الجنوب العربيحوارات

جنوبيون لـ«سمانيوز» : رغم تحدِيات الثورة الإلكترونية الصحافة الورقية ما زالت في الصدارة ..!

سمانيوز / استطلاع / نوال باقطيان

في ظلِّ ثورة الاتصال والتكنولوجيا التي اجتاحت كلّ المجالات والمستويات الصناعية والعلمية ، برزت الصحافة الإلكترونية نتاج التطور الرقمي لتصبح البديل الطاغي على أطلال صاحبة الجلالة (الصحافة الورقية ) من معركة وجودية تستحثّ بها المساحات البيضاء لتلقي براصانتها المعهودة بموادها الدّسمة في مواجهة التغول للإعلام الرقمي باستنباط صيغ وبدائل تحافظ على دورها وعلاقتها بالقُرّاء ، فماهي أبرز الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية؟وهل سيسهم مؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين في تذليل الصعوبات وإعادة مكانتها المرموقة ورونقها بين الوسائل الإعلامية الأخرى.

صحيفة «سمانيوز» تطرح هذه الأسئلة على كوكبة من الصحفيين الجنوبيين ، وتحاول الإجابة عنها في سياق الاستطلاع الآتي :

يرى الدكتور صدام عبدالله، عضو الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي ورئيس اللجنة التحضيرية الإعلامية أنه بفضل التطور العلمي والتكنولوجي وبروز الإعلام الحديث السريع والانتشار ساهم في زيادة أعباء الصحافة الورقية ليس هنا فقط ، وإنما في العالم أجمع ، أما عن أهم الصعوبات التي تواجه الصحافة الجنوبية ، فيمكن القول إن أكبر معضلة هي انعدام المطابع التي تسمح بطباعة الصحف الورقية، مشيراً إلى أن المطابع الموجودة أصبحت حِكراً على صحفها فقط ، إضافة إلى التكاليف الباهضة في الطباعة ،إذ أنه في الوقت الحالي أصبحت تكاليف الطباعة أكبر بكثير من قيمة مبيعات الصحيفة نفسها ، هذا إذا افترضنا أن الصحيفة تبيع جميع نسخها ، لكن فما بالكم في الوقت الحالي بأن هناك عزوفاً كبيراً من الجمهور لمتابعة الصحافة الورقية ،كما سبق وأشرنا نتيجة لتواجد الإعلام الإلكتروني أو الرقمي سريع الانتشار ، فأصبح غالبية المتلقين يتلقون الأخبار عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الخبر أولاً بأول، وبالتالي أصبح هناك انطباع لدى القارئ بأن أخبارها مكرّرة وقديمة، منوهاً إلى أن مؤتمر الصحفيين الجنوبيين سيتمخض عنه نقابة صحفية جنوبية تدافع عن حقوق الصحفيين في مختلف المؤسسات الإعلامية وهو من سيعيد للمهنية الصحفية ، وسيحاول تذليل الكثير من الصعوبات التي تواجه الإعلام بشكل عام بما فيها الصحافة الورقية ولكن في حدود الممكن، كنا سبق وذكرنا بأن هناك صعوبات تواجه الصحافة الورقية في مختلف الدول وليست مقصورة فقط على الصحافة الورقية الجنوبية.

أكثر مصداقية :

ويرى الأخ صالح الضالعي، رئيس تحرير صحيفة النقابي الجنوبي
أن الصحافة الورقية تُعدُّ من أهم الوسائل الإعلامية الهامة رغم تقدُّم التكنولوجيا ،حيث تحتلُّ الصدارة حسب الاستفتاء الأخير عام 2020م في أوروبا وأمريكا.
إذ يقول المواطن الأوربي إنه لايثق إلا بالصحافة الورقية كونها الأكثر مصداقية من حيث أنها تنقل الخبر عن مصادره ، ولا أقصد هنا الخبر الآني ولكن أقصد التحقيقات، والتحقيقات الاستقصائية أو الاستطلاع أو الحوار أيضاً.

ويعزو الأخ الضالعي إلى تلاشي الصحافة الورقية في بلادنا إلى العديد من الأسباب أهمها :
غلاء الطباعة ، وعدم الاهتمام بها من قبل المواطنين ، وبهذا فإن الصحافة الورقية تلاشت بل وأُفرغت من محتواها كقيمة إعلامية توثيقيه بعكس وسائل الإعلام المختلفة.

عزوفُ القُرَّاء :

ويرى الأخ ماجد الداعري، رئيس تحرير موقع« مراقبون برس » عصر الصحافة انتهى على مستوى العالم وليس في بلدنا فقط والسبب دخول شبكات التواصل الاجتماعي والواتس آب على خط نقل الأخبار بسرعة كبيرة وعدم انتظار الجمهور لصحيفة حتى تصدر اليوم الثاني، مضيفاً ناهيك عن التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة الورقية بسبب عزوف القراء والمعلنين لعدم جدوى الإعلانات فيها ،لذلك ماعاد بالإمكان استمرار صدور صحف ورقية دون قراء وإعلانات، إنما بالاعتماد على الممول الذي يوجه الصحيفة حسب أجندتها وتوجهاته السياسية وهذا على حساب مستقبل الصحافة واستقلاليتها ومهنيتها، معرباً عن رأيه لا أتوقع من مؤتمر الصحفيين تقديم أي مساعدة أو دعم للصحافة الورقية ولا غيرها لغياب التأسيس النقابي السليم للجان التحضيرية وإبعاده عن أي توجّه سياسي من أي طرف ، بغض النظر عن الاحترام الذي أكنه للمجلس الانتقالي ورئيسه على المستوى الشخصي لتاريخه ونضاله.

نجاح في التحديات :

ويرى الأخ بديع سلطان صحفي أن الصحافة الورقية تعاني تحديات عصرية كبيرة ،تتمثّل في الثورة التقنية والإلكترونية التي استفاد منها قطاع الإعلام اليوم ، وانتشار التقنيات الحديثة والمنصّات الرقمية التي تحوّلت إلى صحف إلكترونية تواكب الأحداث أولاً بأول الأمر، الذي شكّل ميزة استباقية تأثرت بها الصحافة الورقية كثيراً،حيث دخلت الصحافة الورقية في تحديات كبيرة مع مختلف وسائل الإعلام التقليدية الأخرى، منذ ظهور الراديو ، مروراً بالسينما والتلفزيون ، إلا أن الصحافة الورقية نجحت في تلك التحديات واستمرت إلى اليوم، غير أن التحدِّي الرقمي الحديث كان فوق كل احتمالات المقاومة المتوقعة من الصحافة الورقية ، والتي رجّحت كفة الإعلام الإلكتروني والصحف الرقمية التي طغت على الصحف الورقية.

معبراً عن رأيه قائلاً : اعتقد أن مؤتمر الصحفيين الجنوبيين أو حتى النقابة التي يتوقع أن ينجم عن هذا المؤتمر لا يمكن أن تقدم حلولاً في هذا الشأن ، كون غايتها تعزيز الحقوق والحريات في المقام الأول ، وليس هدفاً تقنياً أو فنياً، ولكن الحلّ الممكن هو أن تحمل المؤسسات الإعلامية الكبرى ، الحكومية والخاصة على الاستفادة من التقنيات الرقمية العصرية والبناء عليها لتقديم خدمة نوعية متميّزة في مجال الصحافة الورقية ، واستيعاب التحدِّي والمنافسة وتحويلها إلى مواكبة واستفادة قدر الإمكان.

إدمان وسائل التواصل :

ويرى الأخ سالم المسعودي وهو صحفي : أن الصحافة الورقية تواجه صعوبات جمَّة لعل أهمها إدمان جمهورها على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت اليوم تنقل الحدث لحظة وقوعه بعكس الصحافة الورقية التي تأتيك بالخبر في اليوم التالي متداركاً ، مع أن الصحافة الورقية تشكّل حالة أفضل من حيث المصداقية، كما أن ارتفاع أسعار الصحف يعدُّ أحد التحديات التي تحول دون زيادة تُذكر في نسبة توزيع المطبوعات الورقية.

وأعرب المسعودي عن أمله أن يُعيد مؤتمر الصحفيين الجنوبيين أمجاد الصحافة الورقية وتناقش أهم الصعوبات التي تواجهها ويخرج بحلول ناجعة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى