الجنوب العربيحوارات

في ظل انسداد أُفق الحل.. «الأسرةُ الجنوبيةُ العفيفة» ما بين مطرقة الديون وانقطاع المرتبات وسندان العوز والحاجة ..!

سمانيوز-شقائق / استطلاع 

لاتزال الأسرةُ الجنوبيةُ العفيفة قابعة بين مطارق وسنادين العوز والديون وانقطاع الرواتب والبطالة في ظلِّ انسداد أُفق الحلّ وعدم اهتمام القوى السياسية والعسكرية الممسكة بزمام الأمور وعدم التفاتها لما تعانيه وتكابده تلك الأسر الشريفة المحترمة القابعة في البيوت من تزايد لا يحتمل ولا يُطاق للضغوط المعيشية اليومية من الكدِّ والكفاح الغير مسبوق للحصول على لقمة العيش، ولستر الحال وللحفاظ على العفَّة والكرامة وعلى ماء الوجه والسمعة الطيبة وكذا لأجل إلحاق أبنائهم بالمدارس ولشراء ملابس على قدر الحال وعلاج مرضاهم، وبات الترفيه عن النفس أو الكماليات ليس ضمن برنامج أغلب الأُسر الجنوبية وكانت ولاتزال صحيفة «شقائق» تشارك بل تتقاسم الأسرة الجنوبية همومها ومعاناتها، حيث التقت عدداً من الأمهات العفيفات ممّن عصفت بهن الأزمة الاقتصادية الحاصلة في الجنوب ورغم أن الشكوى لغير الله مذلة إلا أننا سنحاول قدر الاستطاعة أن نخفِّف عن صدورهن بعض الأحمال والهموم الجاثمة عليها بإيصال شكواهن عبر الصحيفة للجهات المسؤولة لعلّ وعسى نجد آذاناً صاغية وقلوباً رحيمة. 

• وضَعْنا ثقتنا بدولة لا تستحقّ الثقة : 

تحدثت إلينا أم علي بالقول : يكمن الخطأ الكبير في أننا وضعنا ثقتنا بدولة لا تستحق الثقة دولة الوحدة العفاشية المشؤومة، دولة لم تستشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولقد أصبحنا نحن ذوي الدخل المحدود (الرواتب) أشبه بالمتسوِّل المنتظر (الصدَقة) حسبنا الله ونعم الوكيل. 

وتضيف أم علي : أصبحنا نعيش في ظلِّ لا دولة واستبشرنا بالتحالف العربي خيراً ، ولكن وضعنا بات كالمستجير من الرمضاء بالنار، لم نلمس تحسُّناً بل تفاقمت وتراكمت المشاكل ولاندري ماهي جريمتنا كي يعاقبونا جماعياً هكذا!. 

أصبحنا بانتظار شفقة المنظمات الإنسانية : 

واما أم يوسف تقول : لقد أصبحت الرواتب مجرد ذكرى طيبة عالقة في الأذهان حيث لاتوجد دولة نعوِّل عليها حتى اللحظة وأصبحنا بانتظار شفقة المنظمات الإنسانية وصدقات أهل الخير والإحسان، كما أن الحصول على ثلاث وجبات يومياً في بعض البيوت شبه مستحيلة ولا حول ولا قوة إلا بالله الشكوى لغير الله مذلة ويبقى أملنا في الله كبير. 

أسر عفيفة تتضوّر جوعاً والبعض لايستطيع إسعاف مريضه : 

من جهتها المعلمة أم سهام قالت : بعض الأسر العفيفة مقطوعة من شجرة كانت معتمدة في الماضي على رواتبها الشهرية وباتت اليوم بلا مصدر عيش عقب انقطاع الرواتب وانهيار قيمتها يتضورون من الجوع قابعين هم وأطفالهم داخل بيوتهم لا يعلم بحالهم غير الله، والبعض لايستطيعون إسعاف مريضهم حيث الغلاء، والأزمات تحاصرنا من جميع الجهات ولاتوجد أي بوادر انفراجه في الأفق القريب. 

وضعٌ كارثيٌّ ولاندري متى الخروج منه : 

من جهتها المعلِّمة أم عوض من (أبين)  قالت : لم نتوقّع الوصول إلى هذا الوضع الكارثي ولاندري متى الخروج منه وضع يخدم الفاسدين والمتسلِّقين ويزيد الفقير فقراً، فيما يموت الشريف العفيف كمداً وقهراً، وللأسف الشديد فإن الوضع الحالي يدفع صوب نشوء سلوك خطير بأوساط الشباب صوب النزعة الانتقامية والعنف والانحراف، ونتمنى أن لا يستمر هذا الوضع التجويعي المفتعل طويلاً كون تبعاته لن تكون في صالح المنطقة والإقليم. 

الترفيه عن النفس أو الكماليات ليست ضمن برنامج أغلب الأسر الجنوبية : 

وكانت أم باسل خاتمة استطلاعنا حيث قالت : الوضع مأساويّ بكل ما تحمله الكلمة من معنى لقد أصبحنا فاقدين الدولة فاقدين الأمن الغذائي والأمني وباتت حياتنا تسير في فلك المجهول،  حيث أصبحت حياتنا ملحمة مأساوية مرهِقة لا سامح الله من كان السبب، لم نعُد نفكّر غير في الحصول على لقمة العيش ولانفكر في إصلاح أو استبدال الكماليات والأدوات المنزلية القديمة المتهالكة وأصبح الترفيه عن النفس أو الكماليات ليست ضمن برنامج أغلب الأسر الجنوبية ولم تعُد حياتنا تسير بالشكل الطبيعي أو في الحدِّ الأدنى على أقل تقدير. 

وعبركم أناشد الجهات المعنية داخلية كانت أو خارجية أن تتقي الله في شعب الجنوب الطيب ، وتضع حدَّاً نهائياً لمعاناته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى