهر) التي تمَّ تحديدها يوم مليونية الخلاص الجماهيرية التي شهدتها مدينة سيئون بتاريخ ال14 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2022م وما لحقها من قرارات اتخذت خلال اجتماع عُقد للجنة مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)، لقد انتهت المهلة الزمنية لخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، القوات المتمردة المتنصلة عن تنفيذ الشقّ العسكري من بنود اتفاق الرياض الموقع بين الرئاسة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 2019 م في العاصمة السعودية الرياض مصرة على الاستمرار في العناد والخذلان لشعبها اليمني الشقيق المنتظر تحرُّكها لتخليصه من مليشيات الحوثي الكهنوتية مفضلة القعود والمضي قُدماً في تنفيذ سياسة تفريخ الإرهاب وشفط ثروات الجنوب، ونالت دعوات رجال حضرموت النارية شديدة اللهجة يتقدمهم الشيخ حسن الجابري رئيس الهبّة الحضرمية الثانية رئيس لجنة تنفيذ مخرجات مؤتمر حضرموت العام وعدد من الشيوخ والمقادمة والوجاهات الاجتماعية والقبلية والعسكرية والأمنية نالت تأييداً واسعاً وتجاوباً والتفافاً غير مسبوق من قبل جميع شرائح المجتمع الحضرمي خاصة والجنوبي عامة القبلية والشعبية والحزبية والأمنية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني، وتساءل جنوبيون بالقول : هل باتت حضرموت على أعتاب حرب وشيكة ؟ هل بدأ العدُّ التنازلي ؟ وإلى أي مربع تتّجه حضرموت؟ وهل بات الجنوب على صفيح ساخن يتأهب لخوض معركة جديدة لتحرير وادي حضرموت،؟
انتهت العمليات العسكرية بمحافظتي أبين وشبوة بنجاح منقطع النظير أفضت إلى تطهيرهما من التنظيمات الإرهابية المسلحة فهل تلحق حضرموت بأخواتها أم أن المهمة في الوادي ستكون أصعب وأكثر تكلفة؟ أما أن هنالك خيارات أخرى أقل كلفة وهل تتجاوب المنطقة العسكرية الأولى مع لغة السلام الحضرمية وترحل بسلام ؟
في ضوء ما ذُكر أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاعاً طرحت خلاله السؤال أدناه على عدد من الجنوبيين : في ظل استمرار تمرُّد المنطقة العسكرية الأولى وتصاعُد الحراك والغضب الحضرمي .. ماهي قراءتك وتوقعاتك للمشهد ؟ وإلى أين تتجه الأحداث وإلى ماذا ستؤول ؟
وقد خرجت بالحصيلة الآتية :
• حضرموت محطة أطماع كل القوى اليمنية المتناحرة :
وكانت البداية مع القيادي بانتقالي حضرموت الأستاذ أبو أحمد السيباني حيث قال : حضرموت هي الموقع الجغرافي المتميّز على بحر العرب ومساحتها وثرواتها المتنوعة ومنها النفط في المرتفعات المسيلة والوادي حريصة والخشعة في القطن،
هذه حضرموت محطة أطماع لكل القوى السياسية والاقتصادية اليمنية المتناحرة، ولكن المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك ذلك جيداً وعمل خطوات أولية منها سهام الشرق وأيضاً المسيرات الغاضبة في وادي حضرموت والمليونية الأخيرة التي سُميت بمليونية الخلاص دليل واضح بأن حضرموت مع موعد عاجل لانطلاق ساعة الصفر لطرد المنطقة العسكرية الأولى والقضاء على الإرهاب الذي تسببه هذه المنطقة بدليل أن هناك قوى قبلية وحزبية بدأت تعمل ضد كل القوى الجنوبية من خلال عدة اجتماعات، ولكن أغلبها فشلت في مهمتها الأساسية وضاعت البوصلة عليهم إذاً نحن نرى أن وادي حضرموت قريباً سوف يشهد الخلاص من تلك المنطقة وعودة الوادي بكل مديرياته إلى الحضن الجنوبي وفقاً لاتفاق الرياض الذي تتمسّك به كل القوى الثورية الجنوبية ومعها السواد الأعظم من أبناء حضرموت، وقد أقسم الجميع بإخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت سواء سلميا والانصياع لاتفاق الرياض أو بالقوة كما حصل في تحرير محافظة شبوة.
وهناك ٣ سنوات منذ اتفاق الرياض في ٢٠١٩ م وهو شرط أساسي مهما طال أو قصر فنحن الآن في العدِّ التنازلي لتحرير وادي حضرموت.
• جاء موقف أبناء حضرموت بعد أن طفح الكيل :
من جهته القيادي في الحراك الجنوبي محافظة حضرموت الأخ ضياء المحورق تطرّق إلى أهم مخرجات مليونية الخلاص التي عُقدت في وادي حضرموت وتحديداً في سيئون في منتصف أكتوبر الماضي وقال : إنها تطالب بسرعة إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى محدّدين مهلة ٣٠ يوماً لمغادرتها وعودتها إلى مناطقها، مضيفاً لقد جاء موقف أبناء حضرموت بعد أن طفح بهم الكيل وضاق ذرعا بتواجد تلك القوات التي كانت تحتضن الجماعات الإرهابية وتُجار المخدرات وقطّاع الطرق، جاء موقف أبناء حضرموت بعد أن انتشرت حوادث الاغتيالات حتى بات الانفلات الأمني من اغتيالات وعمليات النهب والسطو المسلح وعمليات التقطُّع سمات ملحوظة وواضحة في وادي حضرموت.
وتابع بالقول : مع خروج اتفاق الرياض للعلن الذي نصّ بوضوح في بنوده إلى ضرورة عودة تلك القوات إلى مناطقها لاستكمال معارك تحرير محافظاتهم اليمنية التي سلمتها للحوثي وفق تخادم واضح لم يقتصر على تسليم مناطقها للحوثي، بل امتدّ وتطور هذا التخادُم إلى تسهيل عمليات انطلاق الطيران المسيّر الحوثي من المناطق الصحراوية التي ضمن نطاق انتشارها كونها اقرب مسافة إلى الموانئ النفطية ولقد كشف التحالف العربي خفايا هذا التخادُم ولهذا جاءت بنود الاتفاق بهذا السياق صراحة.
• لا تهاون في هذا المطلب الاستراتيجي :
وأضاف الاخ المحورق منذ انتهاء المهلة التي حدّدها أبناء حضرموت المنتهية منتصف هذا الشهر بدأت تحركات جادة من مختلف شرائح المجتمع الحضرمي (قبائل، وشباب، وكيانات سياسية ومنظمات مجتمع مدني، بل وحتى قطاعات المرأة) مؤكدين أن لا تهاون في هذا المطلب الاستراتيجي التي أجمعت عليه كل القوى الحضرمية. الأمر الذي بات يُنذر بتفجير الموقف عسكرياً في ظلّ لا مبالاة تبديها قيادة تلك المنطقة العسكرية وتراخي مواقف مجلس القيادة الرئاسي في حلِّ هذه الأزمة والاستجابة لمطالب الشعب وبالتالي يتحمل مجلس القيادة الرئاسي المسؤولية المباشرة في حال تفجُّر الأزمة وتحولها إلى صراع محتدم كما يتحمل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كونه الجهة الموكلة دولياً بإدارة الملف اليمني تتحمل مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل مواقفها الغير مفهومة.
• لن يحصل في الوادي شيء :
وكان الإعلامي بموقع نخبة حضرموت الإخباري الأستاذ عوض محمد باشن أكثر تشاؤماً حيث قال : أنا كحضرمي أقول لك أن المهلة انتهت ولن يحصل في حضرموت أي شي، لقد نزعت ثقتي من جميع المكونات السياسية في حضرموت، لقد كانت لنا هبة شعبية سابقة عندما تم اغتيال المقدم سعد بن حبريش وقبله اغتيال مدير أمن حضرموت العامري واستطاع الهالك عفاش تجاوزها وتمييعها وكذلك عندما هبت القبائل لأجل خفض الأسعار والمشتقات النفطية وفرح المواطن الحضرمي بها وأيّدها وناصرها بكل ما يملك ولكن في الأخير تسلّلت أطراف وتمكّنت من تمزيقها وتشتيت شملها وبات الجميع في خلاف وتشرذم وأصبحنا بانتظار من يأتي من خارج المحافظة ليشعل لنا هبة شعبية جديدة وينفذها على أرض الواقع.
أبناء حضرموت يحبّذون السلام ولا يميلون إلى العنف :
ويرى الإعلامي المميز حمدي العمودي أن أبناء حضرموت دائماً وأبداً متمسكون بالسلم والسلام ولايحبذون جر المحافظة إلى حروب، ولكن التعنُّت والإصرار من قِبل قوات المنطقة العسكرية الأولى المتمثلة بالاحتلال اليمني الذي يبسط سيطرته على ثروات وخيرات حضرموت والجنوب مصرّة على البقاء ولم تعمل على تنفيذ اتفاق الرياض الذي ينصُّ على خروجها من حضرموت على حد قوله، مضيفاً ولهذا انتفض أبناء حضرموت بعد انتهاء المهلة الزمنية التي حُدِّدت لتلك القوات الغاشمة بالرحيل، فعمّ كل مديريات حضرموت حراك شعبي وغضب عارم ولقد حانت ساعة الصفر وحان تطهير المحافظة من دنس قوات المنطقة العسكرية الأولى التي عاثت في الجنوب فساداً، وختم بالقول
إنني أرى شرارة ملتهبة تنطلق من حضرموت ولن تتوقف إلا في محافظة المهرة والتي تطالب برحيل القوات العسكرية اليمنية. وأكد أن أبناء حضرموت سيطردون قوات المنطقة العسكرية الأولى من بلادهم وسيقومون باستلام محافظتهم وإدارة شؤونها بأنفسهم.
• الصبر إذا جاوز حدوده قتل :
من جهته الناشط الإعلامي الحضرمي خالد الحاج يرى أن لصبر أبناء حضرموت حدود، والصبر إذا جاوز حدوده قتل، وأبناء حضرموت نفذ صبرهم وكانت لهم مطالب من خلال المسيرات الشعبية ومن ضمنها تنفيذ اتفاق ومشاورات الرياض القاضي برحيل المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت وإحلال النخبة الحضرمية بديلاً عنها، وأعلن قائد الهبة الشعبية الحضرمية الثانية الشيخ حسن الجابري في مليونية الخلاص يوم الرابع عشر من أكتوبر عن مهلة ثلاثين يوم لتنفيذ المطالب .
انتهت تلك المهلة وأُعلن عن ساعة الصفر وبدأت الترتيبات لتحرير الوادي وحظي بتأييد شعبي واسع، وأرى أن الأوضاع ستأخذ منحىً آخر نحو تحقيق المطالب في ظلّ عدم الانصياع من المجلس الرئاسي خصوصاً أن الشعب ضاق ذرعاً ولن يحتمل أكثر من ذلك ‘ فالمتوقع احتمالان، الأول تعيين قيادة للمنطقة العسكرية الأولى من أبناء حضرموت وانسحاب الجنود المواليين للقيادات الأولى وإحلال النخبة الحضرمية، وتجنيب حضرموت الاقتتال والخروج بأقل الخسائر.
والاحتمال الثاني قد يكون هناك رفض للاحتمال الأول وعدم الخروج والانسحاب وعندها أكيد ستكون المواجهات الحتمية ولاخيار غيرها.
إلى متى سنسكت على نهب ثرواتنا واحتلال أرضنا :
وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ علي الجوهري مسك ختام استطلاعنا حيث قال : نعم لقد انتهت المهله وبدأ العدّ التنازلي وبالطبع للصبر حدود وهذا ما يقوله كل مواطن حضرمي خاصة وجنوبي عامة إلى متى سنسكت على نهب ثرواتنا واحتلال أرضنا ، وتابع” افهموها جيداً مامعنى احتلال للأرض هل أبناء حضرموت عاجزين عن حماية أرضهم لا وألف لا فهم أبطال وعرف التاريخ عن بطولاتهم وآخرهم اؤلئك الشباب الذين قاتلوا بشراسة ضد الحوثيين في دمّاج وكتاف وكانت لهم مآثر يذكرها القاسي والداني، وهذا ليس في العصر السحيق ولكن في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وأضاف ساخراً : جنود المنطقة العسكرية الأولى لم يدافعوا عن مدنهم وعاصمتهم اليمنية وهذه المنطقة العسكرية الأولى التي تتمرد على قرار الشرعية والتحالف وترفض الخروج من حضرموت دون أي مبررات منطقية غير المصالح التي تحت أيديهم من ثروات حضرموت ولكن الحراك الحضرمي استنفر كل قواه وأعلن للقاصي والداني إننا أحقّ بحماية أرضنا وثرواتنا وعلى قيادة المنطقة العسكرية الأولى تنفيد التوجيهات والتحرُّك لمأرب والتوجه لقتال الحوثيين على الجبهات، وختم بالقول إذا لم تخرج تلك القوات المتمردة حسب مخرجات اتفاق الرياض وعلى التوافق فإننا مستعدون لاخراجهم بالقوة وهذا ما أتوقع أن يسير عليه مؤتمر حضرموت الجامع يتقدمه مقادمة وشيوخ القبائل والعشائر الحضرمية.